دولة الكذب (2)

قيل : « يمكنك أن تكذب على كل الناس بعض الوقت، ويمكنك أن تكذب على بعض الناس كل الوقت، ولكن لا يمكنك أن تكذب على كل الناس كل الوقت».هذا المثل ينطبق على جيش الاحتلال، الذي أطلق أكاذيب لتبرير حربه الوحشية على قطاع غزة والتي صدقها الرأي العام العالمي بشكل أعمى قبل أن تتصدع الرواية بعد انكشافها، مما هدد بانهيار السردية الصهيونية وخسارتها الحرب الإعلامية أمام الرأي العام. في الكيان الصهيوني هناك وزارة خاصة للروايات وتسويق الأكاذيب والفبركات وتدعى « وزارة الترويج» التي من مهامها الترويج لكل ما يخدم الكيان مع تسويغ وتبرير الوسائل مهما بلغت قذارتها وكذبها، إضافةً لوجود القسم الخاص « 8200» المختص بترويج الإشاعات والأخبار المضللة والفتن بين الشعوب العربية، وزارة مخصصة للروايات والسرديات الصهيونية ونشر الفتن. هذا ليس غريباً عن الكيان الصهيوني الذي قام وتأسس منذ بداياته على سلسلة من الأكاذيب والأساطير المزوّرة، وخاصة ما يحتويه « التلمود» كتابهم الثاني بعد التوراة، لكنه الأهم عندهم لأنه يضم كافة المرويات التي تزعم بأحقيتهم في سيادة العالم كونهم شعب الله المختار، وأنه لا بد من العودة إلى أرض الأجداد أرض الميعاد الأرض المقدّسة التي هي أرض بلا شعب لشعب بلا أرض كما يرد في مزاعمهم. هذه هي الآلة الصهيوينة وماكينة الدجل المتواصل التي تفرّخ الأكاذيب طيلة الوقت. كيف لا وهم من ضمت كتبهم المزعوم قداستها قصصاً يندى لها جبين التاريخ والإنسانية عن الأنبياء وممارساتهم التي ألصقوها زوراً وبهتاناً بهم. لا بل جعلوا من الله تعالى في جلاله وقدره كائناً يعتوره نقائص البشر من تعبٍ ومن ندمٍ ومن نزقٍ. أما الأنبياء فمنهم من جعلوهم يمارسون سلوكات غير أخلاقية ويكذبون ويتصفون بالجبن وأحياناً بالنذالة، ومنهم بحسب مروياتهم من قتل وزنا وغيرها من الموبقات. فكيف الحال إذا عندما يكون المستهدف من أباطيلهم من جعلوهم في مصاف الخصوم الأعداء من العرب بشكلٍ خاص. علماً أن تلمودهم لم يستثن في عداواته وخصوماته أياً من الأقوام الذين ينادونهم بالجوييم أي الأغيار، فالأغيار كلهم في طرفٍ واليهود الصهاينة في طرف لوحدهم. في غياب ما يدعم سرديات الصهاينة التي ساقتها للعالم شابتها تناقضات واضحة.. كان انكسار الدعاية الصهيونية منذ البداية.كانت أكذوبة قتل 40 طفلاً تتعارض مع وقائع الحدث، معلومات متضاربة من متقاعد تتعلق بأطفال علقوا على حبل غسيل على حد قوله.. كما أن رواية غير متسقة من منظمة زاكا للإغاثة الصهيونية باكتشاف جثث 20 طفلاً محروقة .. فيما كررت الرواية الصهيونية الحديث دون أية إسنادات عن اغتصاب النساء والأطفال من قبل أفراد المقاومة والتي لم يثبت أياً منها. وتبنى الرواية نتنياهو وبايدن وبلينكن قبل تراجع البيت الأبيض عن هذه التصريحات.ما حدث في حفل المستوطنات كشفتههاآرتس بأن طائرات حربية صهيونية هي من قصفت الحفل والمسلحين المقاومين بشكل عشوائي وظهرذلك من الجثث المتفحمة..وهناك تقليص لأعداد القتلى من 1400 إلى 1200 مبررة ذلك أن هناك 200 من المقاومين متفحمين. أما في مستشفى الرنتيسي كان التضليل بإدعاء وجود نفق وأسلحة في قبوه، بينما القبو هو من تصميم المستشفى عند بنائه.. وفي مستشفى الشفاء فقد زعمت الرواية الصهيونية وجو أنفاق تحته تتواجد فيه قيادات حماسوالأسرى.. ولكن رئيس وزراء الكيان الأسبق باراك اعترف بأن دولته هي من حفرت الأنفاق تحت مستشفى الشفاء..قضية الأسرى وإدعاء سوء معاملتهم، تم تفنيدها من خلال الأسرى المفرج عنهم الذين أكدوا على حسن معاملتهم من قبل المقاومة. وليس بختام لتلك السلسلة من الفربكات ما تفوّه به مندوب الكيان أمام الأمم المتحدة عن أن المقاومة تعذّب الأسرى وأنها أجرت عملية لأسير دون تخدير وأنها تمنع الصليب الأحمر من زيارتهم، فيما يتناسى أن كيانه يعتقل 10000 أسير فلسطيني منهم 5000 موقوف دون محاكمة أي أنهم « رهائن» . وما زلنا ننتظر نتائج فعلتهم الخسيسة باحتجاز النساء في غزة واعتقالهن بشكل جماعي عشوائي تندى له جبين الإنسانية. هذه غيض من فيض سلسلة الأخبار المفبركة لماكينة الكذب الصهيونية.