عدنان نصار: إعدام ميداني..سلسلة إضافية من إنحدار الأوغاد.. مجمع الشفاء الطبي الشاهد الحي الخارج من رحم الموت

عدنان نصار

حصار مميت فرضه جيش الأوغاد على مجمع الشفاء الطبي في غزة ..، حصار رافقه قصف وإعدام ميداني ، وتجويع ورش الملح على جروح الصابرين هناك .!

  لم يشهد التاريخ الحديث ، فظائع كما التي تحصل في غزة ..ولم يتجرأ جيش على الأقدام على مثل هذه الأفعال الإجرامية ، كما فعل اوغاد العصر ، لا في حرب ولا في حصار ولا في مستشفيات يفترض انها آمنة بموجب اتفاقيات دولية ..لكن الوحشية الصهيونية توغلت وغرقت في وحل السفالة ، بشكل وصل إلى ما هو أكبر واعمق من الدرك الأسفل من القذارة . التجربة البشرية في الحروب حاولت قدر الممكن استثناء الشعوب والابرياء من القتل والتنكيل ، وراحت تلك الجيوش التي تمتثل لحد من “اخلاق الحرب” إلى مواجهة جيش مقابل جيش..او جيش يواجه مقاومة مسلحة معلن عنها ، الا ان الانحدار الاخلاقي عند أولاد الردة وأوغاد العصر لم تفرق ابدا بين المقاوم والمسالم..ولا بين حامل البندقية او حقيبة مدرسية ، مستخدما هذا الجيش عهره في كل الأمكنة الممكنة للقتل والتدمير ، ولعل نموذج مجمع الشفاء الطبي في غزة يعد احد أبرز النماذج الصارخة لهذا التعهير الاحتلالي ، وإلا ماذا يعني ترك الجريح بنزف..والمريض يتلوى ألما ، والمصاب يمسك بجرحه..ماذا يعني أن تدمر أجهزة طبية كاملة وحرق المجمع الطبي ، غير حرب الابادة الجماعية .؟! الاستخدام العشوائي لمجازر جيش الإحتلال ، يعطي دلالة قلناها منذ بدء العدوان على غزة ان الاحتلال وجيشه في حالة ارباك ، وانه فقد توازنه وقوته المزعومة ، وفقد اهليته الاخلاقية ..فقد عقله ووظف حقده لقتل كل ما هو فلسطيني متحرك او ثابت .! عمليا ، ما يقوم به جيش الاحتلال ، هو محاولة إعادة “المهابة” المفقودة، ومحاولات بائسة لاستعادة فحولتة المخصية عسكريا واخلاقيا ، ومحاولة يائسة لبناء مراكبهم الغارقة في وحل غزة ..كل ذلك لم يسعفهم في استعادة “الممكن” بعد أن اثبتت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة(حماس) واذرعها ان جيش الردة هو مجرد محترف بارتكاب جرائم انسانية بآلته العسكرية المدعومة امريكيا ،ضد الدم الفلسطيني والابرياء من أطفاله ونساءه وشيوخه..قتل الإنسانية بكل قيمها من قوة سلطوية لا تعترف اصلا بالأخلاق ولا بالقيم الإنسانية. لا مجال – فيما أظن – لأن نتسائل: هل كل هذا الإجرام الممند منذ نصف عام في غزة ، غير كاف لأن يصنف العالم جيش الاحتلال وساسته بمجرمي حرب ..؟وهل يحتاج العالم دلائل اكثر مما ارتكبه جيش الاحتلال من جرائم فظيعة ..هل يحتاج العالم إلى “دم اضافي” كي يطفح كيل مفهومهم لجرائم الحرب .؟!
ان القوة العالمية التي تتغنى بها أمريكا وتابعتها بريطانيا ، بوسعهما ان يفعلا الكثير من المواجع والفواجع ، بحكم قوتهما العسكرية ..غير أن الأخلاق السياسية والقيم الدولية ، والقوة العسكرية لدول عظمى يستوجب ان توظف كل طاقاتها لإرساء قواعد العدالة ، وإرضاء ضميرها الإنساني كقوة عظمى ، وتستعمل حضورها الأممي لردع الخارجين على القيم الدولية ..،لكن فجعنا من تلك الدول بإنحيازها المطلق لأدوات القتل وتعسكرها في محور الشر كبديل لمحور الخير ، وإخضاع شياطين القتل والابادة لقوتهما العظمى ومنعهم من تلويث القيم الإنسانية. دائما ، في حديث “واشنطن” و”لندن” إعصار ألم ..وفي مواقفهما الف جرح للخاصرة العربية ، رغم أنهما يملكان قرارات عواصم عربية واسلامية ، وانهما أخذا بالقوة او عن طيب خاطر كل ما تمنياه..أخذا كل شيء من العرب والمسلمين دون أن يقدما شربة ماء لنا ..او يدفعان عن أمة العرب المخاطر ..مخاطر قد تهدد مصالحمها قبل مصالح العرب..؟! فما يحدث في غزة على يد جيش الردة ، هو عمليا سلسلة إضافية من الاعدام الميداني والانحدار الاخلاقي ..ولعل مجمع الشفاء الطبي الشاهد(الحي) الذي خرج من رحم (الموت) نموذجا ، وكفيلا ودليلا لأن يعطي القوى العالمية العظمى التحرك لاسكات صوت المرتدين عن القيم .!!