عدنان نصار : الانتخابات النيابية الأردنية.. وعود المرشحين لا تحترم ذكاء الناخبين

عدنان نصار

كلما اقتربنا من العاشر من أيلول، موعد إجراء الانتخابات النيابية الأردنية، ارتفعت وتيرة المهرجانات والخطابات الشعبية في غير موقع جغرافي من الدوائر الإنتخابية في المملكة، وهذا بطبيعة الحال من الأمور الطبيعية الاعتيادية في اي انتخابات تجرى عربيا او عالميا، وهي بالتأكيد مهرجانات تمنح الناخبين والمحللين والمراقبين فرصة التعرف على المرشحين، وميولهم السياسية ومواقفهم، بعيدا عن لغة الرامجية الإنتخابية التي غابت بشكل واضح عن الحملات الدعائية لغالبية المرشحين، بإستثناء عناوين عريضة كتبت إلى جانب صور المرشحين وهذا لا يكفي ولا يسد فراغ البرامجية.

مهرجانات الانتخابات التي أقيمت في اوقات سابقة، استندت إلى لغة الوعود والتسويف: سوف نعمل ..سوف نخطط، وهكذا، وأظن المهرجانات المعلن عنها في اوقات لاحقة ستكون على نفس الطريقة في الخطابة والتسويف، بعيدا عن احترام ذكاء الناخبين في وعود يطلقها غالبية المرشحين، وهي وعود تحتاج إلى جهابذة في العمل السياسي والتخطيطي والإداري لتنفيذ جزء من الوعود المنتظرة.!

يبدو أن العديد من المرشحين للبرلمان رقم (20) استهوتهم مهرجانات الخطابة، وراقت لهم لغة الوعود، بعد أن اعتقد البعض من المرشحين أن الناخب يريد هذه اللغة الخطابية، والناخب أيضا تستهويه لغة الخطابة "النارية” حتى وان جاءت من مرشحين هواة في السياسة، وهذا بالطبع يعني مضي غالبية المرشحين قدما بإتجاه نفس مسار الخطابة لدغدغة مشاعر فئة من الناخبين، اي ووفق وصف احد الاصدقاء المرشحين عن الدائرة الأولى في محافظة اربد الذي أكد بالقول: "ان الناخب يجبرنا احيانا على الكذب في الوعود”، وهو ما توافق مع مرشح آخر في محافظة الزرقاء، وفي عمان حدث ولا حرج في وعود لها أول ما لها آخر!

 

هذه الحالة الإنتخابية في الأردن، ودول عربية اخرى ليست طارئة ولا هي جديدة، فلغة الخطابة في المهرجانات تحتاج إلى حماسة صحيح لكنها أيضا تحتاج إلى مصداقية، لأنه ووفق القول العربي الموروث :”الميه بتكذب الغطاس”، في وقت يواجه هذا القول قول مضاد :”بعمل من البحر مكاثي” وهو مثل يشير إلى "الكذب” والمبالغة ..!!

في ظني ان الناس بكل مكوناتهم يمتلكون حاسة الذكاء، والقدرة على الفرز، ولدى الناس معرفة بخبايا الأمور، والمقدور عليه وغير المقدور، غير أن الناخبين/الناس في مختلف مواقعهم وجعهم واحد.. وحلمهم واحد.. وأمالهم واحدة: حياة فضلى وعيش كريم بعيدا عن أي وعود زائفة، او محسنات في لغة الخطابة المبالغ فيها التي تضر صاحبها ولا تفيد لا البلاد ولا العباد.!!