عدنان نصار: “العفريت” يخرج من مخبئة ويقرع طبول الحرب.. دم يراق إكراما لشعب الله المختار

عدنان نصار

لم يعد الحديث عن التصعيد في الحرب بين الإحتلال الاسرائيلي وحزب الله اللبناني أمر ممكن..، بل اصبح واقع معاش وملموس، بعد ان خرج الإحتلال عن قواعد الإشتباك في عدوانه على لبنان الشقيق، وتخطيه حاجز الانحدار الاخلاقي والاجرامي في قطاع غزة منذ أكثر من 353 يوما الى اللحظة الراهنة


الاحتلال الاسرائيلي خرج على المألوف وهذا معروف منذ نشوء دولة الكيان الصهيوني، وعربد بما يكفي.. وها هو برفع وتيره إجرامه ودمويته بقصفه مناطق عدة من الضاحية الجنوبية في بيروت بشكل هستيري ومجنون، بعد استهدافه الآلاف في مجزرة "البيجر” الاسبوع الفائت.

التطورات الميدانية القتالية بين الاحتلال وحزب الله، تضع المنطقة على سطح بركان ملتهب، وربما ستقود هذه المواجهة الى ما هو ابعد من نزال بين حزب الله والاحتلال، بهدف يسعى اليه المدعوق نتنياهو في محاولة منه لايقاع اطراف اخرى في الحرب من مثل ايران، ووضع امريكا شريك الاحتلال الرئيسي في العدوان في خانة ضيقة قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية التي يفصلنا عنها 45 يوما.

العدوان الإسرائيلي الهمجي على جنوب لبنان، هو جزء من محاولات نتنياهو وجر المنطقة الى مصير مجهول، في ظل غياب تماسك القرار العربي الرسمي لمواجهة هذا الصلف الصهيوني..عند هذا الحد من التغول الصهيوني على جنوب لبنان، بمارس الاحتلال إجرامه في قطاع غزة ضد الابرياء هناك، ولم يكتفي الاحتلال بالعربدة والزمجرة، فهو يخرج كل عفاريته ومرتزقته للمواجهة مع كل القوى التي تنكر وجود الاحتلال ولا تعترف بدولته الورقية الإستعمارية المدعومة من قوى عظمى.

المصير المجهول، الذي يلف حول المنطقة العربية، والذي لا يمكن لاي حكيم سياسي معرفة مسارة بشكل دقيق يضع العالم العربي والإسلامي تحديدا امام مسؤلياته التاريخية، وخصوصا في ظل اطماع صهيونية يعلن عنها الاحتلال كبرنامج سياسي وأستراتيجي لخدمة المشروع الصهيوني، ولعل التطرف الاسرائيلي الذي بسعى الى جس النبض لبناء "كنيس” في المسجد الاقصى ورمي فقاعات اعلامية حول ذلك، هي ايضا لا شك تمثل عدوان صارخ على كل الثوابت العربية والاسلامية، وتتعدى بنود اتفاقيات "السلام ” المزعوم المبرم مع دول عربية.

التلاعب بمستقبل المنطقة العربية من اخطر ما يواجهنا الآن، ولعل المقاومة الفلسطينية البطلة في غزة هي من أوقف وعطل هذه المشروعات وعمل على فضحها..غير ان غزة لوحدها التي تدافع عن مستقبل الأمة وهويتها امام حالة التهويد النبرمجة، تحتاح (غزة) الى قوة داعمة لإبطال هذه المشاريع واعادة العفريت الصهيوني الى مخبئة ولجم احلامه المريضة..

بإختصار؛ أمر النزال مع العدو الصهيوني، ليس منقسما الى قسمين او معسكرين :المعسكر السني والمعسكر الشيعي، ولا نحن من دعاة هذا التوصيف..الواقع والتجارب التراكمية مع العدوان الصهيوني يمنحنا درس إضافي مفاده: الاحتلال لا يفرق قي نوع الدم المراق سواء كان سني او شيعي او مسبحي..لطالما ان الهدف هو نفوذ استعماري ل:”شعب الله المختار”.!!!