الاحتلال يغتال "أيقونة" الإعلام الأجنبيِّ في غزَّة الصَّحفيَّة وفاءً العديني
"على مدار أيام الإبادة الجماعية الإسرائيلية على غزة، استهدفت قوات الاحتلال بشكل متعمد عشرات العلماء والأكاديميين والباحثين الفلسطينيين، أثناء تواجدهم في منازلهم مع عائلاتهم"، كان هذا النص مقدمة تقرير كتبته الصحفية الشهيدة وفاء العديني لموقع ميديل ايست مونيتور باللغة الإنجليزية، لكنها لم تكن تعلم حينها بأنها ستكون الهدف التالي لآلة القتل الإسرائيلية بعدما أسهمت بشكل كبير في فضج جرائم الاحتلال على المستوى الدولي. واستشهدت الصحفية وفاء العديني، فجر اليوم الإثنين، في قصف صهيوني استهدف منزلها بدير البلح وسط قطاع غزة، برفقة زوجها وطفليها. ويُذكر أن الشهيدة العديني عملت مديرة لوحدة الإعلام الخارجي في مؤسسة الثريا للإعلام، ونشطة في المجال الصحفي الأجنبي منذ ما يزيد عن 15 عامًا، ساهمت خلالها في نقل معاناة الشعب الفلسطيني باللغة الإنجليزية التي تحترفها عبر كتابة المقالات وإدارة النقاشات وتنظيم المؤتمرات، إلى جانب مشاركتها في معارض الصور والأفلام القصيرة الناطقة باللغة الإنجليزية. وشاركت الصحفية العديني في تأسيس فريق "16 أكتوبر" الإعلامي غداة إصدار تقرير غولدستون في العام 2009م، برفقة الشهيد رفعت العرعير، والذي كان من مهامه كشف كذب رواية الاحتلال، وتحسين الخطاب الإعلامي الفلسطيني الموجه للغرب باللغة الإنجليزية. وأسهمت العديني خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في فضح جرائم الاحتلال، فكتبت مئات التقارير التي توثق وتفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين. ويحسب للصحفية العديني أنها كانت مرجعًا وأمًا لعشرات الصحفيين الناشئين المتحدثين باللغة الإنجليزية، وكانت تعتني بهم عبر تنظيم لقاءات وورش عمل من أجل تطوير قدراتهم ومهاراتهم. وباستشهاد الزميلة "العديني"، يرتفع عدد الشهداء الصحفيين إلى 175 صحفياً وصحفيةً، منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة. وقد ندّد مركز حماية الصحفيين الفلسطينيين بقتل الاحتلال الصحفيين في قطاع غزة، وقال -في بيان- إن الجرائم المستمرة بحق الصحفيين الفلسطينيين نتيجة قرار اتُخذ على أعلى مستوى لدى الاحتلال "الإسرائيلي" بهدف حجب الحقائق ومنع كشف المجازر التي يرتكبها ضد المدنيين. وأشار المركز إلى أن حصيلة استهداف الصحفيين الفلسطينيين في غزة هي الأكثر دموية في التاريخ الحديث، مطالبًا بفتح تحقيق دولي مستقل وشامل في الجرائم "الإسرائيلية" بحق الصحفيين. ومنذ بداية العدوان على غزة، واجه الصحفيون في القطاع هجمات "إسرائيلية" متواصلة تستهدفهم بشكل مباشر وتطال منازلهم وعائلاتهم ومقرات مؤسساتهم الإعلامية. ويتعمّد الاحتلال "الإسرائيلي" قتل الصحفيين بهدف تغييب الرواية الفلسطينية، ومحاولة طمس الحقيقة وعرقلة إيصال الأخبار والمعلومات إلى الرأي العام الإقليمي والعالمي.