تعرف على الفيروس الذي ينقله البعوض وينتشر دون علاج

ينتشر فيروس غرب النيل في الولايات المتحدة وأوروبا، وهو مرض فتاك ومعروف من عشرات السنين، لكن لا يوجد له لقاح، كما لا يوجد علاج للمصابين به .

وبعد مسيرة متميزة وشهرة عالمية في بحوث فيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، ثم قيادة الجهود الأمريكية لمواجهة فيروس كورونا، أحيل الدكتور، أنتوني فاوتشي، إلى المستشفى لإصابته بفيروس مختلف تماما.

فقد ظهرت الشهر الماضي، على الطبيب، البالغ من العمر 83 عاما، أعراض الحمى، والارتعاش من البرد، والإعياء، بعد إصابته بفيروس غرب النيل. وهو فيروس ينتقل عن طريق البعوض، واكتشف في أوعندا عام 1930.

لكن إصابة فاوتشي لم تحدث في شرق أفريقيا، بل يعتقد أنه تعرض إلى لدغة من بعوضة تحمل الفيروس في حديقة منزله. وهو الأمر الذي أصبح يتكرر كثيرا في الولايات المتحدة.

وقال مركز مراقبة الأمراض والوقاية منها لبي بي سي إن 2000 أمريكي يصابون بالمرض بسبب فيروس غرب النيل كل عام. وأدت هذه الإصابات إلى 1200 حالة مرض عصبي، وأكثر من 120 وفاة.

وترى كريستي ماري، أستاذة طب الأطفال في جامعة إيموري في أتلانتا، جورجيا، التي عكفت على دراسة فيروس غرب النيل لأكثر من 20 عاما، إن "مجرد لدغة بعوضة كافية للإصابة بالمرض. وأغلب الحالات الخطيرة تكون من بين كبار السن، لكن الشباب يصابون أيضا المرض".

ففي 1999، بلغ طبيب، متخصص في الأمراض المعدية في نيويورك، عن حالتين لالتهاب الدماغ الفيروسي، لدائرة الصحة في المدينة. وبدأت تحقيقات طارئة بعد اكتشاف حالات مماثلة في مستشفيات مجاورة.

وكشفت التقديرات أن هذا الوباء المجهول أصاب في النهاية ما يقرب من 8200 شخص في المدينة. وكان ذلك أول انتشار معروف لفيروس غرب النيل في نصف الأرض الغربي.

ولا أحد يعرف كيف وصل الفيروس إلى الولايات المتحدة، من أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب أوروبا وروسيا، حيث كان منتشرا منذ عقود. لكن البحوث كشفت أن الطيور، هي التي تحمل الفيروس. فالبعوض يصاب بالفيروس بعدما يتغذى على الطيور المصابة، ثم ينقله إلى الإنسان.

ومنذ الانتشار الأول في عام 1999، سجلت الولايات المتحدة 59 ألف حالة و2900 وفاة بفيروس غرب النيل، وإن كانت بعض التقديرات تشير إلى أكثر من 3 ملايين إصابة.

وهناك مخاوف متزايدة من أن يتكرر انتشار فيروس غرب النيل بشكل أوسع بسبب تغير المناخ. وبينت الدراسات أن الطقس الدافئ يمكن أن يسرع نمو البعوض، وزيادة اللدغات وحضانة الفيروس.

فقد سجلت إسبانيا في عام 2020 تفشيا غير مسبوق للفيروس، تبعته فترة مطولة من الانتشار المتسارع.