عدنان نصار: “بايدن” القتل بأسلحة امريكية.. صحوة بعد الغفوة

أميركا، الغارقة في قتل المدنيين والاطفال والنساء والشيوخ في قطاع غزة، بآلة الحرب الفاشية الصهيونية ، تصحو من غفوتها، وهي بلا شك صحوة بعد فوات الآوان، لطالما ان أميركا مدت الاحتلال بكل انواع الأسلحة عبر جسر جوي منذ ما بعد السابع من أكتوبر بيوم واحد فقط.. إمداد امريكي مجنون لتعزيز حجم وكم القتل للإبرياء بقذائف “ملائمة للقتل” !!

  صحوة “جو” وتصريحاته امس المتعلقة بعدم إرسال اسلحة وقنابل وقذائف إلى “إسرائيل”، جاءت في وقت تخطى فيه عدد الشهداء حاجز الهستيريا الصهيونية، وتعدت الاصابات الأرقام الفلكية ، ناهيك عن المشردين والهدم والجوع والنقص الحاد في مستلزمات الغذاء والدواء والماء ..!
يبدو أن الرئيس الأمريكي، قد فاق من غفوته التي استمرت نحو 8 شهور من عدوان سافر وغاشم وفاشي بسلاح امريكي. بصرف النظر عن توقيت “الصحوة”، ان صحت نواياها، تبقى أمريكا شريك تمتلك الحصة الأكبر من أسهم الدم الفلسطيني الذي سال على عتبات غزة ، وطرقاتها.. وتبقى أمريكا الشريك الاستراتيجي لتعزيز الظلام وتوسيع رقعة عتمته، وتعين الظلام على الظلم .. ويبقى الصولجان الأمريكي يضفي إلتماعاته فوق أعناق المعارضين لرؤية بيتهم الأبيض. لغة التهديد والوعيد الأمريكي، بقطع امداد السلاح عن الإحتلال، لا شك أيضا انها افرحتنا كعرب، وأفرحت  الأحرار الأممين، غير أن لغة التصعيد الأمريكي، تبقى وهذا ما نتوقعه مجرد لغة انشائية ، ان لم تقترن بالفعل الجاد بالمنع، وإلزام امريكا للإحتلال بإنهاء العدوان الوحشي، وإلا ماذا يعني سيطرة الاحتلال على معبر رفح، ورفع “رقعة الشرايط” التي تسمى رايتهم على المعبر ، وسط تهديدات أمريكية للاحتلال بعدم دخول رفح او اجتياحها ..،الا ان الفاقد لقيمه الإخلاقية بنيامين نتنياهو، ضرب النصيحة الأمريكية بعرض الحائط، لدرجة طرحت أسئلة بالشارع الغربي والعربي :”من أين يستمد نتنياهو قوته المزعومة وعلى ماذا يستند” ؟!! . نحن نعرف انه لا توجد دولة بحجم الاحتلال قادرة على الوقوف في وجه أمريكا، وندرك ان اسطول امريكي واحد كفيل بإنهاء العدوان بالقوة ان لزم الأمر ، غير أن أمريكا تقف رغم قرار منع إرسال اسلحة إلى الاحتلال ، تقف عاجزة او متعاجزة ، أو لديها  الرغبة بمشاهدة ما يجري في قطاع غزة. قرار منع تصدير السلاح الأمريكي إلى اسرائيل ،(إن صدقت التوايا)  وضع الاحتلال في ورطة اضافية ، غير ورطته في غزة ، التي لاقى فيها من خسائر وحول جيشهم إلى “مسخرة” على يد المقاومة الفلسطينية في غزة..خسارة ، لم تخطر على بال احد منهم مطلقا، بعد أن ظنوا ان إجتياح غزة مجرد نزهة، وهذا ما يؤكده جنرالات في جيش الاحتلال بعد اعترافات تفيد :”ان حرب غزة من أصعب وأكثر الحروب تعقيدا” ..، وهذا بطبيعة الحال ، ينسف كل “النزهات” التي عاشها الاحتلال في حروبه منذ نشأته قبل 75سنة. يظن نتنياهو وجيشه، ان دخول رفح سيتم بشكل عابر وخاطف، وهناك سيمضي ويقضي على (حماس)، ونسي ان جيشه المرتد والمرتعد والخائف، اصبح بطلق النار على ظله، ظنا منه ان الظل مقاوم ، ويطلق النار في الهواء ونوافذ بيوت مهدمة.. كل ذلك يعطي مؤشرات لحجم الارتباك والخوف الساكن في شخصية الجندي الصهيوني الجوانية، المدججة بكل تقنيات القتال، أمام مقاوم يقاتل “بشبشب زنوبا” ..أي إيمان هذا ،وأي إرادة تلك التي تضع “الزنوبا” في مواجهة الخوذة الاكترونية؟!!. هذا ديدن المقاومة الفلسطينية في غزة، وهذا قدرها ان تخوض الحرب هي وربها.. ولعل الثمانية شهور الفائتة من عمر الحرب دليل على صمود فاق توقعات العالم بأكمله. “إسرائيل” الآن ، أكثر سقوطا في الوحل، وورطتها تكبر في غزة، وهي لا تقوى على الإنفكاك من فك المقاومة الشرسة والمشروعة في وجه طغيانهم..، ولعل “اسرائيل ” ورطتها تتعمق اكثر واكثر بعد القرار الأمريكي بمنع إرسال اسلحة إلى جيشها ، وهذا ما دفع وزير الطاقة الصهيوني إلى المناداة امس بضرورة ان تعتمد “اسرائيل” على نفسها في تصنيع السلاح كي لا تبقى تحت رحمة أمريكا حسب قول الوزير الصهيوني . تداعيات القرار الأمريكي بمنع إرسال الأسلحة ، تجيء بعد تأكد أمريكا من فشل بايدن في تحقيق أهداف العدوان ، وتأكدها ان بنيامين نتنياهو، يلعب “بالنار” فيما يتعلق بالأمن القومي الأمريكي بعد فضيحة الانحياز المطلق لجيش الاحتلال لقتل المدنيين الابرياء هناك .. وربما ، شعرت أمريكا ، وهي أيضا صحوة متأخرة ان مصالحها مع العرب تضررت،  وهنا لا اقصد الانظمة السياسية الرسمية، بل الشعب العربي عموما الذي ضرب المصالح الأمريكية الاقتصادية عبر بوابة المقاطعة . وأدركت أمريكا ، بعد حراك طلاب جامعاتها وتضامنهم مع غزة ، وتعامل البوليس الأمريكي في دولة ديمقراطية أدى إلى إحراج أمريكا وأضر بسمعتها الدولية كدولة ديمقراطية كما تزعم..هذا التعارض مع المصالح الأمريكية ، أوقع أمريكا في ورطة ، وربما حجم الضغط الداخلي شعبيا أدى إلى تسريع الصحوة رغم تأخرها ..وأدركت أمريكا(العظمى) ان امنها القومي في خطر ، ومن يتلاعب به مجرد أرعن ، لا يساوي في حسابات السياسة والمصالح الأمريكية جناح بعوضة .!!