د. حسين محادين : إزاحة الانظار عن جوهر الصراع في غزة نحو رفح..ماذا يعني نفسيا وميدانيا..؟.
-
ستبقى جدلية غزة فلسطين مترابطة الاثر والتأثير رغم التباين بين موقفي السلطة وحماس.
- (2) لاشك ان الصراع والصمود المسلح للمقاومة الاسلامية في غزة بالتواز متنامي عناد حكومة نتياهو ، كتعبير صارخ عن الدعم الخلفي لها من قِبل ايران في الاقليم ومن كل الدول الكبرى المناهضة لإستئثار اميركا والدول الغربية في قيادة القطب العالمي الواحد منذ تسعنيات القرن الماضي ممثلا بسيادة العولمة بكل ما حمله الصمود الفلسطيني من مفاجآت عسكرية وتكنولوجية ضد اسرائيل منذ السابع من اكتوبر، فكل ماسبق من معطيات ذكرتها تتفاعل وبنسب متفاوتة الظهور علنا قد انجب طبيعة ومآلات هذا الصراع، إذ قاد الصمود والتضحيات الفلسطينية اللافته الى تعديل المزاج والتعاطف الجماهيري والاعلامي عربيا وعالميا وبصورة ومتنوعة جديدة لصالح القضية الفلسطينية مقارنة بواقع الاهمال والصراع العالمي من قبل لجوهر الصراع الفلسطيني الاسرائيلي المحتل والمدعوم غربيا منذ سبعة عقود ونصف تقريبا. (3) علميا وعمليا؛ ادى استمرار “الفشل” العسكري الاسرائيلي للآن في القضاء على المقاومة على مدار اربعة شهور تقريبا بالرغم من هول الإبادة البشرية وعمليات التهجير التي اقترفها المحتل بحق الشعب الغزيّ/ الفلسطيني. اقول؛ لقد فشل الاحتلال في تغيير موازين القوى ميدانيا لصالحه مقابل تصاعد الانجازات والتعاطف الشعبي العربي الاسلامي والراي العام معاً في جُل الدول الغربية بقيادة اميركا علاوة على ما اوجدته الدعوى التي اقامتها دولة جنوب افريقيا غير العربية او الاسلامية من تحديات مضافة عبر شكواها في المحكمة الدولية ضد اسرائيل وتداعياتها الدولية، الامر الذي مثل اختبارا عالميا مُحرجا لكل ما سُمي ب “الشرعية الدولية ومنظماتها المختلفة” اضافة لمواقف مجلس الامن الدولي السيء بكل ما ترتب عليه من تزايد الاحباط الشعبي العالمي الذي نجم عن استمرار النقض الامريكي الثالث لمشاريع ايقاف اطلاق النار . (4) بناء على ماسبق تشخيصه باعلاه وفي ظله..وّلد التساؤل الاستراتيجي لدى المحتل المأزوم وحلفاؤه بكل افكارهم وادواتهم الضاغطه.. ما العمل..؟ فكان الجواب وعلى رأي وتفكير الرئيس نتياهو وداعميه….لنخلق انزياجا اعلاميا عن مرارة اخفاقهم في معارك غزة بان ننقل الانظار نحو رفح وان نحول الصراع من فلسطيني اسرائيلي الى خلاف عربي عربي وعلى محورين مترابطين هما:-
- معبر فرح وبسِجال إلاهائي عالمي جديد مفاده ؛ من الذي يحول دون وصول المساعدات الغذائية لاهلنا في غزة .
- وقضية التهجير الغزي الى سيناء او الاردن وإحتدام السجال بين رافض فلسطيني/ عربي وراغب اسرائيلي وغربي معا. اخيرا… هذا الرصد والتحليل ومنظور علم اجتماع السياسة لا يمكن باجتهادي ايضا؛ التعامل مع معركة غزة بحدود ثنائية حكومتي غزة/فلسطين وفي الحديقة الخلفية المشروع الايراني، واسرائيل ضمن حدود الاقليم الملتهب عسكريا وفكريا وسياسيا واعلاميا في آن، وانما هي ايضا حرب عالمية بين القطب الاميركي المعولم وبين محور دول كبرى مثل روسيا، كوريا، الصين بصورة مغذية لاستمرار الحرب وكانها تحاكي مبرارات ووقائع الانقسام والدعم الغربي للحرب الاوكرانية المستمرة منذ ثلاث سنوات….فهل نحن مرشحون في الاقليم شعوبا وانظمة حكم- رغم كثرة الاحاديث عن هدنة ما- لحرب استنزاف طويلة راسها الدام غزة ولكن اغصانها الدموية في حالة ترقب لأي اختلال في بنية وتأثيرات سيادة القطب/القرن العالمي الواحد بقيادة امريكا واطيافها في ضوء نتائج معركة الاقصى وخصوصا في ما هو مرتبط بواقع وآفاق فلسطين كمفتاح للسلم والحرب في العالم عبر التاريخ.
- قسم علم الاجتماع -جامعة مؤتة -الأردن.