عدنان نصار: تأملات أردنية بالإنتخابات النيابية.. لا نصير لنا ولا معين

عدنان نصار 

طرقات المدن والريف والبادية والمخيم تعج بصور لمرشحين لمجلس النواب الأردني رقم 20 ..بذلات سموكنغ ، وربطات عنق ، ومكتبة أنيفة ايضا تعج بأغلفة الكتب وضعت خلفية لصور مرشحين ..على الأغلب انها مكتبات من صنع المونتاج ، وضعت بجانبها سارية العلم الأردني ..هيئة مرشحين وقوفا ، تشير الى بروفات سبقتها تجارب لإختيار اللقطة الأفضل ..

نتبختر في الطرقات ، فيصاب الواحد منا بالتلوث البصري من كثافة صور علقت على الطرقات بشكل غير لائق ، ويفتقر لشروط السلامة العامة ..، نقرأ على عجل ما كتب على جانب الصور : مرشحكم ..مرشح الإجماع العشائري ..إنتخبوا ..

وخذ وهات” من شعارات تحاكي السياسة دون برامج ، وتحاكي الاقتصاد دون برامج ..وتحاكي العدالة الاجتماعية دون برامج ..شعارات براقة كتبت بلونين لغايات الأناقة ..”خذ وهات” المهم نتمكن من العبور نحو العبدلي حيث مقر مجلس النواب ..”خذ وهات” لغة سائدة على الملأ ..لا اقصد بالطبع المال الإنتخابي ، ولا أقصد بيع الأرقام في قوائم حزبية او محلية ..ابدا ، لا أقصد دفع "خلوات” لأرقام في قوائم ..!! ولا أقصد بيع أصوات ناخبين لمرشحين ..، فكل ما في الأمر ان صور مرشحين تعطينا مؤشر للمجلس رقم 20 المقبل ..ثمة أحزاب تحث الناخبين للخروج إلى الصناديق يوم العاشر من أيلول..،وأحزاب أخرى تقول نحن الحل ..وثمة أسماء في قوائم تثير نوبة من الضحك المتواصل  عند الناخبين ..وثمة أسماء عليها ‘القيمة” ، وأسماء لا تفرق بين الحكم الديمقراطي والحكم العرفي ..أي والله لا يفرقون ، المهم ان نعبر العتبة نحو العبدلي والباقي تفاصيل صغيرة ممكن حلها .!

أجلس على قارعة الطريق ، أتمعن بصور لمرشحين وما كتب حولها ..اسأل: أين نحن من فلسطين وقضيتها في برامج غائبة للمرشحين ..، ما هو الموقف السياسي للمرشحين من اليمين الإسرائيلي المتطرف ..؟!

أجلس على قارعة الطريق ، وأسأل: ما هي البرامج الكفيلة بمعالجة الفقر والبطالة والمعطلين عن العمل من خريجي الجامعات وغيرهم ..اسأل بحرارة ومرارة:ما هو موقف مرشحين من قضية العطارات وخسارة المليارات..اسأل : ما موقف مرشحين ببرامج تبحث عن حلول لترسيخ قيم المنهاج التربوي في مدارسنا ..ومن المسؤول عن غلاء كلفة التفاصيل الضرورية من صحة وتعليم ورعاية اجتماعية ..نقول رعاية لا رفاهية..حتى يبدو الكلام واضحا ..ثم أين البرامجية في الانتخابات لوقف مسلسل تغول الخصخصة على الفقراء لصالح الأغنياء ..وأسأل: ماذا يعني رفع اسعار الكهرباء ولصالح من ولدينا فائض من الطاقة وشمس الله فوق اراضينا..اسأل: إلى أين نتجه بالعباد ، إلى أين تتجه البلاد..،؟!

اجلس على قارعة الطريق ، واتأمل المشهد الإنتخابي لمجلس نواب مقبل :كوتا نسائية للماجدات الأردنيات، مقاعد لأخواننا الشركس ومقاعد لاخوتنا الشيشان ومثلها لإخواننا المسيحيين..ومقاعد كثيرة للمال والأغنياء ..اسأل :لماذا غابت مقاعد الفقراء عن التنافس وعن الكوتا ، فمن الذي سيمثل من لا مال انتخابي عندهم ، ولا لهم نصير  .؟

أجلس على قارعة الطريق..اللعنة انهم يمزقون صور لمرشحين ويلقون بها على جانب الطريق ..ارفع الصوت بحدة:”من انتم…” ليجيء الجواب بصوت  المنهورين والمقهورين ، نحن من لا نصير لنا ولا معين..!!

كاتب وصحفي اردني..