أكثر من ألف شاحنة مساعدات انسانية وغذائية وعلاجية اردنية ، تنتظر فتح معبري “إيريز” وأبو سالم” ، غير أن شلة من بلطجية المستوطنين تعيق ذلك العبور.
قافلة المساعدات الأردنية لأهلنا في غزة ، جاهزة للانطلاق ، وفق تأكيدات رسمية اردنية ، التي تلقت وعود من امريكا وبريطانيا بالضغط على “اسرائيل ” لفتح المعابر ..، في حين تتجهز السلطات الأردنية لإطلاق قافلة المساعدات الكبيرة ، حال تلقيها قرار فتح المعابر البرية .. الخطوة الأردنية التي يشتغل عليها الأردن بأعلى المستويات السياسية (الملك) مع دول لها صلة بالتأثير على الاحتلال ، تجيء في وقت عصيب جدا يمر به أبناء قطاع غزة ، وخصوصا بعد أن دخل “التجويع” ساحة العدوان العسكري الاسرائيلي المجرم ضد أبرياء هناك ..
“نفكر في غزة ولن ننساهم”، عبارة قيلت وتجددت مرة أخرى وانطلقت العبارة من معان قبل اسبوعين على لسان ملك الأردن عبدالله الثاني ، وهي بالتالي تشكل بوصلة التوجه الرسمي الاردني بكل امكاناته نحو غزة ، وما يمكن للأردن ان يقدمه للأهل في قطاع يتعرض للعدوان والحصار والتجويع.
عدوان اسرائيلي سافر، ترجم فيه الاحتلال، كل أشكال الاجرام الهمجية والسقوط، مستمر منذ اكثر من 150يوما دمويا بشكل صارخ.. وحصار اسرائيلي على قطاع غزة منذ اكثر 16عاما ، ظل فيه قطاع غزة يعلمنا دروسا اضافية في فنون الصبر النضال، في وجه طغاة العصر.
الأردن، بشقيه الرسمي الشعبي، استنهض ونهض في وجه العدوان، معلنا موقفه ووقوفه إلى جانب غزة منذ بدء العدوان في أعقاب السابع من أكتوبر..، حالة الاستنهاض لم تكن غريبة او “فزعة” عابرة ، بل ترجمها الشعب الأردني بكل مكوناته العقائدية والسياسية وثقافاته وأصوله وفروعه، على أرض الواقع وراح الشعب إلى مديات التضامن والتظاهر والتهديد والاستنكار وجمع التبرعات والمساعدات ، في إطار” الممكن” السياسي الأردني ، في ظل تناغمات مرة، وتوافقات مرات وتناقضات عربية ودولية في مواقف اخرى ،حول ما يمكن فعله لغزة؟!
عمليا، الأردن وعبر موقفه الثابت ، وموقعه في قلب القضية الفلسطينية ، نادى بصوت عال ضرورة وقف العدوان والمجازر التي ترتكب بحق الاهل في غزة، وحذر من الغليان الشعبي في الضفة الغربية القابل للإنفجار في اي لحظة.. فيما ذهب الشعب الأردني إلى الجاهزية العالية ووضع أصبعه على الزناد دفاعا عن شرف الموقف الأردني، والفلسطيني في غزة.
فتح المعابر، لإيصال امدادات القوافل الاردنية إلى غزة، صار ضرورة اردنية وعربية ودولية في ظل تفاقم الجوع الذي طال كل مكونات المجتمع في غزة، وهي حاجة ملحة ولا تحتاج إلى تفاهم مع شلة زعران وبلطجية من المستوطنين الذين يعيقون تمرير قرار دولي انساني..
أمريكا وبريطانيا وعدا الأردن بالضغط على اسرائيل، لفتح المعابر ..لكن إلى أي مدى سينتظر الاردن ..والى مدى ستبقى شاحنات المساعدات متوقفة، وخصوصا ان شهر رمضان المبارك يقف على الأبواب..فهل تقرع المنظومة الإنسانية الدولية آبواب المعابر، ام تقدم على فتحها عنوة، بلغة القانون الدولي الذي يحرم في قوانينه من جرائم حرب المجاعة، التي تقودها وضاعة جيش الاحتلال، لقتل وداعة الأطفال، والنيل من براعة الصابرين.
أمام إتساع الجوع وتمدده افقيا وعاموديا في حياة الابرياء في غزة ، وخصوصا ان شهر رمضان المبارك قد دخل حيز الاستعداد للربط على أمعدة وقلوب الصابرين .!