وقّع المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم (الجمعة)، في برلين، اتفاقاً أمنياً لضمان دعمٍ دائم لأوكرانيا التي تعاني من صعوبات في مواجهة روسيا في ظلّ الهجوم الذي تشنّه الأخيرة عليها.
وقال أولاف شولتس عبر منصة «إكس»، إنّ هذه الوثيقة التي تربط البلدين «خطوة تاريخية»، مضيفاً أنّ ألمانيا ستواصل دعم أوكرانيا في مواجهة الحرب الروسية «طالما اقتضى الأمر ذلك».
وأضاف في مؤتمر صحافي مع زيلينسكي: «بالطبع، نأمل جميعاً في أن تنتهي هذه الحرب الوحشية قريباً... لكننا نرى أيضاً أنّ روسيا ليست مستعدّة لسلام عادل ودائم»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وبالإضافة إلى هذا الاتفاق، أعلنت ألمانيا عن تخصيص مساعدات عسكرية فورية جديدة بقيمة 1.13 مليار يورو لأوكرانيا، تركّز على المدفعية التي تحتاج إليها بشدّة لصدّ الهجوم الروسي.
وكان زيلينسكي وصل صباح الجمعة، إلى برلين، المحطّة الأولى في إطار جولة أوروبية يقوم بها لطلب زيادة الدعم العسكري لبلاده، التي تعاني من صعوبات في مواجهة روسيا.
وينتقل بعد ذلك إلى باريس لتوقيع اتفاق مماثل مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وقال عبر تطبيق «تلغرام»، إنّ الهدف هو توفير «بنية أمنية جديدة لأوكرانيا».
وتعدّ هذه الخطوة الدبلوماسية حاسمة في الوقت الذي تدهور فيه الوضع بشكل كبير على الجبهة الأوكرانية، حيث تشكّل مدينة أفدييفكا الواقعة في شرق البلاد، محوراً «لقتال عنيف». وباتت مهدّدة بالسقوط بعد أشهر من الهجمات الروسية.
المديان القصير والطويل
من المفترض أن تمنح هذه الاتفاقيات الأمنية ضمانات لكييف بدعم طويل الأمد، في انتظار احتمال انضمام البلاد إلى حلف شمال الأطلسي. وكانت المملكة المتحدة أول من أبرم اتفاقاً كهذا مع أوكرانيا لمناسبة زيارة رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك لكييف في 12 يناير (كانون الثاني).
وخلال قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) بفيلنيوس في يوليو (تموز) 2023، خيّبت الدول الأعضاء، لا سيما الولايات المتحدة وألمانيا، توقعات كييف وكثير من دول أوروبا الشرقية بعدم تحديد جدول زمني لانضمام أوكرانيا.
إلا أنّ القوى العظمى المنضوية ضمن مجموعة السبع، التزمت تقديم الدعم العسكري لكييف «على المدى الطويل» عبر اتفاقات أمنية. وانضمّت 25 دولة أخرى إلى هذه المبادرة، مثل بولندا.
وتشمل التعهدات المحتملة مد كييف بعتاد عسكري يتماشى مع ذلك المتوافر في حلف شمال الأطلسي، وتدريب قوات أوكرانية وتعزيز صناعات الدفاع في البلاد.
لقاء مع كامالا هاريس
وسيواصل زيلينسكي جهوده الدبلوماسية، السبت، في مؤتمر ميونيخ للأمن. ويلقي خطاباً في إطاره ويعقد بعدها لقاءات ثنائية عدة، من بينها واحد مع نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس التي تقود هذه السنة الوفد الأميركي الكبير إلى هذا المؤتمر الملقب «دافوس الدفاع».
وينتظر مشاركة نحو 180 مسؤولاً حكومياً رفيع المستوى في المؤتمر، من بينهم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ووزير الخارجية الصينية وانغ لي.
وتنتظر كييف منذ أشهر، إقرار مساعدة حاسمة بقيمة 60 مليار دولار قررتها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، لكن المعارضة الجمهورية تعرقلها بدفع من الرئيس السابق دونالد ترمب. وأقرّت حزمة المساعدات هذه قبل فترة قصيرة في مجلس الشيوخ، إلا أنها معطلة في مجلس النواب.
وعدّت كامالا هاريس، الجمعة، في ميونيخ، أن الفشل في رصد مساعدة جديدة لكييف بالكونغرس سيكون بمثابة «هدية لبوتين»، في إشارة إلى الرئيس الروسي.
وقالت: «سنجهد للحصول على الأسلحة والموارد الأساسية التي تحتاج إليها أوكرانيا، واسمحوا لي بأن أكون واضحة، إذا لم نقم بذلك (فهذا يعني) أننا نقدم هدية إلى فلاديمير بوتين».