زيادة تماسكنا ضرورة وطنية

تطورات متلاحقة تشهدها منطقتنا عسكريا وسياسيا واقتصاديا, ثبت لكل المراقبين أن المنطقة متجهة نحو تغييرات جذرية في بنية هذه المنطقة, تفكك واضح للقواعد المتعارف عليها في الدبلوماسية الدولية واللغة المتعارف عليها بين الدول, كنا من الأوائل ممن حذر من هذه التطورات والأحداث وطالبنا أن نعيد التوازن بين السياسات الفاعلة التي هدفها عودة المنطقة لفكر جديد يقوده أصحاب رؤى السلام والمحبة ودعاة العيش المشترك والتغلب على صوت الخراب والنعيق المؤدي لما نمر به حاليا. نحن في المنتصف ونتأثر بكل ما يحيط بنا, رغم قدرتنا الدبلوماسية العريقة والعميقة في أننا استطعنا أن نلوذ ببلدنا جانباً لكن النيران تزحف باتجاهنا, جلالة الملك عبدالله الثّاني كان جهده واضحا وبكل ثقة حذر الغرب مما يجري الآن, كان لدى قيادتنا بُعد نظر وحصافة يعتد بها لكن من بيدها مفاتيح المنطقة لم يبالوا بكل تحركاتنا لشرح مخاطر هذه المرحلة وما يقوم به الكيان الإسرائيلي في إرغام دول المنطقة لدخول المعركة لتسود الفوضى, ومن بعد ذلك يعاد رسم السياسات الجديدة وفق منظور إسرائيلي بحت مما ينهي بقايا القضية الفلسطينية. الآن لم يعد يجدي مع هذا العالم المتوحش لغة الحوار والسلام, يجدي مع هذا العالم أن نكون متكاتفين متحابين راسخين القناعة أن هذا الوطن يحتاج منا أن نقدم له ما من شأنه أن يزيد من صموده أمام هذه التغيرات العنيفة في منطقتنا, يجب أن نكون كشعب متيقنين أن بلدنا مقبل على مخاطر مرغمين عليها, ولهذا مطلوب منا أن نساند الجهد الوطني في السير بخطوات ثابتة لمحاولة تقليل هذه المخاطر وأن يكون تأثيرها أقل, خرجنا من جائحة كورونا بهمة وعزيمة وثبات ووضعنا الوطن أمامنا, الآن حرب غزة العزة وما يرافقها من فتح جبهات فرعية بين دول تسعى أن تسيطر على خيرات وثروات هذه المنطقة. اليوم وجب على كل أردني منتم أن يقول كلمته التي اعتدنا عليها في أحلك الظروف, أن الوطن هو المبتغى ولأجله يكون التحمل والصبر والفداء, حق للوطن أن نقدم له كل ما نستطيع ليبقى محيط بسواعد رجاله وناسه ويبقى عصي على كل خائن وطامع, كلمة واحدة نقولها أن نسلط نظرنا على حدودنا وأعدائنا ولنترك العراك الداخلي لأجل قضايا نستطيع أن نؤجلها وتحملها في هذا الظرف الحساس الذي يمر به الوطن.