منتخبنا الوطني لكرة القدم

كتب - إبراهيم عبد المجيد القيسي 

مواسم «الشلاليت» تلوح؛ وإنني بالفعل بدأت ألحظ تزاحم أخبار كرة القدم المحلية والدولية، وهذا يعني أنني سأدخل في بيات شتوي حافل، لكن ماذا عن همنا وحلمنا الوطني بوصول أو حصول منتخبنا على إحدى بطاقات التأهل لتصفيات كأس العالم القادمة؟

شخصيا توجست من تغيير مدرب منتخبنا الوطني، ولا يعني هذا التوجس بأنه تقليل من شأن المدرب الجديد، بل ثمة مسألة يمكن اعتبارها من باب «الكيميا» أو «العين الثالثة» التي كانت عند المدرب المغربي السابق، فطاقات المنتخب وإمكانياته دوما موجودة، لكننا كنا نفتقد من يحسن التعامل معها، وقد لمست مثل هذه الموهبة في المدرب السابق، وهي ربما خاصية أو موهبة «زبطت معه» بالنسبة لمنتخبنا الوطني، ولا يعني هذا بأن الحظ الحسن سيكون حليفه في مكان وفريق رياضي آخر، لكن «الكيميا» كانت كبيرة وواضحة بينه وبين تشكيلة المنتخب قبل عدة أشهر، فذهب الرجل وجاء أحد رفاقه المغاربه للإشراف على منتخبنا، وازداد توجسي في الأيام الأخيرة..

دعوني أعود لحذري من الحديث عن هذا المدرب، الذي سبق وقلت بأنه يمتلك سيرة ذاتية لا تقل أهمية عن سلفه ومواطنه السابق، لكنني شخصيا لا أخشى تدني مستواه في تكنيك اللعبة، بل أخشى من التدخلات، وهي التي أعتقد بأن حسين عموتة كان يتعامل معها بحزم شديد.. ولا أعلم بالنسبة للمدرب الجديد، علما أن الزميل المحترم «عوني فريج» طمأنني حين قال بأن مدربنا الجديد أشد حرصا من سابقه بالنسبة لموضوع التدخلات، وعلى الرغم من ذلك، فهناك ملاحظات مهمة، التقطتها في الأيام الماضية من خلال زخم الأخبار المتعلقة بكرة القدم الأردنية ولاعبيها من أعضاء المنتخب الوطني الذين شاهدناهم في الأشهر الماضية..

كان ثمة نجوم من المنتخب، يواجهون مشاكل مع أنديتهم، كاللاعب المهاجم الهداف يزن النعيمات، ولا أعلم ما تأثير هذا على مستواه ولياقته البدنية واستعداده النفسي! وكذلك قرأنا أخبارا عن عدم استدعاء بعض أعضاء المنتخب الذين نعرفهم، فهم لم يتم استدعاؤهم لخوض لقاء منتخبنا مع الكويت الشقيقة بعد حوالي أسبوع، ولم أسمع أو أقرأ تحليلا ولا تبريرا ولا تصريحا من أية جهة مسؤولة، حول هذه الأخبار ومدى صدقيتها وما هي الأسباب الكامنة خلف عدم استدعاء هؤلاء النجوم !.

أكثر ما يزعجني من هذه الملاحظات هي الأخبار التي تتعلق بالاتحاد الرياضي، فهل حقا «عادت حليمة لعادتها القديمة»؟! بالتدخل في التشكيلة وتقديم ملاحظات فنية تؤثر على خيارات المدرب الجديد؟

اللقاءات القادمة مصيرية بالنسبة لحلمنا الوطني، ولا أتحدث عن مجرد رغبة تحدوني وتحدو الأردنيين لمشاهدة منتخبهم الوطني يلعب في نهائيات مونديال كأس العالم، بل إنني أعتقد بأن منتخباتنا الوطنية لكرة القدم كانت مؤهلة منذ عشرات السنين كي تلعب في مثل هذه البطولات، وأنها ظلمت كثيرا، إما بتحكيم أو بسوء اختيار، أو باستبداد إدارات فنية، وفي النهاية نحن الذين حصدنا خيبات الأمل.

لا أريد أن أكون متشائما، بل أتحدث بهذه الملاحظات لأنني وكل الأردنيين نشعر بأننا قريبون من تحقيق الحلم، في زمن نحتاج فيه لمثل هذه الإنجازات الوطنية، ويجب أن يكون المدرب حازما في خياراته وإدارته للمنتخب.. فلن نقبل بالخيبات من جديد.