الروابط الأردنية الفلسطينية: قصة قلب واحد في وقت الضيق
تشهد العلاقات بين المملكة الأردنية الهاشمية وفلسطين علاقة قوية ومتينة تعكس تاريخاً طويلاً من التضامن والتلاحم. ويعد الأردن دعامة رئيسية للشعب الفلسطيني، وخاصة في ظل الأوضاع الراهنة في قطاع غزة.
ولطالما جسدت العلاقة بين الأردن وفلسطين مفهوم الوحدة والترابط، حيث يعتبر الشعب الأردني نفسه جزءًا لا يتجزأ من القضية الفلسطينية. ويعود ذلك إلى تاريخ طويل من التضامن والتاريخ المشترك، عندما أعرب جلالة الملك عبد الله الثاني عن قلقه العميق إزاء التصعيد العنيف والهجمات المتتالية، داعيًا إلى وقف فوري للعنف واستئناف الحوار لتحقيق السلام ودوره الحاسم في خدمة القضية الفلسطينية من خلال المحافظة على القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها كونه صاحب الوصاية الدينية والتاريخية والشرعية على المقدسات في القدس، مبينا المواقف المتجذرة للهاشميين ولجلالة الملك في خدمة فلسطين والقدس كونها قضية الأردن المركزية.
ومن جهة أخرى تظهر الملكة رانيا العبد الله بوضوح كنموذج للتفاني في قضايا العدالة وحقوق الإنسان. فقد أعربت جلالتها في العديد من المناسبات عن تأييدها للقضية الفلسطينية، مؤكدة على أهمية تحقيق السلام في المنطقة وتأكيد حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة إضافةً الى استعمالها لمواقع التواصل الاجتماعي بشكل فعّال لتسليط الضوء على الظروف الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة وايصال صوت الحق للعالم الدولي وبهذه الطريقة؛ انتقلت الملكة رانيا من كونها شخصية رسمية إلى صوت إنساني فعال يسعى لجذب انتباه العالم للدعوة إلى التضامن الدولي وحشد الدعم لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة.
كما ويعزز الأردن دوره في التصدي للأزمة الحالية من خلال تكثيف الجهود الدبلوماسية لدعم الحل السياسي وإعادة بناء الهيكل الاقتصادي والاجتماعي في غزة. وتجلى ذلك من خلال التحركات الدبلوماسية المستمرة والجهود الرامية إلى إيجاد حل عادل ودائمً للنزاع وتعزيز التضامن الإقليمي من خلال العمل مع الدول العربية والدول الداعمة لفلسطين.
وتعكس الجهود الإنسانية والإغاثية التي قامت بها الحكومة الأردنية في إرسال المساعدات الطبية والإغاثية إلى قطاع غزة التزام الأردن الراسخ بدعم فلسطين في مواجهة التحديات. كما أعلنت المملكة عن تقديم دعم مالي للمساهمة في إعادة إعمار المناطق المتضررة من خلال الهيئة الخيرية الهاشمية.
على الرغم من التحديات الكبيرة، تظل العلاقة بين الأردن وفلسطين قوية ومستدامة، وتعتبر مثالًا حياً للتضامن والدعم المتبادل،ففي هذه اللحظات الحرجة، يتحد القلبان ليكونا صوتًا واحدًا يدعو إلى السلام والعدالة، لأن الوحدة هي السلاح الأقوى في تحقيق تقدم مستدام ومستقبل أفضل للمنطقة العربية.
وفي ختام القول،تظل العلاقة بين الأردن وفلسطين قوية ومتينة، تجسد التضامن والوحدة في وجه التحديات، فموقف الأردن الثابت والداعم يعكس الروح الإنسانية والمسؤولية الإقليمية كما و ويؤكد على أهمية بناء جسور الفهم والتعاون لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة