بات كل أردني مدرك أن الجيش والأجهزة الأمنية تخوض حربا غير عادية ضد هجوم الشر والظلام على الأردن “السلاح والمخدرات ” ، من قبل جهات تريد تهديد الأمن القومي الأردني واختراقه لتنفيذ أجندات سياسية مشبوهة ، ولأن الأردن ظل عصيا على مدار أربعين عاما على هذه المحاولات تم اللجوء إلى أسلوب جديد يستخدم سلاحا أشد فتكا من السلاح التقليدي ، سلاح المخدرات المدعوم من ميليشيات في جنوب سوريا المدعومة بدورها من قبل جهات نافذة في سوريا ، ولو أرادت دمشق لمنعت هذه الحرب التي تشن على الأردن من الجنوب السوري ولكنها تغض الطرف متجاهلة ما يحدث هناك بحجة أنها لا تستطيع السيطرة على هذه الميليشيات، لكنها لو أرادت لفعلت ذلك ، خصوصا أن هذه الميليشيات والتنظيمات تدور في فلك سلطات سورية ومدعومة من جهات عديدة من قبل هذه السلطات، ويتحمل الأردن جهدا كبير من خلال ما تقوم به قواته المسلحة والأجهزة الأمنية ناهيك عن الاستنزاف في الرجال والمال.
الجيش الأردني أخذ زمام المبادرة منذ زمن ، ويخوض معركة مقدسة ضد هؤلاء الذين يريدون رأس الاستقرار والأمن في الأردن.
جيشنا وأمننا لا يخوضان فقط معركة على الحدود بل يخوضان معركة أخرى في مدننا وقرانا وبوادينا ضد شبكات المخدرات في الداخل التي هي أيضا بدورها تهدد الأمن الوطني ، كل هذا الجهد وكل هذا الاستنزاف للمؤسسة العسكرية والأمنية بسبب التواطوء على حدودنا الشمالية من الطرف المقابل يجب أن يشارك فيه كل أردني ، ولا يجب أن يبقى الحمل كاملا على ظهور العسكر ، نعلم جيدا أن المعركة تحتاج لميزانيات ضخمة ، وندرك أن الجيش والأمن تستنزف موازناتهما على هذه المعركة ، لذلك ومن باب الواجب الوطني يجب أن يكون كل أردني شريك في المعركة ، تحت عنوان دعم الدفاع الوطني حتى لو كانت هذه خلال إيجاد صندوق وطني يقوم بدعمه القطاع الإقتصادي الخاص وحتى المواطن العادي ولو كانت مشاركة رمزية مثل وضع دينار على فاتورة الماء أو الكهرباء أو على فاتورة الاتصالات مثلا.
سيأتي من يقول أن الأردني لا ينقصه دفع ،هنا أشير أننا ندفع آلاف الدنانير على رفاهيتنا بكل أريحية ، أنظر مثلا إلى قيام بعض شركات الاتصالات بزيادة دينار على بطاقاتها المدفوعة مسبقا ، لم يحرك أحد ساكنا أو يعترض واستمر الناس بالدفع بحجة أنهم لا يستطيعون التخلي عن هذه الخدمة وأنها أصبحت جزءا أساسيا في حياتنا كذلك الدخان ، والأمثلة كثيرة وربما لا تعد بهذا الاتجاه ، من أولى الرفاهية أو الأمن الوطني والاستقرار المجتمعي؟!
دينار أو دينارين يدفعهما المواطن في الشهر قي سبيل غاية مقدسة ولا أعتقد أن أحد من الأردنيين يعترض على هذا ، بل على العكس سيقدمون هذا الدعم بكل روح وطنية وهم فخورون بأنهم يشاركون في هذه معركة المقدسة بمواجهة تهديد خطير ، يريد من وراء هذا التهديد تعريض أسوار الأردن للاختراق تحت عيون من يهمه الأمر في سوريا وإيران ، أقول هذا لأن هاتين الدولتين وخصوصا إيران تمتلكان مصير المنطقة الجنوبية في سوريا بالخصوص ولا عذر لهما في الصمت على ما يحدث..
جيشنا منذ فجر اليوم يخوض معركة مع تجار المخدرات في جولة جديدة مع هؤلاء القتلة، ولا يجوز أن نظل نحن كمواطنين جالسين في بيوتنا وعلى فراشنا وأبناؤنا العسكر يواجهون الخطر وحدهم فلا أقل من دعمهم ولو بشيء بسيط من قبل كل أردني حتى تكون المعركة معركة كل واحد منا..
الدفاع عن الأردن واجب عين ولن يكون يوما واجب كفاية