قالت المدير التنفيذي لمؤسسة ولي العهد الدكتورة تمام منكو، إن تأسيس مؤسسة ولي العهد جاء تجسيداً لرؤية سموّ الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد، بضرورة دعم الشباب في الأردن وتطوير قدراتهم وتعزيز الميزة التنافسية لديهم.
وأضافت منكو في لقاء ، أن المؤسسة تعمل منذ تأسيسها على إطلاق برامج وطنيّة تستهدف الشباب الأردني في جميع أنحاء المملكة ومن مختلف الفئات العمريّة، بحيث تركّز هذه البرامج على مجالات متنوعة منها القيادة والريادة والتعليم المهني والتقني والتدريب والتطوّع، إلى جانب بناء الشراكات المهمة، والتشبيك بين الشباب ومنظومة واسعة من الجهات المؤثرة وذات الصلة.
وأشارت على هامش تنفيذ المؤسسة أخيرا حفلاً رعاه سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد، وحمل الحفل اسم “مؤسسة ولي العهد… مسارٌ للفرص” إلى إعلان المؤسسة عن إطلاق مسارات عمل جديدة وبرامج مستحدثة، إلى جانب أبرز إنجازات العمل طوال السنوات الثماني الماضية، والإعلان عن تجديد الهويّة البصريّة للمؤسسة.
رؤية عمل يجسدها شعار “شباب قادر لأردن طموح”
وأكدت منكو أن رؤية عمل المؤسسة تتلخّص في شعار “شباب قادر لأردن طموح” وتعمل من خلالها على إيصال رسالة تتمثل في تمكين الشباب الأردني، وإعدادهم ليكونوا قادة فاعلين في وطنهم ومجتمعهم للنهوض به وتنميته، إلى جانب انخراطهم في التنمية الاقتصادية الشاملة.
وأضافت “على مدى سنوات عملنا، حقّقنا في مؤسسة ولي العهد نجاحاً كبيراً في تنفيذ أهدافنا عبر توفير المنصات والبرامج والوسائل اللازمة لإعداد الشباب وتهيئتهم وصقل مهاراتهم، حيث استفاد من التأثير الإيجابي المباشر لبرامجنا وخدماتنا ما يزيد على 2ر2 مليون شاب وشابة، من مختلف المحافظات الأردنية”.
وقالت إن نبراس عملنا في المؤسسة هو ترجمة لسؤال بسيط يعكس رؤية سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، سؤال يدفعنا نحو التأثير الإيجابي والمستدام، وهو كيف يمكننا تعظيم الفرص لشبابنا وتحقيق العدالة في الوصول إليها؟ والإجابة على هذا السؤال يتمثل في الفرصة المقدمة من المؤسسة.
وشددت منكو على أن الفرصة هي نقطة البداية بالنسبة لنا في المؤسسة، والفرصة تعد نواة لعملنا وهدفاً رئيسياً تدور حوله برامجنا، وهي الأَمل، وتعني التقدم والتغيير نحو الأفضل، وفي مؤسسة ولي العهد، نوفر ونجهز مسارات لتلك الفرص.
وقالت إن القيم التي توليها المؤسسة أهميّة كبيرة تنسجم إلى حد كبير مع قيم المجتمع الأردني الذي نحب وننتمي له، وأول تلك القيم هي الشمولية، حيث نحرص على التواصل مع شبابنا وشاباتنا من الشمال إلى الجنوب، وبجميع فئاتهم، حيث أنهم يستحقّون كلّ جهد ودعم وفرصة، والقيمة الأخرى هي الابتكار، حيث نؤمن في المؤسسة بأن شبابنا هم جيل من المبدعين، وهم قادرون على مواجهة التحدّيات وتجاوز العقبات، وتسير هذه القيم جنباً إلى جنب مع قيمة الأخلاقيات والإيجابيّة، والحرص على أن يكون شبابنا قدوة بالأخلاق والسلوك، فهم قوة إيجابية في المجتمع، وقادرون على نشر الطاقة الإيجابية وصنع التغيير.
مسارات جديدة تركز على الفرص التي تبني قدرات الشباب
ونوهت منكو بأن مؤسسة ولي العهد تعمل ضمن مسارات تندرج ضمنها جميع أنشطتنا وبرامجنا، وتمثل هذه المسارات التّجربة والرّحلة وطريقة للاستمرار، لتصبح المؤسسة موجّها وداعما ومُيسّرا للفُرص التي تبني القُدرات وتُوفّرُ الأدوات والمِنصّاتِ اللازمة لشبابنا وشاباتنا، والمسار الأول الذي أعلن عنه هو القيادة ونعمل من خلاله على تعزيز خصال المُواطنة النّشطة لدى الشباب والشابات، وتوفير برامج مخصّصة للشباب لتنمية مهاراتهم ومعارفهم ومساعدتهم على تطوير قدراتهم القيادية وتحقيق التأثير الإيجابي بروح المبادرة الذاتية والانتماء.
وأضافت أن المسار الثاني هو التنمية المجتمعية المستدامة الذي نعمل من خلاله على بناء شبكات شبابية اجتماعية وقوى شبابية فاعلة، تخدم رؤية عملنا في تحقيق تنمية مجتمعية شاملة من خلال الشباب الذين نعتبرهم رأس المال الحقيقي، وضمن هذا المسار سنعمل على استحداث برامج هادفة وموجّهة بالتنسيق مع مختلف الجهات في القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني، ليكون الشباب هم المحرّك الأساسي للتغيير والنهضة ضمن مجتمعاتهم.
وأشارت إلى أن المسار الثالث هو المشاركة الاقتصادية إذ نعمل من خلاله على إيجاد سُبل للابتكار وريادة الأعمال، وننظر إلى هذا المسار على أنّه الطريق الذي نكثف به جهودنا لتسهيل وصول الشباب والشابات إلى التقنيات والمهارات والأدوات اللازمة لتلبية متطلبات سوق العمل.
برامج جديدة تهدف الى الاقتراب من الشباب وتفهم واقعهم
وأعلنت منكو عن تواجد مؤسسة ولي العهد في 24 موقعاً تابعاً للمؤسسة وموزعاً بين 12 مكتباً للمؤسسة، اضافة الى مواقع أخرى مخصصة لبرامجنا المختلفة في جميع المحافظات، لنكون أقرب إليهم ولتقديم عدد من البرامج والتدريبات المتخصصة للشباب والشابات.
كما نهدف من ذلك أيضاً الى تعزيز التواجد الميداني للمؤسسة، والتواصل مع الشباب والشابات في الميدان بشكل أكبر، ونطمح أن تكون هذه المكاتب، منصّات للعمل المشترك والإبداع بين الشباب أنفسهم، والمؤسسات بعضها مع بعض، وبين المؤسسات والشباب أيضاً.
وأكدت الإعلان عن إطلاق كلية التدريب المهني المتقدم (CAVT)، إذ بدأت المؤسسة بإنشاء مقر جديد في منطقة بيادر وادي السير، إضافة إلى إدارة عدد من مراكز التدريب المهني في المملكة وهي حكما، وإربد إناث، والعقبة، وعين الباشا إناث، وسحاب، وغور الصافي، وياجوز، حيث يهدف هذا المشروع إلى تطوير جودة التدريب المهني والتقني في الأردن، من خلال توفير برامج تعليمية وتدريبية مهنية عصرية عالية الجودة ومطلوبة لسوق العمل، وفق معايير الإطار الوطني للمؤهلات والاعتمادات الدولية، وتوفير معدات حديثة لهذه المراكز.
إلى جانب ذلك بينت منكو إطلاق برنامج (42 عمّان) كأحد برامج المؤسسة، وهو متخصص في مجال علوم الحاسوب، ويهدف إلى تطوير جيل قادر على البرمجة من خلال منهجيته الفريدة التي تعتمد على أسلوب التعلّم التشاركي والقائم على المشاريع دون الحاجة إلى مدرسين ومحاضرات أو حتى رسوم دراسية.
وأشارت منكو إلى أنه جرى الإعلان عن نقل تجربة برنامج مصنع الأفكار سابقاً، مساحة الصنّاع حاليّاً إلى محافظة العقبة، حرصاً من المؤسسة على توفير مساحات تصنيع رقمي للشباب في إقليم الجنوب، تساعدهم على تحويل أفكارهم إلى منتجات وبراءات اختراع تعزز من مفاهيم الريادة والإبداع.
ولفتت إلى الإعلان عن إطلاق منصّة HTUx وهي منصة تعليميّة رقمية من جامعة الحسين التقنية تعتمد اللغة العربية، وتقدّم مسارات تعليمية مدتها 6 أشهر، وتهدف إلى تمكين وتوظيف الشباب العربي، لتزويدهم بالمهارات والمعرفة اللازمة في متطلبات عصر الثورة التكنولوجية الرّابعة.
وأضافت أنه جرى إطلاق موقع إلكتروني جديد للمؤسسة، وهوية بصرية محدثة صممت ليلبي احتياجات الشباب، وعرض الفرص التي تقدمها المؤسسة بشكل إبداعي، والإعلان عن تنفيذ منتدى تواصل بشكل سنوي والهادف إلى تشجيع الحِوار الوطني البنّاء.
وتابعت “إلى جانب كل هذا جرى تحديث أسماء بعض البرامج لتنسجم مع مسارات العمل الجديدة، فمبادرة “حقق” أصبحت اليوم “برنامج القيادة للمدارس” و”صندوق التميّز الشبابي” أصبح اليوم “برنامج التدريب الدولي”.
انجازات وطنية فاعلة على مدى 8 سنوات تركز على جميع الشباب الأردني
وبينت منكو أن المؤسسة تمكنت من الوصول لأكثر من 2 مليون و200 ألف شاب وشابة في جميع مناطق المملكة واستفادوا وشاركوا بأنشطة وفعاليات وفرص كثيرة طرحتها المؤسسة بالعمل مع 4500 شريك، وعدد الفرص التي جرى توفيرها لشباب وشابات الأردن تجاوز 3 ملايين فرصة، وهذا الإنجاز الأبرز والأشمل.
أما على صعيد المبادرات، قالت “إنه من خلال مبادرة حقق – برنامج القيادة للمدارس باسمه الجديد المنفذ بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم والتي انطلق عام 2013 بدأنا بتدريب عشرات الطلاب، مشيرة إلى أنه عام 2023 فقط دربنا أكثر من 50 ألف متدرب، ومن خلال برنامج “أنا أشارك” الذي يتم تنفيذه بالشراكة مع الهيئة المستقلّة للانتخاب تمكّنا من تدريب أكثر من 116 ألف شاب وشابة في مجالات السياسيّة.
منصة وطنية لتطوع ومشاركة الشباب
وقالت منكو “إن منصة “نحنُ” المنصة الوطنية لتطوع ومشاركة الشباب التي يجري العمل عليها بالشراكة مع وزارة الشباب وبدعم من اليونيسف لديها اليوم 150 ألف متطوع ومتطوعة نفذوا أكثر من 3 ملايين ساعة تطوعية في خدمة مجتمعاتهم، وعلى رأس كل هذا، نفخر بأن نسب التوظيف بين الخريجين من جامعة الحسين التقنيّة وصلت إلى 100بالمئة”.
تطوير الهوية البصرية لمواكبة الأساليب الحديثة في التواصل بين الشباب
وفي ردها على سؤال لماذا جرى تغيير الهوية البصرية لمؤسسة ولي العهد؟ قالت منكور إن الهويّة البصرية من عناصر التواصل الأساسيّة مع الشباب والشابات، وحرصنا من خلال التحديث على تجديد الالتزام والملاءمة مع رؤية سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد، لإيجاد هويّة جديدة تعبّر عن تطور برامج المؤسسة خاصّة عن طريق الإعلان عن أسماء محدثة ومجالات تركيز جديدة، وتعزيز روابط المؤسسة مع الشباب والشابات، ورفع الوعي ببرامج وأهداف المؤسسة.
ولفتت منكو إلى أن الشعار الجديد للمؤسسة يعبر عن رؤية سموه التي تؤكد أن الشباب هم ثروة الوطن وتحسين واقعهم هو الطريق لبناء مستقبل أفضل للأردن، وهو يعكس الرؤية الشمولية وإشراك جميع الشباب الأردني في المملكة والإيمان بقدراتهم لإحداث التغيير والتحلي بالإرادة والتركيز والدفع المستمر.
وأضافت أن “الأسهم السبعة تعبر عن التوجه نحو بناء مستقبل مشرق من خلال تطوير قدرات الشباب، والنجمة السباعية ترمز إلى نجمة علم الأردن الشامخ، تعبيراً عن قيم الأمل، والوحدة والقوة الأردنية.
أما الارتباط بين الأسهم يمثل التزام المؤسسة بروح التواصل والشراكة مع الشباب والمجتمع من خلال تفعيل القدرات الكامنة ليواكب الشباب متطلبات القرن الحادي والعشرين، والألوان الزاهية تعبر عن الحداثة والبساطة، وبالتأكيد الخط العربي العصريّ المرسوم باليد، يشير إلى الابتكار والإبداع والريادة”.
وردت منكو على كيفية تواصل الشباب والشابات مع مؤسسة ولي العهد وذلك إما عبر المكاتب في المحافظات، أو مواقع التواصل الاجتماعي (CPFJo)، والموقع الإلكتروني (www.cpf.jo)، حيث يجري نشر كل ما هو جديد من فرص وأخبار عليها.
وبينت أن خطط العمل المستقبليّة للمؤسسة، تكون ضمن خطّة استراتيجيّة واضحة، تعتمد على قياس الأثر والتحديث المستمر، وهذا ما يجعلها اليوم تضع خطط عمل مستقبليّة واضحة تعتمد عددا من المحاور وهي تعزيز التركيز الجغرافي من خلال تعزيز أعمال المؤسسة بعد افتتاح مكاتب المحافظات، والظهور كمنصة رئيسية لتنمية الشباب الأردني عبر تحفيز الشباب والشابات على الابتكار وتشجيع التعاون مع مختلف الجهات وتمكين النمو الشامل، واعتماد رؤية طويلة الأمد ومقياس مبتكر للنجاح وذلك من خلال توفير فرص حقيقية وذات أثر مباشر على الشباب الأردني، وتوفير فرص تعليم متخصصة بإدخال برامج تعليمية متخصصة تتسم بالمرونة وتلبي احتياجات الشباب وسوق العمل، وستركز هذه البرامج على التعليم التقني والمهني وعلى البرمجة ومهارات التصنيع الرقمي، إضافة إلى إقامة مركز للشباب، يوسع آفاق التطوير المهني والمعلوماتي.
ومن المحاور أيضا تعزيز نظريّة “مستقبل يقوده الشباب” بإطلاق المزيد من البرامج الشبابية التي تسهم في تنمية المهارات القياديّة للشباب والشابات وصولاً إلى أخذ زمام المبادرة في تشكيل ملامح المستقبل، وتعزيز سياسة العمل القائمة على مبدأ “قوة الجماعة” وذلك بالجهود التعاونية، وتحقيق المزيد من الخطوات التي ستسهم في التنمية الشاملة لشباب الأردن.