قبل 7 اكتوبر .. بقلم: حازم الخالدي

كتب _حازم الخالدي 

البعض من محدودي الفكر ، الذين لا يمتلكون الثقافة السياسية والتاريخية ولا يعرفون تاريخ الصراع في المنطقة، يضعون اللوم على المقاومة التي بدأت الحرب في غزة في السابع من اكتوبر ، الأمر الذي شكل ذريعة للاحتلال لشن هذه الحرب الشرسة على القطاع وارتكاب المجازر والابادة الجماعية ضد المدنيين الفلسطينيين، وكأن المنطقة كانت مزدهرة وتعيش في نماء واستقرار قبل هذا التاريخ ، ولم يكن الشعب الفلسطيني يعاني من أي ظروف معيشية صعبة ويعيش بأمن وسلام.
هذه المفاهيم والأفكار التي يرددها ممن يضعون أنفسهم في أحضان الصهيونية، تختصر القضية الفلسطينية في 7 اكتوبر، كل السنوات الطويلة من العذاب لم تكن موجودة..فقد توقف الصراع في هذا التاريخ ؛ ونسينا مرارة الظروف التي مر بها الشعب الفلسطيني من تهجير وترحيل وتشريد ومجاعة وقتل ومجازر واستيطان طيلة 76 عاما أو أكثر عندما بدأت موجات العصابات الصهيونية تدخل إلى فلسطين بحماية من السلطات البريطانية.
الدعاية الاعلامية الصهيونية، أخذت هذه الأفكار وبدأت تنشيط عالميا لاظهار صورة الفلسطيني " الارهابي" ، الذي يدخل على المستوطنات الاسرائيلية التي هي أرض فلسطينية، ويعيش فيها اليهود (فتيات وشباب) بأمان وحالة فرح وبأجواء من الرفاهية فيعكر الفلسطيني عليهم حياتهم بالقتل والرعب والخوف، ولا تلتفت هذه الدعاية إلى ما قبل هذا التاريخ، وتطوي صفحات العذاب والتشريد التي عاشها الفلسطيني ، وسرقة الأراضي وتهجير السكان وملاحقتهم حتى في أماكن تهجيرهم في المخيمات التي يعيشون فيها حياة البؤس، وهي تريد من هذه الأفكار أن ينسى العالم ما فعله الصهاينة قبل 7 اكتوبر .
منذ عام 1948 يحتل هذا الكيان الصهيوني فلسطين ، ولا يخفى ما قام به من مجازر طيلة هذه السنوات، وحروب امتدت أيضا إلى دول عربية، وظل يعمل على تأجيج النيران في المنطقة ، وبقيت هذه المنطقة برميل بارود في أي لحظة يمكن أن ينفجر،وقابل للاشتعال..
كل قادة الاحتلال الصهيوني الذين خرجوا من رحم العصابات الصهيونية المجرمة التي قدمت إلى فلسطين من دول اوروبا ارتكبوا أبشع الجرائم والمجازر بحق الفلسطينيين والعرب من( بن غوريون ووايزمان الى موشى ديان واسحق رابين والعجوز غولدامائير ، واسحق شامير ومناحيم بيغن وشارون وغيرهم).
أي واحد منهم لم تلطخ يداه في دماء الفلسطينيين ؟
كلهم ارتكبوا الجرائم قبل 7 أكتوبر ، فقد هاجموا المدن والقرى الفلسطينية، وتم مسح بعض القرى عن بكرة ابيها، وحرقوا البيوت والممتلكات والمزارع وقتلوا الناس الآمنيين، في فترات حرجة؛ لدب الرعب بين الفلسطينيين وتهجيرهم من بلادهم ؛ والمجازر التي ارتكبت لا يمكن حصرها.. فما الذي تغير اليوم على هؤلاء ممن نصبوا أنفسهم قادة الكيان، فيما هم عصابات إجرامية تمارس القتل والتطهير العرقي والابادة الجماعية..
هذه العصابات لم تتوقف عن القتل ففي كل قرية أو منطقة فلسطينية قصة ورواية عن جرائمهم ومجازرهم وانحطاطهم غير الاخلاقي، وظل الفلسطيني مستهدفا أينما وجد، فعاش الفلسطينيون في مخيمات اللجوء في بلاد الشتات بعيدا عن أرضهم وفي ظروف معيشية صعبة ولم يسلموا وهم يعيشون في هذه الظروف من القتل والدمار في هذه الحرب التي أرادتها الصهيونية" للتحرير والاستيطان والطرد".