أنقذوا الكرك

كتب - فارس الحباشنة 

الكرك حاضرة تاريخية للاردن. ومن الكرك كانت بداية التحرر الاردني من حكم الاتراك.

و الكرك القديمة، شاهد على التجذر التاريخي للمجتمع الاردني الحديث.

و تقاسم الكرك على اطراف ومركز خارطة الاردن السلط واربد. وهي حواضر لها تاريخ وعراقة اجتماعية وتكوين اردني.

و الكرك، لها رمزية سياسية، وحيث كانت بداية الثورة على الحكم التركي، وقد انطلقت من الكرك. و تلاها حركات التحرر في المشرق العربي، والتي توجت في ثورة عربية كبرى.

و في الكرك، تشكل وعي وطني اجتماعي وسياسي، وكان نواة لحركة التحرر الوطني والثورة على الحكم التركي.

و ثورة الكرك « الهية « شكلت خلفية وارضية ايدولوجية للحركة الوطنية الاردنية، ولقيام الدولة الاردنية.

اليوم. ثمة انقلابات على الجغرافيا الاردنية.. والكرك تتراجع ودورها الطليعي في الحركة السياسية الاردنية يموت.

و كما ان الكرك تواجه اليوم تبدلات وتغيرات، وهجرة جماعية لابنائها، وازمة بالتنمية والخدمات، وازمة بطالة وفقر.

الكرك، اليوم مكبلة في احزمة فقر، وعزلة تخرجها من مجال الجغرافيا الحية والحيوية.

و اتحدث هنا عن مدينة، آخر مشروع تنموي دشن بها قبل عقدين وأكثر.

الاسبوع الماضي كنت في الكرك.. وما أوجع قلبي، مركز المدينة « القصبة «.. المدينة تموت، والعمران الكركي التراثي مهمل وعرضة للهدم والخراب، ومشاريع الترميم صورية، عاجزة عن الحفاظ على الفضاء المعماري التراثي للمدينة.

و الكرك تموت، وعلى مرأى من اعين ابنائها.. صور بشعة لعبث واهمال في قصبة المدينة.. وفوضى وقلة نظافة وازمة سير، ومحلات عشوائية، وهجرة للسكان، وطرد للسياح، ومخالفات في اعمال صيانة وتشوهات في قلب المدينة وروحها.. وهذه هي الكرك !

اكتب عن الكرك،.. ولكن، ما اريد قوله هنا، لماذا لا تقوم حركة مجتمعية في الكرك في اطلاق خطة ومشروع كركي لانقاذ المدينة، ومقاومة مشاريع تصفية « القصبة « وقتلها من براثن ما يسمى التطوير والتجريف العمراني.