النجاح!

كتب - ابراهيم عبد المجيد القيسي 

من بين التعليقات بل قل التحليقات الفكرية، ما يتعلق بوجهاء الأقوام، فهم معروفون جدا للآخرين، فشيخ العشيرة أو الوزير أو المختار، تجد لديه قائمة طويلة من العلاقات خارج حدود أجوائه الحيوية ومكان إقامته، ولنا في القيادة التاريخية العربية الهاشمية خير دليل، فهي في زمن ما كانت تعتبر نافذة الخير والحرية ومنقذا للأمة، وهي بديل موضوعي في ذهن أي عربي ومسلم، حين تتردى السياسات العامة في الدول والولايات العربية والإسلامية، ومن الطبيعي جدا أن تستمر هذه الصورة والفكرة في ذهن العرب والمسلمين حتى يومنا هذا، سيما وأن لها أبعادا عقائدية نورانية، ما زالت «مطبوعة» في نفوس الهاشميين أينما كانوا، فهم «رمز عربي وإسلامي تاريخي».. أقول هذه المقدمة للموضوعية، ولإطلاق عاصفة المقارنات في ذهن القارىء، لا سيما حين يتساءل عن «النكران» الذي قد تواجهه الدولة الأردنية، فلا نكران أقسى من التنازل عن تارخ ورمزية ومعاملتها كأي نظام سياسي واجتماعي «آخر».. وكما نتحدث عن النكران، نتحدث عن العوائق والتحديات التي تواجه الأردن، وعن الجهود «غير المرئية» التي يجري بذلها من قبل «قيادة تاريخية» هي البديل الأول في العقل والواقع، بالنسبة لأي عربي، وهذا نموذج من نجاح تجري مقاومته من قبل متضررين وآخرين متطوعين، يتواجدون في الكوكب كله.
وفي نموذج آخر، أتناوله من دائرتنا الوطنية .. أعني من داخل الأردن، بل من داخل الدولة، فنجاح حكومة ما أو وزير أو مجموعة وزراء في حكومة أو حكومات، قد يلقى نكرانا وعداوات، وقد لا يلقى تقديرا ولا اهتماما.
 «الحكومات الجديدة» نعرف بأنها بل رئيسها المكلف يفكر بالمقاربات الاجتماعية، والتوازنات، أكثر مما يفكر بالسياسة نفسها، وبفرص نجاح حكومته بعد حيازتها للثقة من مجلس الأمة، فرئيس الحكومة الجديدة يجب أن يخرج «بعيدا» خارج الصندوق، ويفكر في فرص نجاح حكومته..
لماذا لا تتركوا الوزراء الخبراء في أماكنهم، وتتجاوزوا اختبارات عسيرة؟!
حتى المتفوقين في الجامعات، الذين يجري تعيينهم في المؤسسات الحكومية، هل أنتم حقا متأكون بأنهم سيستمرون في القطاع العام وهو مكانهم المناسب، بالنسبة للامتيازات التي يقدمها القطاع الخاص لأمثالهم، بل لهم شخصيا حين يبحثون عن «عروض»؟ ..
نريد ثورة بيضاء على الفكرة المتحجرة أينما تمركزت واستقرت، وسلام على البلد والناس.