حضر جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، اليوم الأربعاء، الجلسة الرئيسية للقمة الإقليمية للمحيطات، التي عقدت في مركز الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات بمنطقة البحر الميت.
ويستضيف الأردن النسخة الإقليمية للقمة، التي تعقد للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط بتنظيم من مجموعة الإيكونوميست العالمية، ضمن مبادرة إيكونوميست إمباكت وبالتعاون مع مبادرة المجمع الدولي لمحمية العقبة البحرية، وبدعم من الحكومة وهيئة تنشيط السياحة.
وتجمع القمة أكثر من 200 مشارك من أنحاء العالم، من سياسيين ومسؤولين ورؤساء شركات ومستثمرين وخبراء وأكاديميين، لتبادل الخبرات حول سبل تحقيق التوازن بين جهود حماية المحيطات وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام.
وقال رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، في كلمة له خلال الجلسة، إن النمو الأخضر أساسي في رؤية التحديث الاقتصادي، مشيرا إلى أن المواضيع التي تتناولها جلسات القمة تعيد التأكيد على تميز الأردن كوجهة للأعمال المستقبلية، بفضل شبابه المؤهل، وموقعه الاستراتيجي، وبنيته التحتية المتينة، والتزامه بالاستدامة.
وأضاف أن مركز محمية العقبة البحرية سيكون نقطة للتعاون العلمي للحفاظ على المحيطات والحياة البحرية في العقبة والعالم، عبر توفير حلول ابتكارية للتخفيف من أثر التغير المناخي على الشعاب المرجانية والتنوع الحيوي.
وتحدث المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المعني بالمحيطات بيتر طومسون، في كلمة مسجلة، عن خطورة استمرار ارتفاع درجات الحرارة، الأمر الذي يؤثر سلبا على الحياة البحرية في المحيطات وعلى الإنسانية ككل، وهو ما سيجعل من العالم مكانا لا يمكن العيش فيه.
وثمن طومسون إطلاق الأردن، بقيادة جلالة الملك، لمركز محمية العقبة البحرية، وهو ما يمثل التزام المملكة بالعمل لتحقيق أحد أبرز أهداف التنمية المستدامة المتفق عليها دوليا لحماية البيئة البحرية والمحيطات.
ونظرا لموقعها الجغرافي المتميز في خليج العقبة، تضم المحمية ما يزيد عن 200 صنف من الشعاب المرجانية، وفقا للمبعوث الأممي، الذي أشار إلى أن 25 بالمئة من التنوع الحيوي في المحيطات يعتمد على الشعاب المرجانية، وهو ما يحتم العمل على حمايتها.
وقال أمير موناكو ألبرت الثاني، في كلمة مسجلة، إن الأردن يعد نموذجا على مستوى المنطقة والعالم منذ سنوات في مساهماته في حماية البيئة، مشيرا إلى أن إنشاء مركز محمية العقبة البحرية مثال على التزام الأردن بإدارة الموارد بشكل مستدام، رغم التحديات التي تواجه المنطقة.
وأضاف أمير موناكو أن الأزمات والصراعات حول العالم قد تجعل البعض يعتقد أن حماية البيئة ليست أولوية، لكن تراجع الاهتمام بالبيئة يفاقم المعاناة، مؤكدا أهمية الحفاظ على الموارد البيئية من أجل الأجيال القادمة، عبر إنشاء محميات كمحمية العقبة.
من جانبه، تحدث مؤسس منظمة أوشين إكس العالمية المختصة بالبيئة البحرية راي داليو، في جلسة حوارية، عن أهمية جهود جلالة الملك في تسليط الضوء على قضايا المحيطات وحماية التنوع الحيوي فيها.
وهنأ كل من المبعوث الأممي وأمير موناكو، جلالة الملك بمناسبة اليوبيل الفضي لتسلمه سلطاته الدستورية.
وتبحث القمة، التي انطلقت أمس الثلاثاء وتختتم أعمالها يوم الخميس، عددا من القضايا والأولويات، أبرزها التخفيف من آثار التغير المناخي، والحفاظ على البيئة البحرية، ومبادرات الاقتصاد الأزرق، والتقدم في التكنولوجيا المتعلقة بالمحيطات.
وحضر الجلسة مدير مكتب جلالة الملك، الدكتور جعفر حسان، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين.