عدنان نصار: الإحتلال وشلة من الزعران يتحدثون عن الأخلاق.. وفجيعة الصمت الدولي فضيحة

عدنان نصار حتى وقت قريب، كنا نعتقد ان الإنسانية بكل مكوناتها ولغاتها ومعتقداتها، تنام على وسائد منسوجة من ريش النعام.. وعالم حر يتسم بصدقية إفتراضية، عندما يتحدث عن حقوق الخلق والإنسانية .. كنا نظن ان “أميركا” ظل الله الذي يمشي على الأرض، ليزرع العدل في حقول الإنسانية ، التي انهكها طول الإنتظار لموسم الحصيد ..! الإحتلال الاسرائيلي بكل صلافته وإجرامه تخطى حاجز الأخلاق ، ووقع في شر اعماله ، بعد عدوانه على غزة، بشكل يؤكد مدى الهستيريا ، التي ترافق شلة من زعران السياسة ، يصولون ويجولون ، ويرتكبون أبشع الجرائم بإسم مقاتلة “محور الشر ” ، وهم بطبيعة الحال منبت الشر والخطر على الارض والبشر ..! لم يشهد التاريخ الحديث ، فجيعة كما فجيعة غزة ، ولم نقرأ في كتب الحروب ، بشاعة إجرامية كما يحدث في غزة ..، ولم تخرج أخلاق الحروب عن مسارها وفق اتفاقيات جنيف ، كما خرج الإحتلال عن مسار الأخلاق التي افتقدها منذ زمن بعيد ..فمستوى الإجرام تجاوز طاقة العقل البشرية ، وتخطى حجم الحقد ليصل إلى إنحطاط حيواني ، لا تعرفه لغة الأدميين ..إنحطاط يمارسه الإحتلال ، دون اي تدخل جاد من العالم الحر لوقف هذا الانحطاط الذي تعدى منظومة البشر ، ليدخل في شريعة الغاب..حتى الغاب تحكمه قوانين فطرية ، لا تتجاوزها الحيوانات.!! ….. الوجع الممتد من الخاصرة إلى الوريد ، والحبل الملتف على عنق غزة ، يبرهن كل يوم من أيام العدوان الهمجي ، ان الاحتلال يغرف من سلوكه وثقافته المعادية لكل القيم ..ولا نستوعب كمنتمين للمعسكر الإنساني والوجداني ، كيف يمعن الإحتلال بغله وحقده ، عند محاصرته للمستشفيات في غزة..كيف يمكن لنا أن نتصور إخلاء المستشفيات من الجرحى والمرضى عنوة تحت بنادق الإحتلال وصلفهم ، واجرامهم ..لنتخيل ، مريض يتكيء على مريض ، وجريح يتكيء على جريح ..وطفل يصرخ لا يقوى على الحركة يرقد في مستشفى ..كيف لنا أن نتصور أم جريحه ، تحمل طفلتها الجريحة ، وبنادق الإحتلال تمنعهم حتى من الألم..!! كيف .؟! لا نحتاج إلى التحقق من ذلك ، فالجرحى يؤكدون، والشهود يؤكدون ..والمرضى يتحدثون عن إجرام صهيوني ، لا يحدث حتى عند “عديمي الأخلاق..والخارجين عن الإنسانية” .. مستوى التعهير عند الاحتلال ، تخطى كل فجور ..وما نسمعه من الفاقد لفحولته وانسانيته “بنيامين نتنياهو ” يقع في دائرة الشر والإجرام وخطر يحيق بأمة العرب ان صمتوا على غروره ومصالحه ، وخطر يحيق بنا كعرب بكل معتقداتنا ان تركنا هذا الفاقد لفحولته يتحدى فحولة العرب والمسلمين ..فالتغول عند الاحتلال ، خرج من مرقده ، وأطلق الضباع ليمارسوا ابشع جرائم العصر ..فلا البشر ولا الحجر سلموا من عدوان على شعب بأكمله في ظل “اوسلو” وسلامها المزعوم . (غزة) تحملت ارضها وناسها ، ما لم يتحمله بشر ، وهي تواجه الصهيوني وآلته العسكرية الإجرامية ..وتحملت (غزة) ببسالتها وإيمانها بالحق ..وهي بذلك تواجه اعتى هجمة عدوانية منذ نشوء كيان الاحتلال ..والاحتلال بالمقابل ،يواجه أكبر صمود اسطوري من المقاومة في غزة ، بل وتعدى الصمود تلقين العدو الصهيوني دروس وعبر في فنون التصدي للإحتلال ، ودروس اضافية في فنون التفاوض ، وإقتدار في ادارة المشهد الإعلامي ..،وهو ما حول كيان الاحتلال وجيشه الورقي ، إلى حديث عالمي مفاده :”لولا دعم أمريكا المطلق بالسلاح والمال ،لما بقيت اسرائيل سوى ايام وترحل ” ..هذا الانطباع تعمق حاليا واخذ مديات بعيده ، بعد أن اثبتت المقاومة صمودها الاسطوري أمام المد العسكري الأمريكي للإحتلال..وهو ما أعطى شلة الزعران التمادي ليس على غزة فحسب ،بل على كل القيم ودول عظمى ، وقفت عاجزة عن وقف العدوان لأسباب نفهمها جيدا ، وهذا معيب بحق دول تلتزم صمت وصل حد الفضيحة..! كاتب وصحفي اردني..