عن الكرامة.. عن الزمن الأردني الجميل.. عن الخيل والصحراء

كتب - عدنان نصار 

لم يستغرق وقت التتفيذ 15 ثانية ، وربما أقل ، وهي مساحة زمنية كافية لإستعادة الجمال وزمنه في زمن اليأس والبؤس الذي أحاطتنا به منظومة التعهير السياسي العالمي ..وهو زمن يتسم بالبهاء والزهو حين نستذكر (الكرامة) ..كرامة التاريخ والجغرافيا والانسان ، ونعبر بحلم مشترك نحو الغرب للنقل أشواق الشرق إلى الصابرين هناك ..أشواق محمولة على أكتاف العاشقين لمعادلة ثلاثية الأبعاد : شرف الموقف ، وشرف الجغرافيا ، وشرف التاريخ ..، عن خيل الصحراء التي تصهل في وجه الطغاة.. وهي معادلة لا يفهمها ربما ، سوى أولئك المؤمنين بعدالة القضية ..قضية الوطن ، وما يشهده من فعل إجرامي ممنهج يغتال الآمنين ويقتل الأبرياء ..ويغسل بالدم النقي يديه النجستين ، في وقت يتيمم فيه أطفال غزة ، والضفة وكل فلسطين بماء الصبر العابر من شرق النهر إلى غربه ..ذاك النهر المقدس ، المحاذ لمعبر الكرامة الذي يوصل الحالمين إلى هناك ..هناااك ، حيث الكرامة والشهامة ونخوة الصحراء القادمة من معان لتحط على الحد الفاصل مع الدولة اللقيطة التي لم يكتفي قادة عصابتها المارقين بكل هذا الدم المراق على عتبات غزة وجنين وجبل النار ..

لا أتحدث ، عن بعد تحليلي سياسي او عسكري ، ..اتحدث عن (كرامة)..كرامة الأرض والعرض والجغرافيا والتاريخ والانسان ..صفات حاول "الجنرال اللنبي”  ان يمنح اسمه لهذا الحد الذي يربط شرق النهر بغربه بأخوة تاريخية ، لم يفهمها "اللنبي” العصي على الفهم ..لا أتحدث عن السياسة ، ولا أمتلك ناصية التحليل ، كذلك الذي يمارسه أغبياء حين يتحدثون عن السياسة الناعمة في زمن الدم ..والبرود في زمن الغليان ..والطهر في زمن وساخة بني صهيون ويد الجنرال النجسة التي تتمرجل على طفل يلهو بطائرته الورقية ، أو طفلة تسرح شعر دميتها وتغني بهدوء الحالمين :

” ماهر البطل والعشيرة حويطات ..رجع الكرامة ب 3 رصاصات "

ثوان مرت على ضفاف المعبر ، أعادت عصر الطيور المحلقة على ارتفاعات شاهقة لتلقي نظرة الصقور ..تحوم وتتقر رأس العدو الوسخ ، وتعيد حلم صهيون إلى القبور ..فيما يأكل قادتهم اللقطاء الغثاء بعد أن مرغ شهيد الثأر لغزة ، انوف العدا ، ودملها بالحمأة السائلة الوسخة على ضفة الكرامة .

تماما مثل ذبابة ، حط جنرالات العدو اجنحتهم على الحد الفاصل ، يضربون الكف بالكف ويتسائلون:”ما الذي جرى .؟!” …ابدا ، المسألة ببساطة نعيد للزمن الجميل رونقه..ونعيد للزمن الأردني بهاء مجده ..ونلظي بالحديد بالنار من يكوي قلوب الصغار ..،أو يحشد للرقص فوق اوجاعنا رقصة النصر الزائف ..!!

على مدى زمن "السلام” المزعوم ، نحن من سترنا عوراتكم ، ورمينا بالغطاء على قحباتكم اللائي يمارسن الرقص فوق أكتاف الشهداء الشرفاء..لقد حان وقت الزمن الجميل ، حان وقت كشف العورات وما يجري في كوردورات السياسة الوسخة ..فلا امريكا غانمة ، ولا اللقيطة اسرائيل سالمة ..زمن صار فيه الورع الصغير يتوق إلى الفعل الكبير ..هذا آوان الزمن الجميل .

سمعنا من القارئين والمعاصرين لتاريخ ومسار الكرامة..الكرامة المعركة ..كرامة وجه الجغرافيا الذي يصنعه التاريخ ..ونحن ، كما قدر القادرون حياة فيها جهل لن تقرأ الحروف ولا ما بين السطور ..وحياة الفروسية تسكن على ضفاف الصحراء…هناااك حيث بيت الشعر والرمال وشمس الظهيرة ، ونوق على ظهورها فوارس تتوق للسباق لتصعد قمة التاريخ ..هذا آوان الزمن الجميل .

سمعنا من القارئين والمعاصرين لتاريخ ومسار الكرامة..الكرامة المعركة ..كرامة وجه الجغرافيا الذي يصنعه التاريخ ..ونحن ، كما قدر القادرون حياة فيها جهل لن تقرأ الحروف ولا ما بين السطور ..وحياة الفروسية تسكن على ضفاف الصحراء…هناااك حيث بيت الشعر والرمال وشمس الظهيرة ، ونوق على ظهورها فوارس تتوق للسباق لتصعد قمة التاريخ ..هذا آوان الزمن الجميل .

لا أتحدث عن السياسة ، فندعها جانبا ..أتحدث عن شرف الموقف الفطري غير المنتمي إلى تنظيم ، ولا يعترف بالمرجعيات أو الاتفاقيات ..فارس من الصحراء ، وعاشق لها ، ينصف القول ويعشق الفعل ..ويسقط الرتب الذبابية لجنرالات العدو الصهيوني ، وينتهي هو ثوب الشرف..شرف الموقف الذي يعيد الكرامة إلى زمنها الأردني الجميل ..

لا أتحدث سياسة ابدا ..أتحدث عن ما هو أكبر..أتحدث عن الشهيد الأردني البطل ماهر حويطات ..فسلام عليك يا ماهر يوم قررت ويوم نفذت ويوم ارتقيت إلى الله شهيدا.