قراءة عسكريَّة: كيف تنجح كمائن المقاومة في تكبيد الاحتلال خسائر بغزَّة ؟.. الدُّويري يجيب
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، إن نجاح كمائن فصائل المقاومة في قطاع غزة وفي مقدمتها كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- في تكبيد جيش الاحتلال الإسرائيلي خسائر كبيرة يرجع لعدد من العوامل، في مقدمتها عمليات الرصد والمراقبة الاستباقية. وخلال تحليله للمشهد العسكري في قطاع غزة، أوضح الدويري أن جيش الاحتلال ينفذ في هذه المرحلة عمليات مداهمة في منطقة حي الزيتون ومناطق الشمال لا يمكن إدراجها ضمن المرحلة ج كما يزعم الجيش الإسرائيلي. ويرى الخبير العسكري أن هذه العمليات تأتي لعدة أسباب تتعلق -حسب تصريحات سابقة لمسؤولين إسرائيليين- باكتشاف أنفاق جديدة أو ظهور مقاتلين أو توفر معلومات استخبارية بوجود رهائن أحياء أو جثث قتلى منهم، أو وجود قادة للمقاومة، وأخيرا حال بروز ما يؤشر لمحاولة حماس استعادة السيطرة على إدارة تلك المنطقة. ويوضح أن نجاح كمائن المقاومة يعتمد بشكل أساسي على توزيع كتائب المقاومة جغرافيا، مما يجعل كل منطقة قادرة على القيام بدورها وتقديم الإسناد المتبادل، وكذلك توزيع الأدوار والمهام، لافتا إلى أن العملية بحي الزيتون كانت في الغالب كمينا استخدمت فيه المقاومة العبوات الناسفة. ويرى الدويري أن فصائل المقاومة تستفيد في الشمال من قرب مواقع الاحتلال، حيث يوجد موقع رئيسي لجيش الاحتلال قرب جحر الديك، و3 مواقع أخرى بين طريق صلاح الدين وشارع الرشيد. هذه المواقع تُعتبر محورية في العمليات الميدانية. ويضيف الخبير العسكري أن قوات المقاومة تراقب تحركات الاحتلال عن كثب، وتقوم بتحليل المعلومات وتشكيل تصور دقيق لما يستهدفه جيش الاحتلال، مما يسهم في تنفيذ عمليات كمائن ناجحة. أما عن السيناريو المحتمل للكمين في حي الزيتون، فيتصور الدويري أن القوات الإسرائيلية تم استدراجها إلى منطقة مجهزة بعبوات ناسفة، مما أسفر عن مقتل جندي وإصابة 12 آخرين. وعن العمليات العسكرية في تل السلطان برفح، يوضح الدويري أنها تختلف عن تلك التي تجري في حي الزيتون، حيث يشير إلى وجود معركة مستقلة في تل السلطان تم فيها استهداف 5 دبابات وجنود محاصرين داخل مبنى، وهو ما يشير إلى أن القوات الإسرائيلية تواجه تحديات كبيرة هناك. وكانت هيئة البث الإسرائيلية قالت إن جنديا قتل جراء انفجار عبوة ناسفة في معارك بحي الزيتون في مدينة غزة، مشيرة إلى إصابة 12 جنديا بينهم 4 بحالة خطرة و3 جراحهم متوسطة بانفجار عبوة في حي الزيتون بمدينة غزة اليوم الجمعة. وأعلنت كتائب القسام في وقت سابق اليوم الجمعة أنها أوقعت جنودا إسرائيليين قتلى وجرحى في محيط حي الزيتون بمدينة غزة وفي مدينة رفح، في حين أجلت مروحيات إسرائيلية العسكريين الجرحى. وإجمالا، بلغ عدد الجنود الإسرائيليين القتلى المعلن منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 696، بينهم 333 بالمعارك البرية في غزة منذ 27 من الشهر ذاته، وفق بيانات رسمية نشرها جيش الاحتلال، في حين وصل عدد الجنود الجرحى إلى 4357، بينهم 2232 في المعارك البرية. بالمقايل، تواصل كتائب الشهيد عز الدين القسّام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس لليوم الـ 323من معركة طوفان الأقصى، دكّ جنود الاحتلال واستهداف آلياتهم وتدميرها في محاور التّوغل في قطاع غزة. وأعلنت كتائب القسام، مساء الجمعة، أنها استهدفت بكمين مركب عددًا من آليات جيش الاحتلال جنوب شرق حي الزيتون بمدينة غزة. كما وبثت الكتائب لقطات استهداف مركز قيادة وسيطرة وتحشدات جيش الاحتلال في محور "نتساريم" بطائرة "زواري" انتحارية. وأظهر المقطع إقلاع الطائرة وتوجهها إلى مكان الاستهداف، مع تعتيم مختلف التفاصيل في المقطع المصور باستثناء جسم الطائرة. وتضمن المقطع إنشاد أحد المقاتلين بعض الأبيات من قصيدة "قف شامخا" للشاعر الفلسطيني غازي الجمل، وجاء فيها: "سطر على هام الزمان بأننا أهل الكرامة والأعز قبيلا، فليحرقوا كل النخيل بساحنا سنطلّ من فوق النخيل نخيلا، فليهدموا كل المآذن فوقنا نحن المآذن فاسمع التهليلا".
استهدافها 4 دبابات صهيونية من نوع "ميركفاه" بقذائف "الياسين 105" وقذيفة "تاندوم" قرب مفترق أبو الدقة في حي تل السلطان غرب مدينة رفح جنوب القطاع. وأكدت القسام أنه بعد عودة مجاهديها من خطوط القتال، قالوا إنهم تمكنوا من استهداف دبابة من نوع "ميركفاه 4" بقذيفة "الياسين 105" قرب مفترق أبو سلطان في حي تل السلطان غرب مدينة رفح. وقالت كتائب القسام في بلاغ عسكري، " ظهر أمس.. تمكن مجاهدونا من استهداف قوة صهيونية متمركزة داخل مدرسة كمال عدوان بقذيفة "TBG" مضادة للتحصينات والاشتباك مع أفرادها من مسافة صفر وإيقاعهم بين قتيل وجريح في حي تل السلطان غرب مدينة رفح". وأكدت القسام أن مجاهديها يخوضون اشتباكات ضارية مع قوات العدو المتوغلة جنوبي حي الزيتون في مدينة عزة ويوقعون قتلى وجرحى في صفوفهم وهبوط طائرة "يسعور" لإجلائهم.