احمد الحوراني يكتب أبنـاء الكرك.. أهل النخوة والـشهامة
الكرك مدينة العزة والشموخ ومسرح التاريخ والبطولة وعنوان الإباء والرفعة، المدينة الممتلئة جنباتها بالحكايات والقصص التي تجبرك دائمًا على التعلّق ولا عجب فهي التي قال فيها الحسين إنها الكرك التي كيفما قرأتها كانت «كرك» ورددها من بعده مليكنا المعزز الذي أفرد للكرك في قلبه مكانة ومساحة، وكررها ولي العهد بكل ما للكرك في وجدانه من منزلة وشأن عظيم، ولا عجب وهي المدينة التي أهداها الربيع جُلَّ جماله لتكون ممرًا وموئلًا وملاذا.في ديوان أبناء الكرك العامر وبحضور المئات من رجالات الوطن من بوادي المملكة في الجنوب والشمال والوسط، ومن مختلف المحافظات والألوية وعلى اختلاف الأطياف والانتماءات الفكرية والحزبية والسياسية، أعادت عشائر الكرك التأكيد على جملة الثوابت والقواعد الراسخة التي يتفق عليها الجميع في هذا الحمى العربي الأصيل، وعلى ذلك كانت دعوة الغداء التي دعت اليها عشائر الكرك (المعزّب) مناسبة أعرب فيها الجميع عن الوقوف إلى جانب الوطن وتأييد ومباركة مواقف المملكة الأردنية الهاشمية بقيادة جلالة الملك خاصة في هذه الآونة التي بذل فيها جلالته جهودًا سياسية ودبلوماسية وانسانية جبّارة وهو ينادي برفع الظلم والعدوان ووقف كافة إجراءات التصعيد في فلسطين الحبيبة عمومًا وغزة الجريحة خصوصًا.رسالة بالغة في دلالاتها انطوت عليها مضامين ومبررات دعوة الغداء التي عبّر فيها المتحدث باسم عشائر الكرك الباشا يوسف القسوس عن أهمية قيام كافة ألوان الطيف الأردني من عشائر وأحزاب ووسائل إعلام ومؤسسات وطنية وأفرد (كل حسب موقعه) بالواجبات المطلوبة منهم للعب دور مهم في إحاطة شباب وشابات الوطن بمجموعة التحديات الضاغطة التي تواجهها الدولة الأردنية المستهدفة من أصحاب الأجندات المغرضة والمصالح الضيقة الذين يسعون بكل امكانياتهم الى تشويه حقيقة المواقف الأردنية للنيل من قوة وصمود الشعب الأردني العظيم الذي ضرب أروع الأمثلة في تلاحمه مع قيادته الهاشمية.دعوة عشائر الكرك للأهل والأصدقاء والأحباء من مختلف مناطق المملكة في وقت بالغ الأهمية، كانت خطوة لافتة تستحق الإشادة والثناء والتقدير لأن رجالات الكرك ما كانوا يومًا إلا في خندق الوطن وصف القائد وما لانت لهم عزيمة ولا تراخت لهم قناة، وحري بنا أن نشيد بمثل هذه التجمعات الخيّرة التي يلتقي فيها أبناء الأردن في ديوان عامر بالأصالة كديوان أبناء الكرك ولا ضير من دعوة الجميع لامتثال هذا النهج السديد في مناسبات اجتماعية يؤكد فيها الجميع صدق الالتفاف حول الملك والوطن لأننا يجب أن نعترف أننا في واجهة الأحداث وأننا مستهدفون وأن وحدتنا الوطنية وحدها الصخرة التي سوف تتحطم عليها كافة محاولات المرجفين والمتربصين بوطننا الغالي.شكرا للدعوة الكريمة وشكرا لعشائر الكرك الضاربة عمقًا في أرض الأردن تاريخا ورسالة منذ فجر الثورة العربية الكبرى، والرسالة الضمنية طالما أن هؤلاء هم الأردنيون وطالما ظل هذا الحب عامرا في قلوبهم فإن كيد الكائدين سيرده الله إلى نحورهم وتبقى راية الوطن على الدوام خفاقة.