اضبطوا حدودكم معنا.. وشكراً لكم!

يقدر الأردن جيداً ظروف سورية الشقيقة، وهو بلا شك يتمنى لو أن الجار السوري يمتلك سيادةً كاملة على كل الأرض السورية، ففي هذا مصلحة وطنية أردنية، تماماً كما هي المصلحة الوطنية السورية.

نتذكر جميعاً في الأردن وسورية، الزيارة الأسرية المتميزة التي قام بها “الملك” إلى سورية مع عائلته في بدايات إعتلائه عرش المملكة، وتجواله في شوارع دمشق، وذلك كتعبير عن رغبة أردنية صادقة في إقامة علاقات أخوية قوية مع سورية ولمصلحة الشعبين الشقيقين، وكلنا قد استبشرنا خيراً بتلك الزيارة.
حدث ما سُمي بـ”ربيع العرب” في سورية، وليس للأردن شأن سياسي سلبي فيه، إذ لا يعقل أبداً أن دولة أياً كانت، ترغب بأن ترى فوضى في دولة جارة لها، مما يؤثر سلبياً بالضرورة على تدفق سبل التعاون في شتى المجالات بين البلدين، ومما ينعكس آثاره سلبياً كذلك على الدولة الأولى، تماماً كما يحدث الآن مع الأردن الذي يجد نفسه مضطراً للعمل الجاد على حماية حدود وطنه من عصابات التهريب الإجرامي القادمة من سورية الشقيقة.
لم يترك الأردن وسيلة لبناء تعاون مع الحكومة السورية في مواجهة هذه العصابات، أملاً في أن تتعاون الشقيقة سورية على هذا الصعيد، إلا أن شيئاً من ذلك لم يحدث، لا بل حدث العكس، حيث بدأت تلك العصابات القادمة من سورية باستخدام السلاح ضد حرس حدودنا متوهمة إمكانية الدخول إلى بلدنا بالقوة المسلحة!.
قطعاً يتمنى الأردن لو يتمكن الأشقاء في سورية من لجم تلك العصابات التي لا بد وأن جهات داخل سورية تقف وراءها، فالأردن ليس “غاوياً” ولا راغباً في استخدام القوة ضد أحد، إلا من يتطاول على حدوده، أو يحاول اختراق سيادته، وهذا بإذن الله، لم ولم يمر أبداً.
ليضبط الأشقاء السوريون أمر تلك العصابات التي تسرح وتمرح على أرضهم وتسعى إلى تهديد أمننا الوطني، وعندها، فشكراً لهم، ولن يضطر جيشنا وقوى أمننا الساهرون على أمن الوطن إلى المواجهة التي لابد منها، وليس بمقدور أي كان أن يثنينا عنها، وإلا فنحن نترك بلدنا لأهواء وتطلعات شريرة، وهذا لم ولن يحدث.
الله من أمام قصدي