آخر كلمات هنية...
دقيقة أخبار
كأنه كان يشعر أن أجله قد دنا، وحان موعد الرحيل، فكانت آخر كلمات رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشهيد إسماعيل هنية، قبل اغتياله في طهران، استشهاده بآية قرآنية عن الحياة والموت والخلود والصمود.
قال هنية "هكذا هي الدنيا، هو أمات وأحيا وأضحك وأبكى، سبحان الله تعالى يحيى ويميت، ولكن هذه الأمة خالدة إن شاء الله ومتجددة. وكما قال الشاعر "إذا غاب سيد قام سيد، إن شاء الله تعالى".
وفي مقال تحليلي عن مسيرة هنية، قالت رويترز إنه كان الوجه الدبلوماسي الصارم للحركة الفلسطينية أمام العالم مع اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة التي استشهد فيها 3 من أبنائه و4 من أحفاده في غارة إسرائيلية في أبريل/نيسان الماضي. كما استشهد ما لا يقل عن 60 فردا آخرين من أقاربه وأبناء عمومته في العدوان.
وقال هنية بعد استشهادهم "دماء أبنائي ليست أغلى من دماء أبناء شعبنا الشهداء في غزة، فكلهم أبنائي". وأضاف "بدماء الشهداء وجراحات الجرحى، نصنع إن شاء الله الآمال ونصنع المستقبل ونصنع الاستقلال والحرية لشعبنا ولقضيتنا ولأمتنا، هذه الدماء التي تختلط بدماء أهلنا لن تزيدنا إلا ثباتا على الموقف ورسوخا في المسار ويقينا بالانتصار".
تفاديا لقيود السفر
بعد توليه قيادة المكتب السياسي لحركة حماس في 2017، تنقل هنية بين تركيا والعاصمة القطرية الدوحة تفاديا لقيود السفر المفروضة على قطاع غزة المحاصر، وهو ما ساعده على التفاوض في محادثات وقف إطلاق النار وإجراء مباحثات مع إيران.
وقال هنية بعد فترة وجيزة من هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، "نقول لكل الدول بما فيها الأشقاء العرب، كل التطبيع والاعتراف بهذا الكيان (إسرائيل) لا يمكن أن يحسم هذا الصراع".
وطلب مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في مايو/أيار إصدار أوامر اعتقال لثلاثة من قادة حماس، كان هنية أحدهم، إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتهمة ارتكاب جرائم حرب. ورفض القادة الإسرائيليون والفلسطينيون هذه الاتهامات.
الاغتيال الثالث
وهنية هو ثالث قيادي بحماس تغتاله إسرائيل خلال العقدين الماضيين. فقد اغتالت الشيخ أحمد ياسين وخليفته عبد العزيز الرنتيسي في غضون شهر واحد في غارات جوية بمروحيات في 2004. ونجا خالد مشعل، المرشح الآن لخلافة هنية، من محاولة اغتيال في عام 1997، جاءت بأمر من نتنياهو.
وقال أديب زيادة، المتخصص في الشؤون الفلسطينية بجامعة قطر، إن حماس أيديولوجية لن تموت أو تستسلم باغتيال هنية. وأضاف أنه في كل مرة تفقد فيها حماس أحد قادتها يخلفه زعيم جديد، وأحيانا يتفوق في الأداء وفي تطبيق مبادئ الحركة.
واستشهد أيضا صالح العاروري، أحد مؤسسي كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في هجوم بمسيّرة على الضاحية الجنوبية لبيروت في يناير/كانون الثاني 2024.
وفي 2012، رد هنية على سؤال من رويترز عما إذا كانت حماس قد تخلت عن الكفاح المسلح، وقال "بالطبع لا". وأضاف أن المقاومة ستستمر بكل الأشكال الشعبية منها والسياسية والدبلوماسية والعسكرية.
وكانت العاصمة الإيرانية شهدت أمس الخميس مراسم تشييع لرئيس المكتب السياسي لحماس بحضور رسمي وشعبي بعد اغتياله في مقر إقامته.
وصباح الأربعاء الماضي، أعلنت حماس استشهاد هنية وأحد مرافقيه في "غارة صهيونية" استهدفت مقر إقامته بطهران غداة مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.