افتتح سفير جمهورية أذربيجان "إلدار ساليموف"، اليوم الأربعاء، معرضا فنيا تراثيا لألبوم صور متكئ على الكتاب التوثيقي لـ"خانية كارباخ .. لمحة تاريخية وثقافية"، في متحف الأردن.
وقال السفير ساليموف بكلمة ألقاها في جلسة على هامش افتتاح المعرض، إن الكتاب أعده مجموعة من العلماء الجورجيين بإشراف البروفيسور "إلدار ناديرادزه"، والذي تم فيه جمع وتوثيق صور لأكثر من 300 قطعة أثرية تتعلق بخانية كراباخ للفترة (1747-1822).
وأشار في الجلسة التي أدارها السكرتير الأول في سفارة أذربيجان علي قادروف، إلى أن هذه المجموعة القيمة من صور معروضات القطع الأثرية في الكتاب والتي تعرض اليوم في هذا المعرض، تمثل جزءا من العديد من المعروضات التي جرى جمعها في كارباخ أوائل القرن العشرين، وإرسالها آنذاك إلى أرشيفات الامبراطورية الروسية في مدينة تيفلس وهي الآن محفوظة في مجموعات المتحف الوطني الجورجي.
وبين ساليموف، بحضور سفير جمهورية تركيا إردام اوزان في حفل افتتاح المعرض، أن هذه القطع الأثرية تعكس مدى تنوع وعمق التراث الثقافي للشعب الأذربيجاني في كارباخ خلال فترة الخانات، لافتا إلى أهمية هذا الكتاب لما يتضمنه من قيمة ثقافية وتاريخية نادرة لكل الباحثين المتخصصين والمهتمين بتاريخ "كارباخ"، والذي جرى نشره من قبل الجمعية الاوراسية للتنمية الدولية وبدعم من مؤسسة حيدر علييف ووزارة الخارجية وشؤون أذربيجان.
من جهته، قال مدير المتحف المهندس إيهاب عمارين، إن متحف الأردن يقف شاهدا على نبع التراث الثقافي الرائع الزاخر للأردن، حيث يعرض أهم الاكتشافات الأثرية في البلاد، ويقدم رحلة ممتعة تحاكي قصة شعب الأردن وروحه الابتكارية عبر التاريخ.
ولفت إلى أن معرض اليوم ""خانية كارباخ .. لمحة تاريخية وثقافية"، شهد على قوة ومتانة العلاقات التي تربط الأردن وأذربيجان، مبينا أنه من خلال مشاهدة وتأمل صور القطع الأثرية في هذا المعرض نمضي في رحلة استكشافية ممتعة تعمق لدينا معاني التبادل الثقافي المعرفي والقيم والفريد ما سيسهم بدور فعال في تبادل التراث الثقافي بين البلدين الصديقين.
واستعرض رئيس مجلس الجمعية الاوراسية للتنمية الدولية الباحث الاذربيجاني الدكتور "التشين عسكروف" تاريخ أذربيجان منذ عام 1813، مشيرا إلى ما جمعه موظفو متحف القوقاز في تيبلسي أثناء حقبة الامبراطورية الروسية من قطع أثرية، ومنها رحلة استكشافية الى كارباخ عام 1912، حيث تم إحضار كمية كبيرة من المواد والتحف والقطع الأثرية إلى مستودعات المتحف.
وبين عسكروف أن الكتاب التوثيقي لهذه القطع الأثرية تضمن 300 قطعة من أصل آلاف القطع الموجودة.
وتحدث أستاذ الآثار في الجامعة الهاشمية الدكتور محمد وهيب، عن تاريخ أذربيجان وموقعها الجغرافي، مستعرضا الحضارات التي مرت على أذربيجان عبر التاريخ، وأبرز معالم أذربيجان التاريخية والأثرية والسياحية.
كما تحدث رئيس مركز عمان والخليج للدراسات الاستراتيجية الباحث الدكتور محمد عيسى العدوان، عن ما ضمه الكتاب من توثيق لصور محفوظات من قطع وتحف أثرية جرى جمعها في كاراباخ خلال الحملات العسكرية والعلمية في القرن الـ19 وأوائل القرن الـ20 ، وأرسلت إلى أرشيفات الإمبراطورية الروسية في مدينة تلبيسي، وهي الآن مخزنة في مجموعات المتحف الوطني الجورجي، وظلت محفوظة في الأرشيف لأكثر من 100 عام، لتظهر هذه الوثائق المصورة والنادرة، التي قدم لها العلماء الجورجيون والمدرجة في هذا الكتاب الألبوم، وتُظهر تنوع وعمق التراث الثقافي للشعب الأذربيجاني في كاراباخ، خلال فترة الخانات.