توالت ردود الفعل العربية والإسلامية والدولية على إقدام إسرائيل على احتلال الجانب الفلسطيني من معبر رفح وإغلاقه أمام دخول المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة الذين يعانون كارثة إنسانية غير مسبوقة.
ودعا الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، جاسم محمد البديوي، المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري والعمل الجماعي للضغط على قوات الاحتلال الإسرائيلية، لوقف انتهاكاتها العدوانية الخطيرة على الأراضي الفلسطينية وتهديدها لحياة المدنيين الأبرياء.
وشدد على أن استمرار الهجمات الغوغائية والاستفزازات، يقوض فرص إحلال السلام ويعزز من حلقات العنف المتصاعدة في المنطقة، مما يتطلب تدخلا دوليا فوريا لإنهاء الأزمة، مؤكدا أن توسعة نطاق العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل الأراضي الفلسطينية ليشمل رفح بعد قطاع غزة، من شأنه أن يعرض أرواح العديد من الشعب الفلسطيني للمخاطر، ومن شأنه كذلك أن يسهم بشكل مباشر في تهديد الأمن والسلم بالمنطقة برمتها.
بدورها، قالت وزارة الخارجية التركية إن "أي عملية ستجري في رفح ستؤثر على العالم بأسره"، ودعت إسرائيل إلى الانسحاب فورا من الجانب الذي سيطرت عليه من المعبر.
ووفقاً لوكالة(الأناضول)، أعرب لمتحدث باسم الوزارة، أونجو كتشالي، اليوم، عن ترحيب بلاده بقبول الجانب الفلسطيني المقترح الأخير بخصوص وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، مؤكدا أنه "في الوقت الذي حدث فيه تطور إيجابي في سبيل وقف الدمار والمجازر في غزة، فإن تصعيد الهجمات الإسرائيلية على رفح، يظهر مرة أخرى أن حكومة بنيامين نتنياهو لا تتصرف بحسن نية".
وشدد على أن "أي عملية ستنفذ في رفح لن تؤثر على المنطقة فحسب، إنما على العالم بأسره".
وأضاف أنه يجب على إسرائيل الانسحاب فورا من الجانب الفلسطيني الذي سيطرت عليه في معبر رفح، والعودة إلى الوضع الراهن في رفح والبوابة الحدودية بسرعة.
بدورها، أدانت الجزائر بأقوى العبارات وأشدها إقدام قوات الاحتلال الاسرائيلي الاستيطاني على تنفيذ عمليات عسكرية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة تحضيرا للقيام باجتياح بري لهذه المنطقة الفلسطينية.
ووفقا لوكالة الأنباء الجزائرية، أكدت الجزائر أن هذا التصعيد بالغ الخطورة والذي ينذر بالتسبب في حصيلة إجرامية غير مسبوقة وكارثة إنسانية واسعة النطاق والأبعاد يأتي ليؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني ماض في تنفيذ مخططاته الرامية لإبادة الشعب الفلسطيني وتهجير من تبقى منهم، وبفعله هذا، يؤكد الاحتلال أنه لا يأبه البتة بإجماع المجموعة الدولية على ضرورة التسريع في تنفيذ وقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة وعلى حتمية إطلاق مسار سياسي يكفل قيام الدولة الفلسطينية المستقلة
وفي السياق، طالب رئيس جمهورية إيطاليا، سيرجيو ماتاريلا، بالعمل على تفادي "توسيع العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح" جنوب قطاع غزة.
وقال في كلمة ضمن أعمال الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم، إنه يكرر نداء ومناشدة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأن "يتم تفادي العملية العسكرية المزمعة في رفح، خاصة في ضوء التبعات الكارثية المتوقعة على المدنيين الفلسطينيين هناك".
وشدد على ضرورة وقف المذابح والفظائع في غزة والوصول إلى سلام دائم، يراعي الهدف المشترك بالاعتراف الكامل والمتبادل بدولتين فلسطينية وإسرائيلية، مؤكدا أنه لا يجوز انتهاك القانون الدولي لحقوق الإنسان واتفاقية جنيف الرابعة القاضية بحماية السكان المدنيين حتى في أكثر الصراعات قسوة، ودعا للتركيز على الدور المحوري لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) والاستمرار في تمويل أنشطتها وبرامجها. وأضاف: "مطلوب منا حاليا أن نستجيب للاستحقاق الأخلاقي والتخفيف من المعاناة الضخمة في قطاع غزة، وعدم السماح بمزيد من تدهور الأوضاع".
من جهته، قال وزير الدفاع الإيطالي، غويدو كروزيتو، إن "التحرك الإسرائيلي في رفح يبعث فينا قلقا كبيرا للغاية"، مطالبا إسرائيل بالتراجع عنه.
وأضاف في تصريحات متلفزة، اليوم الثلاثاء: بأن "الهجوم على رفح يعني نقل مليون ونصف المليون شخص إلى مكان مجهول". وفقاً لوكالة (أكي) الإيطالية للأنباء.
بدورها، أدانت منظمة التعاون الإسلامي بشدة تصاعد وتيرة العدوان الإجرامي الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وتوسيع نطاقه من خلال اجتياح مدينة رفح التي يقطنها حوالي 1.3 مليون نازح فلسطيني، معتبرة أن ذلك يشكل إمعانا في ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ومحاولة تهجيره عن أرضه، في انتهاك صارخ لجميع القرارات الدولية والاجراءات الاحترازية التي أقرتها محكمة العدل الدولية.
كما أدانت المنظمة التهديدات التي أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي وعزمه مواصلة وتوسيع جريمة العدوان العسكري الإسرائيلي على مدينة رفح سواء بإبرام اتفاق وقف إطلاق النار أو بدونه، ما يؤكد رفضه كافة القرارات الأممية والجهود الرامية لتحقيق وقف إطلاق النار.
وحذرت المنظمة من خطورة اجتياح قوات الاحتلال الإسرائيلي لمدينة رفح الفلسطينية الأمر الذي ينذر بكارثة إنسانية وقد يؤدي إلى توسيع نطاق التوتر وزعزعة الاستقرار في المنطقة. وجددت المنظمة دعوتها المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه إلزام إسرائيل، قوة الاحتلال، وقف عدوانها العسكري وجرائمها المتواصلة في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، تنفيذاً لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.
وفي السياق ذاته ، أكدت الجامعة العربية أن الوضع في فلسطين يدعو إلى القلق الشديد، وينبغي العمل على وقف الزحف الإسرائيلي، والتداعيات المنتظرة لها على المنطقة والشعب الفلسطيني، والمطروحة منذ أشهر.
وأوضح الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي، خلال مشاركته قمة AIM للاستثمار المنعقدة بأبو ظبي، أن اقتحام رفح هو سيناريو مخيف جدا، وأن قوات الاحتلال ترغب في الاستمرار بشأن تهديدها للمواطنين الفلسطينيين.
وأشار زكي إلى أن الحرب كشفت عيوب النظام الدولي، وقدرات المنظمات الدولية والإقليمية، منوها إلى أن النظام الدولي غير قادر حتى هذه اللحظة، أن يتعامل بالإيجابية المطلوبة مع الوضع.