الكنائس الكاثوليكية تحيي يوم الحج إلى موقع المعمودية–المغطس
تحيي الكنائس الكاثوليكية في الأردن اليوم، يوم الحج السنوي المسيحي إلى موقع معمودية السيد المسيح (المغطس).
ويقام قداس احتفالي يقتصر على الصلوات فقط تضامنا مع أهالي قطاع غزة الذين يتعرضون لعدوان إسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
الناطق الرسمي للحج إلى المغطس الأب رفعت بدر، قال في وقت سابق إن احتفالات المعمودية تأتي امتدادًا لاحتفالات عيد الميلاد المجيد، وستقتصر على الشعائر الدينية، ولن تترافق مع معزوفات الكشافة تضامنا مع غزة.
وقال إن الاحتفال سيتميّز بالصلاة بدون مظاهر احتفالية.
وحول خصوصية هذه الأيام، قال الأب بدر، إن الاحتفال سيترأسه البطريرك الكاردينال بييرباتيستا، بمشاركة عدد من الأساقفة الكاثوليك، ومن بينهم المطران جمال دعيبس مطران اللاتين في الأردن، والمطران جوزيف جبارة مطران الروم الكاثوليك، ورؤساء وممثلو الكنائس الكاثوليكيّة في الأردن، من موارنة وسريان وكلدان وأرمن، بالإضافة إلى السفير البابوي لدى الأردن المطران جيوفاني دال توسو، وعدد كبير من الكهنة الكاثوليك من مختلف الكنائس، وسيقوم على خدمة القداس طلاب المعهد الإكليريكي –معهد الكهنوت– في بيت جالا بفلسطين.
وأضاف الأب بدر، أن هذه السنة تعتبر افتتاحية لليوبيل الفضي للحج إلى المغطس في العصر الحديث، حيث تم افتتاح الموقع المهم في عام 1999، بالتزامن مع احتفالات المملكة باليوبيل الفضي لجلوس جلالة الملك عبدالله الثاني. وكذلك تمرّ هذا العام الذكرى الستون، أي اليوبيل الماسي، لزيارة الحج التي قام بها البابا –القديس– بولس السادس، عام 1964، وكانت أول زيارة بابويّة في التاريخ خارج حدود إيطاليا. وحطت طائرة البابا آنذاك في مطار ماركا الدولي، واستقبله الملك الراحل الحسين بن طلال، وتوجه إلى بيت لحم والقدس والناصرة، ووقف عند مياه نهر الأردن.
ومن المنتظر، بحسب الأب رفعت بدر، أن يحضر القداس أكثر من 5 آلاف حاج وحاجة في هذه السنة، وستقوم هيئة تنشيط السياحة ، بتأمين الحافلات لنقل المشاركين، وسيقام عرض بالشاشات الضخمة في داخل الكنيسة وفي خارجها، مما سيساعد جميع المشاركين على متابعة القداس بسهولة ويسر.
ويُقام موسم الحج المسيحي في كانون الثاني/يناير من كل عام؛ عبر استقبال حجاج الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية، وحجاج من كنائس الأقباط والسريان والكنيسة اللوثرية والأرمن وغيرهم من الكنائس المختلفة.
ويعتبر المغطس المكان المخصص للأعياد السنوية لحجاج الطوائف المسيحية، ويسمى عيد الغطاس أو عيد الحج المسيحي الكبير، الذي يعد موروثا تقليديا يمثل كيفية تعميد السيد المسيح من يوحنا المعمدان (النبي يحيى عليه السلام)، وفق هيئة المغطس.
ويُعد المغطس وجهة لمسيحيي الدول الأوروبية والعربية؛ للقيام بعملية التعميد في المياه المقدسة.
ويوجد في موقع المغطس 5 برك؛ الأولى في المنحدر الغربي السفلي للتل؛ وتعود للعهد الروماني، وهناك بركتان تقع الأولى على قمة الطرف الشمالي لتل الخرار. وبركة جنوبية مستطيلة الشكل ولها درج داخلي على الجهة الشرقية وأربع درجات تمتد على امتداد عرض البركة.
وتوجد بركتان مربعتان تعودان إلى الفترة الرومانية نفسها، وأضيفت الحجارة المربعة المنحوتة إلى الزاوية الجنوبية الغربية للبركة الشمالية الغربية من فترات لاحقة.
ويبعد المغطس عن شمال البحر الميت نحو 9 كيلو مترات، ويحتوي على منطقتين أثريتين رئيسيتين هما تل الخرار، المعروف باسم "تلة مار إلياس" أو "النبي إليا" ومنطقة كنائس "يوحنا المعمدان" قُرب نهر الأردن.
ويتميز المكان بآثار تعود إلى العصور الرومانية والبيزنطية، كالكنائس والمعابد الصغيرة والأديرة، والكهوف التي كانت تُستخدم كملاجئ للنساك، فضلاً عن البرك المائية المخصصة للتعميد.