الكاتب صالح مكتبي ...يرسم خطوط المعاناة الإنسانية في شعره

"محمد صالح مكتبي" مقيم في الإمارات، شاعر وباحث ومفكر سوري، سافر إلى عُمان، ماليزيا، تركيا، مصر، جورجيا، والأردن
بحثًا عن المعنى ليجيبَ عن أسراره شعرا.

يتناول شعره شيء من التحليل والتفصيل لقضية من قضايا المجتمع، ويكون بتحديد العلة والداء، وتشخيص السبب واقتراح العلاج، وجد الشاعر في صورة الحب الحزين والمحروم الذي ينتهي إما بفراق وإما بموت؛ معادلا موضوعيا ليأسه في الحياة وعجزه الاقتصادي وعجزه عن التصدي للواقع، فكانت صورة الإنسان في أدبه فردا سلبيا حزينا، وهذا ما نجده واضحا في أشعاره، ويدل شعره دلالة واضحة وأكيدة على الرغبة الواعية في الهروب من الواقع. 

يرى الشاعر أن عدم وجود مذهب أدبي محدد إتجاه فكري شعري له لونه وطابعه الذي يسود نتاج شعرائه الذين جمعتهم الرغبة في محاربة القديم ومجاراة الجديد والتأثر بالتيارات الأدبية الغربية والانطلاق مضمونا وشكلا، ومن خلال أبياته نجده يوضح فكرة إن معيار الشعرية يكمن في الإبداع والتجديد والتحوّل من النمطية الراسخةِ إلى التجريب المتحوّل.

تتسم قصائده بعدة سمات، وهذا التعدد يرجع للانفتاح الثقافي على عدة حضارات، فضلا عن ميله للإتجاه الرومانسي والوجداني، فهو يستخدم التجسيم الذي يحول الأمور المعنوية من مجالها التجريدي إلى مجال آخر محسوس وبث الحياة فيها أحيانا وجعلها كائنا فيه نبض وحياة، كما يستعين بالتشخيص الذي يمنح الحياة الإنسانية لما ليس بإنسان،  ومن هنا يتضح الفرق بين التشخيص والتجسيم – حتى ليتصور شعراء هذا الاتجاه ما ليس إنسانا كأنه إنسان يحس إحساسه، ويفكر تفكيره.

كما يغلب على قصائد "مكتبي" الجانب الوجداني الذي يؤججه الانفعال النابع من العاطفة الملتهبة، وغلبة طابع الحزن، وفردية النزعة أي التعبير عن الأحاسيس الذاتية وتناسي أحاسيس الجماعة، بالإضافة إلى بروز الانطواء والحزن في عناوين القصائد والدواوين، والموقف السلبي تجاه القضايا التي عاصرها.

ومن أقوال الشاعر:

لا سرَّ
إنَّ السرَّ
في الكلماتِ
أنا والقصيدةُ في شتاتِ الذاتِ

عمّا قريبٍ
سوفَ تزهرُ فكرتي
ليقالَ: تلكَ مدائحُ الغيماتِ

ويقول "مكتبي":

أنا وأنتِ
وهذا الكونُ في رئتي
فحاوليني
إذا لمْ تستطعْ لُغتي

وفتّشي
في بقايايَ التي
هدأتْ على يديكِ
بحاراً دونَ أشرعةِ