عدنان نصار: (غزة) رمضان كريم.. وعدو لئيم.. و”جوز الهند” بيد هند

في غزة، تتشابك أشواك الصبار، التي تغرس ألمها في قلوب الصغار، وتتشابه الأمعدة إلى حد بجعل من الحزن مفردة لا تليق بحجم الكارثة، ولا تكفي لترجمة الشعور ..في (غزة) وحدها في عصر جرائم العدوان المعاصر، يتقدم “عظم” الأطفال على جلودهم، وتتكشف حجم الأشواك المغروسة في خاصرة وطن بأكمله، وشعب بأكمله ..اشواك ربما “تطهيها” الأمهات لاطفالهن، كجرعة اضافية من الصبر والتصبير ..وجرعة نداءات من المكلومين إلى أمة عربية واسلامية وعالم كنا نتوقع انه ينتمي إلى “الإنسانية” ..نداءات ترتدي ثوب الأمل بالأمة ..غير أنها ترتد مثل صدى الصوت ..، لا مجيب، ولا سامع .!!

(غزة) رمضان كريم، في مواجهة عدو لئيم ..،وشوق اطفال إلى”اكواز” الصبار، لنزع الشوك عنه، لم يكن من الاشواق الاعتيادية ابدا ..، هو حلم من منظور آخر، يجوب طرقات غزة، ومخيمات غزة، وما تبقى من ذكريات لمدن ومربعات سكنية في غزة ..حلم يجوب ضفاف موانيء الأبيض المتوسط بحثا عن امل مقبل، ربما تحمله المياه، بعد أن أغلق العالم منافذ غزة البرية ..أي صبر ذلك المخبوء خلف شجر الصبار ..، وأي جريمة تلك التي نرتكب بإسم “الدفاع عن النفس” ..عدونا يا (غزة) خلع منذ زمن بعيد رداء الخلق والاخلاق .. وعدونا يا (غزة) هو الوحيد بالعالم الذي يتلذذ بقتل احلام الطفولة .. يا (غزة)، يا أم الاوطان الصابرة إليك ترحل القلوب كل يوم، وفي ما تبقى من شوارعك تنبت ثمار الصبار من جديد .؟! إسمعي يا (غزة) ..هل اهمس في اذنيك، القليل من الكلام، قبيل موعد الإفطار الرمضاني ..هل تأذني لي بالكلام ..”حسنا” : يحكى ان الطفلة هند ماتت جراء قصف وفي يدها حبة من “جوز الهند” حملتها إلى أخيها الرضيع ..،ويحكى ان ورق الصفصاف قد أخذ التماعاته من عيون هند المكلومة..هذا ليس اجتهاد يا غزة، هذه معلومة ..ويحكى ان العظم النافر من تحت جلود الأطفال نتيجة حرب تجويع يقودها عدو قواد، هي ليست عظام إعتيادية ..عظم اطفالك يا غزة مثل صوان، يعانق طرقات الحارات القديمة، وجلود اطفالك، مثل “لؤلؤ” يلتمع في عيون عربية،تتعلم منكم قيم الانتماء والفداء والعطاء.. إسمعي يا (غزة) ..،الطفل المسكين الذي حمل صفيحة ليملأها بالطحين، هو البطل القادم ..ومن بكى على فقد اهله هو البطل القادم، ومن داس على حقيبته والعابه هو البطل القادم، ومن سرق فرحته وطفولته هو المقاوم القادم ..صدقيني يا (غزة) وانت/ي حمالة الأسية، في زمن الردة الإنسانية عربية وغربية بما في ذلك دول إسلامية،  دخلت في فتاوي “هل يجوز ملامسة الزوجة في نهار رمضان” ..كلهم يا غزة صمتوا في حرب الردة.!! انظري هنااااك، صفيحة في يد طفلة تتدحرج، لقد تعثرت خطاها بركام دمار بيت مجاور،قيل لي أن قذبفته حملت توقيع(U.S.A) ..أي والله، لا تستغربي يا غزة، فهذه “الامريكا” تتلذذ هي الأخرى بقتل احلام الإنسانية..لا ألومها، ألوم فرنسا التي اهدتها مشعل الحرية.!! هذي زبيدة، أبنة الثمانية أعوام، تعانق جذع شجرة، سقطت جراء القصف على مدخل المخيم ..، تتحرك زبيدة على خطى الطفولة، و”تتعربش” لعلها تصل إلى رصيف الميناء ..، لتحصل على قطة خبز ..، من حق زبيدة ان تتسائل:”أي حرمان هذا الذي يجرعنا خرافات الصمت العالمي ..أي تمييز محتقر بإسم المنظومة الدولية .؟! رمضان غزة يجيء هذه المرة، بذائقة مختلفة، وجريمة حرب مختلفة..ومنطق عربي وإسلامي وأممي مختلف ..جوع بإسم الشرعية، اي كفر أممي هذا يا غزة .؟! مجرمو الحرب والتجويع، لا يفرقون بين الحلال والحرام ..، وهم الذين يستبيحون وطن وشعب بأكمله ..لقد أفسدهم الصمت المخجل، وأعطى لهم حق التمدد لقتل الجميع ..فالقائمة تطول ..الأمر كله يا غزة يختزل بحماية وحكاية وطن، فلا تعقدي الأمل على خيل العرب التي تصهل في ميادين ماروثنات السباق، وتقفز فوق حواجز احلامنا..؟! لا تفرشي “سفرتك” يا غزة للئام وانت/ي من اهل الكرام ..!! رمضان كريم عليك/ي يا غزة .