الأردن يدعو العالم لدعم «الأونروا»

دقيقة أخبار 

شارك الأردن، أمس الجمعة، بإصدار بيان حول «أعمال مؤتمر إعلان التعهدات لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى «الأونروا» بمقر الأمم المتحدة في نيويورك.
وقال مندوب الأردن الدائم لدى الأمم المتحدة محمود الحمود، الجمعة، أن الأردن يقف وبكل إمكانياته مع وكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) ومواصلة بذل الجهود لتوفير الدعم السياسي والمالي لها.
وأكد الحمود، في كلمته أمام المؤتمر، زيف الادعاءات المغرضة ضدها والتأكيد على ضرورة زيادة المساهمات المالية للوكالة.
وأشار الحمود إلى استضافة الأردن مؤتمر الاستجابة الانسانية الطارئة في غزة والذي عقد الشهر الماضي في منطقة البحر الميت بالشراكة مع جمهورية مصر العربية والأمم المتحدة، بحضور 75 دولة، والذي دعا إلى توفير التمويل المستدام وطويل الأمد لتمكين الوكالة من القيام بدورها وواجبها في غزة وجميع مناطق عملها.
وأشار إلى أن الأردن يعمل مع السويد والأونروا ومجموعة من الدول الصديقة على تنظيم اجتماع وزاري رفيع المستوى للجمعية العامة في أيلول المقبل، بهدف توفير الدعم اللازم للوكالة، حيث أطلق الأردن إلى جانب سلوفينا والكويت ومجموعة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وثيقة الالتزامات المشتركة للأونروا والتي انضمت اليها أكثر من 118 دولة، تأكيدا على أهمية حشد الدعم السياسي للوكالة ودورها المركزي في المنطقة وصون ولايتها وتعزيز قدراتها.
كما وأكد على مركزية دور الأونروا كوكالة انسانية لا يمكن الاستعاضة عنها ولا يمكن القيام بدورها من قبل أي منظمة أخرى ليس من خلال تقديم المساعدات الانسانية وتوزيعها فقط، ولكن أيضا من خلال توفير خدمات الرعاية الصحية والتعليمية والإمدادات الأساسية الأخرى.
وشدد على أهمية تقديم الدعم الدولي لميزانية الوكالة، والذي هو دعم لملايين الفلسطينيين ومستقبلهم وحقوقهم الراسخة، وأهمها حقهم في العودة والتعويض في إطار حل شامل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية.
من جانبه، كرر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال المؤتمر، التأكيد على أن وكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (أونروا) هي العمود الفقري للعمليات الإنسانية في غزة وأنه لا بديل عنها، وأن عملها يشكل «أحد أعظم العوامل التي توفر بصيص أمل وقدرا من الاستقرار في منطقة مضطربة».
ونبه غوتيريش، في كلمته أمام المؤتمر» إلى أنه «بدون توافر الدعم والتمويل اللازمين للأونروا، سيفقد اللاجئون الفلسطينيون شريان الحياة الحرج وآخر بصيص أمل في مستقبل أفضل».
وقال إن المؤتمر يعقد كل عام للمساعدة في سد الفجوة المالية بين ما تم التعهد به للأونروا وما تحتاج إليه، إن «هذا العام يختلف عن غيره. فصحيح أننا نواجه فجوة واسعة في التمويل. لكن الفلسطينيين أيضا يواجهون فجوات صارخة في جميع المجالات».
وقال الأمين العام إن «الزملاء العاملين في الأونروا لم يسلموا من هذا الرعب فقد قُتل 195 موظفا من موظفي الأونروا، وهو أعلى عدد من الموظفين القتلى في تاريخ الأمم المتحدة». وأشار إلى أن الوكالة تتعرض أيضا للاستهداف بطرق أخرى.
وأكد أن «الزملاء في الوكالة ماضون في تنفيذ مهام ولايتها في ظل الظروف البائسة السائدة في غزة، وفي الوقت الذي تسعى فيه الأونروا جاهدة إلى تنفيذ مهامها في وضع يزداد صعوبة في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، وفي الأردن ولبنان وسوريا، من أجل تحقيق التنمية البشرية وإعمال حقوق الإنسان».
وقال إن «مناشدتي للجميع هي احموا الأونروا، واحموا موظفي الأونروا، واحموا ولاية الأونروا - بما في ذلك من خلال التمويل».
وحث على مباشرة العمل دون انتظار، وذلك بالعمل على «غرس الأمل في مكان ينقصه الأمل. والعمل على إعلاء ولاية هذه الجمعية العامة بالحفاظ على الأونروا».
بدوره، قال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة دينيس فرانسيس «يجب أن يكون مقلقا لنا للغاية أن الأونروا تقف حاليا على شفا الانهيار المالي، بالنظر إلى الخدمات الأساسية التي تقدمها الوكالة وموظفوها».
وأكد أنه منذ تأسيسها عام 1949، جسدت الأونروا «أفضل ما في عملنا الميداني لعقود من الزمن، واكتسبت سمعة كمنارة أمل في منطقة تعاني من الاضطرابات بشكل روتيني».
وذكر بأن الوكالة توفر الحماية لـ5.9 مليون لاجئ مسجل، بما في ذلك الفئات الضعيفة مثل النساء والأطفال والأشخاص ذوي الإعاقة، وتدير 58 مخيما معترفا به للاجئين الفلسطينيين، وتلبي الاحتياجات الإنسانية الماسة لأكثر من 1.6 مليون شخص في جميع أنحاء الأردن ولبنان وسوريا وقطاع غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية.
وأوضح أن الأزمة التي تواجه الأونروا تفاقمت بسبب الهجمات المستمرة على سمعتها ونزاهتها.
وقال فرانسيس إنه في هذه الأوقات الاستثنائية، حيث أصبح وجود الأونروا ذاته في خطر، «يتعين علينا أن نعترف بأن مؤتمر التعهدات هذا لا يمكن أن يستمر على أساس العمل كالمعتاد. لذلك أتوجه للجمهور العالمي مباشرة: الآن، أكثر من أي وقت مضى، تحتاج الأونروا إلى دعمكم».
ودعا رئيس الجمعية العامة إلى الوقوف دقيقة صمت لتكريم ذكرى العاملين في الأونروا الذين فقدوا أرواحهم.
وقال «إن الأمر لا يتعلق بالتمويل فحسب، ولا يتعلق ببقاء الوكالة، إن الأمر يتعلق بالناس وبقاء اللاجئين الفلسطينيين، وخاصة الأطفال، في جميع أنحاء قطاع غزة والأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية والقدس الشرقية».
من جهته، حذر المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني من «جهود جارية» ترمي إلى تفكيك الوكالة وتغيير المعايير السياسية الراسخة للسلام في الأرض الفلسطينية المحتلة.
وأضاف أن هذا يشمل هجمات شرسة على وسائل التواصل الاجتماعي، ومقترحات تشريعية لطرد الوكالة من مقرها في القدس الشرقية وتصنيفها كمنظمة إرهابية.
وقال لازاريني إن «الأونروا مستهدفة بسبب دورها في حماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين، ولأنها تجسد التزاما دوليا بالحل السياسي»، مشددا على أن الفشل في الرد من شأنه أن يترك كيانات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى عُرضة لهجمات مماثلة.
وأضاف «غزة مدمرة. أكثر من مليوني شخص محاصرون في جحيم حي. لقد نزحوا مرارا عبر منطقة مدمرة وخارجة عن القانون بشكل متزايد. إن الأطفال والنساء يتحملون وطأة هذه الحرب الوحشية».
وأشار كذلك إلى مأساة أخرى تتكشف في الضفة الغربية، مضيفا أن «الفلسطينيين يشهدون اليوم أكبر مأساة لهم منذ عام 1948».
ولفت المفوض العام للأونروا إلى أنه حذر مرارا وتكرارا من أن نموذج تمويل الأونروا غير متوافق مع تفويضها بتقديم خدمات عامة. وأوضح أن أكثر من عقد من نقص التمويل المزمن وتدابير التقشف الشديدة أدت إلى تآكل جودة خدمات الوكالة.
وأشار المفوض العام للوكالة إلى أن جميع الدول تقريبا استأنفت تمويلها للوكالة فإن «التحدي المالي الأساسي لا يزال قائما، فالأونروا تفتقر إلى الموارد اللازمة لتنفيذ تفويضها».
وتطرق إلى أهمية التعليم بالنسبة للفلسطينيين، منبها إلى أن أكثر من 625 ألف طفل مصاب بصدمات نفسية عميقة خارج المدرسة، وكان نصفهم يذهبون إلى مدارس الأونروا قبل الحرب.
وأضاف «اليوم، يقضون أيامهم في البحث بين الأنقاض وانتظار جمع المياه في حرارة شديدة».
وشدد المفوض العام للأونروا على أن «الوكالة موجودة اليوم لأن الحل السياسي غير موجود، وإذا التزم المجتمع الدولي بحل سياسي، يمكن للأونروا استئناف دورها في دعم الانتقال المحدد زمنيا، وتقديم التعليم والرعاية الصحية الأولية والدعم الاجتماعي».
ودعا لازاريني إلى حماية الأونروا، وتوسيع وتعزيز تقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين، والدعم لتنفيذ توصيات المراجعة المستقلة بشأن الحياد.
بدوره، قال المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور إنه بعد مرور 75 عاما على إنشاء الأونروا من قبل الجمعية العامة عام 1949، لا تزال محنة اللاجئين الفلسطينيين مستمرة.
وشدد على أنه «يجب وضع حد لهذا الظلم. يجب أن نستعيد الإنسانية»، داعيا إلى الحفاظ على القواعد التي تحميها ومحاسبة أولئك الذين ينتهكونها. وقال منصور «وحتى ذلك الحين، تظل الأونروا مسؤولية دائمة تقع على عاتق المجتمع الدولي، وتظل شريان حياة للاجئين الفلسطينيين».
وعبر عن عميق الامتنان للدول المضيفة لاستضافتها اللاجئين الفلسطينيين طيلة هذه العقود ولتعاونها ودعمها للأونروا، ولجميع الجهات المانحة للوكالة.
وأشاد بصمود اللاجئين الفلسطينيين على الرغم من كل المصاعب والمآسي والخسائر التي تحملوها، مضيفا «يجب علينا أن نواصل كل الجهود لضمان حصولهم على المساعدة الإنسانية اللازمة، ولكن أيضا الأمل في أن ينتهي الكابوس الذي يعيشونه قريبا، وأن يصبح المستقبل الأفضل قريبا، وأن تتحقق العدالة».
الى ذلك، أكدت وزيرة خارجية سلوفينيا، تانيا فايون على الأهمية البالغة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»التي تنقذ حياة المواطنين يوميا وأهمية الدعم العالمي لالتزامات المشتركة للوكالة، وهي إشارة قوية من الدعم السياسي للأونروا.
وأعربت فايون عن شكرها لوزيري خارجية الأردن والكويت على عملهما في مبادرة الالتزام المشترك، مضيفة بالقول، «من خلال هذه الالتزامات المشتركة، فإننا نرسل إشارة قوية من الدعم السياسي للأونروا».
وقالت، إن هذه الالتزامات أكدت على الدور المهم للوكالة وفقا لتفويضها الصادر من الجمعية العامة بتقديم المساعدات المنقذة للحياة لأجيال من اللاجئين الفلسطينيين، وتقدير دور الوكالة بوصفها العمود الفقري لكافة الاستجابات الإنسانية في غزة.
وأضافت، أن الالتزمات تؤكد على «تقدير للأمين العام والمفوض العام للأونروا لتفانيهما في تنفيذ مهمة الأونروا وولايتها» و»الحاجة إلى تنفيذ توصيات تقرير مجموعة المراجعة المستقلة لوكالة الأونروا» بالاضافة إلى «التحقيق الذي يجريه مكتب الأمم المتحدة لخدمات الرقابة الداخلية حول ادعاءات تورط 12 موظفا لدى الأونروا في هجمات 7 تشرين الأول».
واشارت إلى أن لالتزامات المشتركة تؤكد على «التقدير والإعجاب بعمل موظفي الوكالة في جميع ميادين العمليات تنفيذا لولاية الأونروا واحترام مبادئ الإنسانية والحياد والنزاهة والاستقلال» وعلى «دور الأونروا بوصفها ركيزة للاستقرار الإقليمي» وعلى «المخاوف بشأن الوضع المالي الحرج للغاية للوكالة وجهود الجهات المانحة والبلدان المضيفة للاستجابة لأزمة الوكالة المالية وأهمية وجود دعم تمويلي كاف يمكن التنبؤ به ومستدام للوكالة.