هو البحر واشياء أُخرى..

كتب - أ.د.حسين محادين 

1)
لأني أردني قرويّ فأن ثقافتي ليست مائية الخبرة ولا الطفولة، بل هي رملية صحراوية نزِقة مثل الطوز”العواصف المفاجئة” في الصحراء او على حوافها لافرق بينهما عندي..مادام النزق مشترك واحد بيننا.
(2)
كل شيء في البحر يُبهرني :-
السباحة العميقة،
فكرة صيد السمك ،انتظارنا "المفترض” كعاشقين للبحر ونحن نتلهى مع بعضنا لساعات طويلة وفي يديّ اي منا سنارة صماء بحبلها الطويل لعلنا نصطاد سمكة غبية وقعت في صبريّنا الغامض لحظة سهو ما
،ركوب الاناث او الرجال المِظلة المُغترة بعلوها على اليابسة وسعتها الملوّنة فوق هذا البحر الهائج وهي المربوطة بقارب يُجرها نحو بوابة احتمالات وتوجس تقلقاني دائما.
( 3)
لا اعلم؛ لماذا كلما عانقت مدينة لا بحر فيها او بُحير او حتى نهير يُخصبها بالفرح والابتسام والسماحة شعرت وكأني اعزيًها كعاقر..؟.
(4)
لأمر ما لا أدريه ولا املك تفسيره..يعتقد سكان المدن الاناث بأن الماء كفيل بغسل كل اخطائهم لذا نجدهم عكس مدننا اليابسة متسامحون ،بشوشون مع ضيوفهم الكثر من السفن الضالة او من البشر من كل اللغات والالوان الهائمون مع غرائزهم على تلك الشواطىء الساكنة بثقة وحنان وهي تحتضنهم بكل رفق وسياحة كأمهاتهم البعيدات او عشيقاتهم الغائبات…
(5)
اخيرا،
ياترى اليس هو الماء واشياء أخر فعلا..؟.. ام كما قال الشاعر ايليا ابو ماضي..وهو يحاور البحر..
قد سألت البحر يوماً هل أنا بحرُ منك…ضحكت امواجه مني وقالت لست ادري..؟.
*استاذ علم الاجتماع -جامعة مؤتة -الأردن.