الأقصى هدف للاحتلال

القدس والمسجد الأقصى، وراء «طوفان الأقصى» وسبب من أسبابها، إن لم يكن السبب الأساسي والوحيد، كما كان الأقصى المبارك سبب الحرب على قطاع غزة عام 2021، ما يؤكد أن القدس لم تبتعد يوما عن مخططات الاحتلال الإسرائيلي وأهدافه الاحتلالية والتهويدية، وطمس معالم الحضور العربي والإسلامي والمسيحي، فطالما كانت القدس تحت مجهر اهتمامات الاحتلال، وبوصلتهم الحربية تتجه نحو قبلة المسلمين الأولى.

أمس الأول طالب وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، حكومته بمنع دخول فلسطينيي الضفة الغربية إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، ومنع دخول فلسطينيي القدس والداخل، ممن هم أقل من سبعين سنة، ما يجعل من أن القادم سيحمل الكثير من التحديات والأزمات وربما الكوارث في القدس وحتى في الضفة الغربية، ولن تكتفي إسرائيل بكل ما قامت به من جرائم حرب وإبادة في قطاع غزة، إنما ستكون القدس وجهتها خلال شهر رمضان المبارك.
ليس جديدا أن يستهدف الاحتلال حُرمة الأقصى في شهر رمضان المبارك، فلا يكاد يمر شهر رمضان خلال عشرات السنين الماضية دون انتهاكات واقتحامات وحرب على المصلين والمعتكفين، ولم يكن يقف في ميدان الدفاع عن الأقصى سوى الأردن بقيادة جلالة الملك لحماية الأقصى والمصلين، وطالما كفّ يد الاحتلال والمستوطنين عن أي انتهاكات على المسجد والمصلين، ومنع الاحتلال من أي انتهاكات بما في ذلك قرارات منعه للاعتكاف، فكان الأردن يقف لكل هذه السياسات الاحتلالية بالمنع.
اليوم الأنظار تتجه نحو غزة، عربيا وعالميا، فيما يضع الاحتلال القدس هدفا قادما له، كما كان سابقا بطبيعة الحال، وسيبقى دون مراعاة لقدسية الدين الإسلامي ولقدسية المسجد وقبلة المسلمين الأولى، ودون الأخذ بحُرمة الشهر الفضيل على محمل الاحترام، يمضي الاحتلال في سياساته الإجرامية دون مراعاة بتهديدات وإجراءات تسبق الشهر الفضيل بأقل من شهر، متوعّدا ومحذّرا، ومهددا، جاعلا من الشهر الفضيل سببا لمزيد من العنف والانتهاكات والاقتحامات والتي بالمناسبة لم تتوقف بل ارتفعت وتيرتها بعد السابع من تشرين الأول الماضي، وبات عدد المصلين لا يتجاوز خمسة آلاف مصل في الأقصى بعدما كان يصل لعشرات الآلاف، لكنها تأخذ منحى أكثر خطورة وعنفا خلال شهر رمضان المبارك.
دائرة الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس الشريف التابعة للأردن، تتابع أولا بأول كافة الأحداث والمستجدات، وتضع خططا لمواجهة كلّ ما من شأنه حماية المصلين بمتابعة مباشرة من الأردن بتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني، ولتوفير كافة التسهيلات والإجراءات التي من شأنها حماية المصلين، وتوفير ما من شأنه جعل أيام الشهر الفضيل أيام عبادة وتقرّب لله عز وجل بعيدا عن أي انتهاكات أو استهداف للمتعبّدين في المسجد، في سعي حقيقي لمرور أيامه بسلام وأمن، بعيدا عن أي انتهاكات للصائمين المصلين.
حالة من التوتر والقلق يعيشها الشارع المقدسي، والمسجد الأقصى، بعد مطالبات بن غفير، الساعي لشعل لهيب حرب على الأقصى منذ اليوم استعدادا لشهر رمضان، وفرض آليات للتضييق على المصلين، في حين تسعى أوقاف القدس ومحافظة القدس وكافة الجهات الرسمية والشعبية للاستعداد للشهر الفضيل بشكل يحافظ على حُرمته وقدسية أيامه، ومروره بسلام وقد أدى المسلمون صيامهم وصلاتهم دون أي أزمات