استهداف الأردن يؤكد قوة مواقفه وعظمتها وتفردها

كتب ـ نيفين عبد الهادي 

نسعى جاهدين بكل ما أوتينا من لغة للوقوف على حقيقة ما يثار من هجمات تشكيك ضد مواقف الأردن بين الحين والآخر، ولا نجافي الحقيقة عندما نقول إن هذه الهجمات تستهدف الأردن عندما ينفرد في مواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية وتحتاجه فلسطين كونها تقف وحجها بعزلة، ليبرز من يسعى لتغير وجهة بوصلة المواقف الأردنية لقوّتها وعظمتها، وتفّردها.

هجمات علنية ضد الأردن ومواقفه، يراد منها التشكيك بهذه المواقف التي لم تعرف أولوية بها سوى أن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه الشرعية، والتي ابتعدت دوما عن حدود القول لجهة العمل، فكانت دوما مواقف عملية حقيقية على كافة الصعد السياسية والدبلوماسية والإنسانية، في وقت غابت به كافة المواقف وأختف أخرى خلف شعارات «كلامية» بعيدة عن مساحات الفعل، ليسعا أقزام المشهد لبث مثل هذه الهجمات ضد الأردن ظنا منهم أنهم يكبرون بذلك، أو يظهرون بأنهم عمالقة، متناسين أن الأردن أكبر من كل هذه الهجمات وعصي على أي متربص به وإن حاولوا البحث لهم عن حواضن داخلية!!!.

من يسعى اليوم للتشكيك بالمواقف الأردنية التي لم يبق سواها في ميدان المواجهة والدفاع عن الحق الفلسطيني بصورة عملية، لا يخدم بذلك سوى اليمين الإسرائيلي المتطرف، الذي لا أراه بريئا مطلقا من هذه الهجمات أو جزء منها، فالأردن يؤرقهم ويخيفهم، ويضعهم موضع جُبن وانهزام، وضعف، ففي الثوابت الأردنية التاريخية قصة مجد ونضال وطني يصعب تشويهها، أو إضاعة بوصلة لجهة تفقدها الصواب، والصواب الأردني وجهته واحدة تكمن في أن ينال الفلسطينيون حقوقهم الشرعية، ولكل من تسوّل نفسه له أن يهاجم الأردن بوطنيته فهو مهزوم، مهزوم، وضعيف، وما الأردن له سوى كاشف لضعفه وقصوره وغيابه عن مشهد الدفاع عن فلسطين وهذه القضية العادلة.

نحتاج اليوم داخليا التنبه لخطورة هذه الهجمات الساعية للتشكيك بالمواقف الأردنية وتشويهها، والحذر منها، وقطع الطريق أمام أي ذباب الكرتوني أو أجندات مجندة من قبل دول وجهات تسعى جاهدة لإدارة وجه الحقائق لصالح أجنداتها التي تسعى لإثارة الشكوك حدّ الفتنة في الأردن، وهذا يحتاج يقظة وإقامة سد منيع وإضاعة الفرصة عليهم وتفويت مرادهم السيء حيال الوطن، فخلف هؤلاء قوى تريد بالوطن سوءا وفتنة، وتريد خلق حواضن لها داخليا تهدم بها الإنجازات الأردنية العملية في مواقفه السياسية والدبلوماسية العملية علينا جميعا أن نكون سياجا نحمي الوطن وليس العكس، وأن نقف صفا واحد للتأكيد على الثوابت الأردنية وعدم تغيير وجهتها ففي هذا التغير خدمة لإسرائيل والاحتلال، وخدمة لأجندة اليمين الإسرائيلي المتطرف، فلا بد من قطع الطريق عليهم وذلك بوجود حماية داخلية.

أي قارئ لما يحدث تحديدا خلال الأيام الماضية، يرى بوضوح الهجمة العلنية ضد الأردن للتشكيك بمواقفه الوطنية، وأي قارئ للمشهد بواقعية، يخرج بقناعة وثقة أن هذه الهجمة لا ترمي إلاّ لتغيير بوصلة مواقف الأردن وفي ذلك ضرب في خاصرة القضية الفلسطينية، سيما وأن الأردن الدولة الوحيدة المنفردة في الوقوف مع فلسطين ودعم الحق الفلسطيني ونُصرة الأهل في الضفة الغربية وغزة، فهذه الهجمات لم تبتعد عنها اليد الإسرائيلية، كما لم تبتعد عنها أيدي الضعفاء بحق فلسطين والمقصرين بحقها، فالأردن يكشف ضعفهم ويكشف تقصيرهم، ويغيظهم، هي حقيقة واضحة لا تحتاج لبحث وتقصّي، استهداف الأردن يؤكد قوّة مواقفه وعظمتها وتفردها.