الفراية خلال أفتتاح أعمال الدورة 41 لمجلس وزراء الداخلية: الحرب في غزة تزداد ضراوة ووحشية وأدعو زملائي في هذا المجلس لتقديم أقصـى ما يمكن من إسناد وإغاثة للعائلات المشردة
بدأت في تونس، أعمال الدورة الـ 41 لمجلس وزراء الداخلية العرب، وترأس الوزير مازن الفراية الوفد الأردني المشارك وقال الفراية في كلمته بافتتاح أعمال الدورة أن الحرب في غزة تزداد ضراوة ووحشية، وتتعمق معاناة أبناء القطاع الذين بات معظمهم مشردون وبلا مأوى، وتزداد فيه التداعيات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية والصحية للحرب. وتاليا النص الكامل لكلمته :- بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين سمو الأخ الأمير عبد العزيز بن سعود الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب الأخ الشيخ عبد العزيز بن فيصل آل ثاني رئيس الدورة الحادية والأربعين أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخليــة العرب،، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،، اسمحوا لي في البداية أن أتقدم بجزيل الشكر إلى الجمهورية التونسية على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، متمنياً لتونس الشقيقة رئيساً وحكومةً وشعباً دوام التقدم والازدهار ومزيداً من الأمن والرخاء. أصحاب السمو والمعالي ،،، نجتمع اليوم والحرب في غزة تزداد ضراوة ووحشية والمعاناة تتعمق ولا تعرف العائلات المـشردة التي فقدت أبنائها لمادا شردت وبأي ذنب قتلت وإلى متى ستستمر مأساتها الحالية ومتى يمكنها السيطرة على تداعياتها الاقتصادية والاجتماعية والانسانية والصحية . نجتمع اليوم والكثير من العائلات الغزية قد فقدت عزيزاً وهجرت بيتاً ووجدت نفسها أمام إصابات متعددة في أفرادها لا تجد لها علاجاً ، ومن هنا فإنني أدعو زملائي في هذا المجلس لتقديم أقصـى ما يمكن من إسناد وإغاثة للعائلات المـشردة واستقبال ما يمكن من المصابين لعلاجهم وهذا هو أقل ما يمكن تقديمه في هذا الظرف الإنساني الصعب ، إننا في المملكة الأردنية الهاشمية قد استنفرنا كافة امكانياتنا للحد من هذه المأساة الانسانية حيث أنشأنا مستشفيين ميدانيين في جنوب غزة وشمالها ومستشفى آخر فيالضفة الغربية وسيرنا المساعدات براً وجواً واستقبلنا وما زلنا نستقبل عدد من الإصابات الشديدة من مصابي مرض السـرطان وممن فقدوا أطرافهم في هذه الحرب ولا شك أن دولكم فعلت ما بوسعها ولكن أجدها فرصة لتذكير أخواني بضـرورة تكثيف الجهود وبذل المزيد للتخفيف من هذه المعاناة. أصحاب السمو والمعالي ،،، تعتبر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الجهة المركزية في تقديم الدعم والخدمات العامة من صحة وتعليم ورعاية عامة للاجئين الفلسطينيين في غزة والأراضي الفلسطينية الأخرى وكذلك اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية المستضيفة لهم ومن ضمنها الأردن. إلا أن الوكالة تواجه خلال الفترة الماضية ظروف صعبة ميدانية وأخرى تمويلية حيث أوقفت بعض الدول دعمها لهذه الوكالة بسبب ادعاءات إسرائيلية بمشاركة عدد لا يذكر من موظفيها في أحداث السابع من اكتوبر الماضي دون انتظار نتائح التحقيق. إن هذا النقص في التمويل المقدم للوكالة والذي قد يصل إلى (450) مليون دولار سيؤثر بشكل كبير على قدرة الوكالة على الإيفاء بالتزاماتها المختلفة واننا اد ندعو هده الدول إلى إعادة النظر في قرارها فإن هدا يتطلب منا جميعاً كل حسب قدرته دعم هذه الوكالة خاصة في هذه الظروف الصعبة التي تعتبر فيها هذه الوكالة الملاذ الأخير لأكثر من مليون و(700) ألف نازح على الأقل في غزة وحدها. أصحاب السمو والمعالي ،،، إننا في المملكة الأردنية الهاشمية ما زلنا نعتقد أن الكارثة في غزة وغيرها من الكوارث سواء الطبيعية أو تلك التي من صنع البشـر تؤكد ضرورة العمل على إيجاد مركز إقليمي للإغاثة يكون معنياً بتدريب القوى البشـرية ووضع الخطط والاستراتيجيات اللازمة لتقديم الإسناد والإغاثة الجماعية الموحدة والمنسقة وإجراء التمارين لممارسة هذه الخطط التنفيذية وإنني أدعو الأمانة العامة للنظر في آليات إنشاء مثل هذا المركز مستقبلاً. أصحاب السمو والمعالي ،،، يواجه الأردن بمشاركة قواتنا المسلحة الأردنية – الجيش العربي وأجهزتنا الامنية التصدي لعمليات تهريب المخدرات بكافة انواعها لمنع انتشارها ودخولها الى الأراضي الأردنية ومنها إلى دول الجوار. من هنا لا بد من التأكيد على أن آفة المخدرات باتت من القضايا التي يصعب علاجها داخل الغرف المغلقة لما تشكله من خطر يهدد أبنائنا وبناتنا ويزعزع مجتمعاتنا حيث أصبحت المخدرات دافعاً أساسي للجريمة، كما أصبح الترويج لها يسلك كل السبل مما يدفعنا لمواجهته في أشد الطرق والحزم في فرض العقوبات وانفاذ القانون من خلال أجهزتنا الأمنية المواكبة للتطورات الناشئة في هذا المجال واستخدام التكنولوجيا لمكافحة وتعقب وسائل التهريب وضبط مرتكبيها، خاصة في ظل التطورات التي تشهدها عملية تهريب المخدرات واستخدام طرق وأدوات لم تكن مستخدمة في الماضي القريب بهذا الخصوص وخير مثال على ذلك محاولة استخدام الطائرات المسيرة عن بعد لتهريب المخدرات وقد نجح الأردن بفعالية في منع الكثير من عمليات التهريب. وقد عقد زملاءكم وزراء الداخلية في العراق والأردن وسوريا ولبنان اجتماعاً تنسيقياً في عمان مطلع الأسبوع الماضي ، وجاءت مخرجات هذا الاجتماع بالتوافق على تأسيس خلية اتصال مشتركة لمتابعة المعلومات وتبادل الخبرات والتدريب وبناء القدرات وزيادة مستوى التعاون لمواجهة هذه الآفة وهذا جهد يمكن لمن يرغب من دول الجوار الانظمام إليه لمكافحة هذه الظاهرة بشكل أوسع. السادة أصحاب المعالي ،،، إن إدامة التنسيق بين الدول العربية هو الضامن لتحقيق والأمن والسلام لشعوبنا، فالتحديات التي نواجهها كبيرة وسنتصدى لها بوحدة الصف والكلمة. واسمحوا لي في الختام أن اتوجه بالشكر الجزيل إلى جمهورية تونس الشقيقة والأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب على حسن التنظيم، آملاً بأن ينعم الله على بلادنا وشعوبنا العربية بالأمن والاستقرار . سائلاً المولى عز وجل أن يوفقنا ويسدد على طريق الخير خطانا. ” وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون “ صدق الله العظيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته