صهيونية الاغتيالات من اللورد موين إلى صالح العاروري

منذ بزوغ فكرة صهيون، فقد اقترنت بجملة مفاهيم أصبحت جزءاً منها كعقيدة يحملها الصهيوني في سبيل تحقيق الكذبة التاريخية، إن سياسة الاغتيالات هي جزء بنيوي من طبيعة الكيان الصهيوني، الذي هو أصلاً قام على اغتصاب أرض، وإنكار شعب، ومارست الصهيونية الاغتيالات من البداية، ولا تزال. لقد قامت الصهيونية كنقيض للوجود الفلسطيني العربي على أرض فلسطين التاريخية، فجاء الكيبوتس مقابل المخيم، وجاء الاستيطان مقابل التهجير، وجاءت سياسة الاغتيال منهجية ثابتة في العقيدة الصهيونية، ولو أردنا تعداد وبيان الاغتيالات التي قامت بها الصهيونية، ربما نبدأ من اغتيال اللورد موين « سياسي ورجل أعمال بريطاني» عام 1944، لأنه لم يكن يشجع هجرة يهود إنجلترا إلى فلسطين. واغتالت العصابات اليهودية الوسيط الدولي السويدي الكونت برنادوت في فندق الملك داود بالقدس عام 1948 بسبب موقفه من فكرة الدولة الصهيونية على حساب الأرض والشعب الفلسطيني. واغتيال غسان كنفاني في 8 تموز 1972، واغتيال وائل زعيتر في 17 تشرين الأول 1972، واغتيال الدكتور محمود الهمشري في8 كانون الأول 1972، واغتيال ثلاثة من القادة البارزين في حركة فتح ببيروت وهم كمال ناصر وكمال عدوان ومحمد يوسف النجار. اغتيال زهير محسن « زعيم منظمة الصاعقة» 1979، اغتيال خالد نزال 1986، 16 نيسان 1988 اغتيال خليل الوزير «أبو جهاد»، 14كانون الثاني 1991 اغتيال صلاح خلف «أبو أياد» ومساعديه فخري العمري وهايل عبد الحميد، اغتيال عاطف بسيسو 1992، اغتيال أول قائد من مؤسسي حركة حماس عماد عقل 1993، اغتيال رئيس الجهاد الإسلامي فتحي الشقاقي 1995، اغتيال المهندس يحيى عياش قائد ومؤسس كتائب القسام 1996، محاولة اغتيال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس 1997، اغتيال أمين عام الجبهة الشعبية أبو علي مصطفى 2001، اغتيال جهاد عمارين مؤسس حركة شهداء الأقصى في غزة 2002، اغتيال صلاح شحادة قائد كتائب القسام 2002، اغتيال الشيخ أحمد ياسين مؤسس حماس 2004، اغتيال سعيد صيام ومحمود المبحوح وأحمد الجعبري، وقائمة تمتد بمئات الأسماء ممن اغتالتهم يد الغدر الصهيونية، لا لجرائم اقترفوها سوى أنهم فلسطينيون أو مقاومون ومنهم الأدباء والشعراء والأساتذة وصولاً إلى أيقونة جنين وفلسطين الإعلامية «شيرين أبو عاقلة» في 11 أيار 2022، التي تم اغتيالها على مرأى العالم كله وبدم بارد. وبالتأكيد لن تكون خاتمة الاغتيالات في الجريمة التي ما زال دمها ساخناً متدفقاً في استشهاد القيادي صالح العاروري في بيروت قبل أيام. إنها سلسلة طويلة من القتل والتهجير وما يدعى بسياسة التطهير العرقي وحتى الإبادة الجماعية التي تمارسها عصابات الكيان الصهيوني، كل ذلك بهدف « طمر الوعي الفلسطيني» وتذويب الإرادة وكسر شوكة المقاومة. لكن والتاريخ أمامنا، لم تثن تلك الاغتيالات الرغبة والإرادة والعزيمة الفلسطينية عن التشبث بالقضية قيد أنملة. هذا هو كيان الكذب القائم على الأساطير واختلاق الأحداث والمواقف ونحت التاريخ وتزييفه، لا بل ما زالت الماكينة الصهيونية تبتدع كل لحظة وتبتكر أكاذيب وأساطير جديدة تدعم في رواياتها من أساطير تاريخ مزعوم. هذه الأساطير هي التي شكلت نفسية اليهود على مر الأجيال، وحددت موقفهم من تراث الشعوب التي يغتصبون أراضيها. يغتصبون تاريخها وتراثها وعاداتها وأساليبها في تسيير شؤون حياتها، لقد سرقوا كل شيء حتى طريقة عمل الحمص والفلافل.