علق الأستاذ في جامعة بني سويف بمصر والخبير في مجال النقل عبد الله أبو خضرة، على إعلان مصر تفاصيل مشروع التجارة العربي الذي يهدد طموحات إسرائيل في إنشاء خط قطارات سريع لنقل البضائع.
وقال أبو خضرة إن مصر تسعى لدعم قطاع النقل وتقديم كل ما يلزم لتحويل الدولة إلى أكبر مركز تجاري ولوجستي عالمي من خلال الربط الداخلي القوي وزيادة معدل ربط الدولة بمحيطها الخارجي من خلال العمل في عدة محاور في عدة اتجاهات من خلال كافة بدائل النقل والربط فيما بينها لتحقيق النقل متعدد الوسائل مع العمل على تشريع القوانين ذات الصلة لتسهيل الإجراءات المطلوبة لتشجيع تجارة الترانزيت.
ونوة أن مصر تعمل على الاستفادة من موقعها الاستراتيجي المتميز والذي يساعد في الدخول في الكثير من الاتفاقات الدولية والتي تسهم في زيادة حصة مصر من هذه التجارة، مما يجعل لها الريادة في هذا المجال بفضل موقعها كما كانت على مر التاريخ في ظل عالم يعاد تشكيلة من جديد.
وأشار الخبير المصري عبد الله أبو خضرة إلى أن مصر تقوم بتعزيز الترابط بدول الجوار ودعم سبل التجارة من خلال تنفيذ خط التجارة العربي بين كلا من مصر والأردن والعراق للمساهمة في نقل البضائع بين كلا من مصر والأردن والعراق والدول الخليجية بريا وذلك باستخدام خط سكة حديد يمتد من الأردن وعمان إلى منطقة العقبة مرورا بمينائي طابا ونويبع جنوبا ثم الاتجاه برا في الاتجاه الشمالي الغربي حتى محافظة بورسعيد.
وأكد أبو خضرة أن مصر تسعى لتحويل البلاد إلى مركز للتجارة العالمية واللوجيستيات وتطوير جميع محاور النقل الدولية متعددة الوسائط بري سواء (بشبكة الطرق أو السكة الحديد) ونهري وبحري، حيث تقوم الدولة بتنفيذ 7 ممرات لوجيستية تنموية دولية متكاملة هي: (السخنة / الإسكندرية )، (العريش / طابا)، (القاهرة / الإسكندرية)، (طنطا / المنصورة / دمياط)، (جرجوب / السلوم)، (القاهرة – أسوان – أبو سمبل) وممر (سفاجا – قنا – ابو طرطور).
ونوه أن من هذه الممرات ممر (طابا – العريش) الجاري تنفيذه حاليا والذي يتكون من ممر سككي يربط بين موانئ نويبع وطابا المخطط تنفيذه على خليج العقبة بموانئ العريش وشرق بورسعيد على البحر المتوسط ثم ارتباطاً بكافة الموانئ على البحر المتوسط (دمياط – ابوقير – الإسكندرية الكبير – جرجوب ) ومنها إلى الموانئ الأوروبية والأمريكية.
وأشار إلى أن مصر تعمل بتوجيهات من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على دعم وتيسير كل ما يلزم لدعم خط التجارة العربي فقد قامت بتطوير ميناء العريش البحري، وخط سكة حديد الفردان – بئر العبد – العريش – طابا – وصلة شرق بورسعيد، وميناء طابا البحري ، فضلًا عن تنفيذ طريق نخل – العريش إلى رفح لاستخدامه برًا، وتطوير جميع محاور التنمية للربط بين ميناء الفاو على الخليج جنوبا ويتجه إلى الموصل شمالًاو منها الى الاردن.
وأوضح أبو خضرة أن خط التجارة العربي والذي يعد جزء من مسار مبادرة الحزام والطريق والذي يعمل على ربط منطقة الخليج بالبحر المتوسط عن طريق خليج العقبة، حيث أن موقع مصر الاستراتيجي المتميز يعمل على تحسين الترابط والتعاون بين الدول على نطاق واسع يمتد عبر القارات، فشركة الجسر العربي للملاحة سوف تقوم بنقل البضائع بحريا بالشاحنات والركاب والذي يعتبر المرحلة الأولى من تشغيل خط التجارة العربي وذلك بالربط بين موانئ العقبة ونويبع على خليج العقبة ومنها بريا حاليا عبر سيناء من خلال طريق (نويبع / طابا/ النفق) ومنها إلى موانئ شرق بورسعيد ودمياط والإسكندرية الكبير وذلك لاستغلالها للخدمات البحرية المباشرة بين الموانئ المصرية والأوروبية والأمريكية.
وقال الخبير المصري إن مصر تعمل على تنفيذ المرحلة الثانية من خط التجارة العربي المتكامل بإنشاء خط سكة حديد (طابا / العريش / بئر العبد / الفردان) بطول 500 كيلو متر، فممر العريش طابا له أهمية كبيرة لوجستية، حيث يبدأ من ميناء طابا على خليج العقبة والبحر الأحمر، وحتى ميناء العريش على البحر المتوسط، ويربط بينهما خط سكك حديدية من طابا إلى العريش، ثم من العريش إلى بئر العبد بأطوال 335 كم، بالإضافة إلى رفع كفاءة خط (بئر العبد- بالوظة – فردان)، وذلك لزيادة حجم البضائع المستهدف نقلها من الخليج والعراق والأردن إلى أوروبا وأمريكا بالإضافة إلى تنشيط السياحة بين شرق وغرب سيناء وتخفيف الضغط على الطرق وتنشيط الموانئ المصرية على سواحل البحر المتوسط والبحر الأحمر، فبالإضافة إلى خط السكة الحديد تقوم الدولة بعمل شبكة طرق لزيادة معدلات الربط بين المناطق في كل من سيناء وبورسعيد وكافة أنحاء الدولة وتسهيل عملية نقل الأفراد والبضائع.
وتابع: “فعلى سبيل المثال طريق عرضي 1 للتحرك إلى شرق بورسعيد أو المرور عبر الأنفاق والعبور لغرب بورسعيد، حيث تم الربط بشبة جزيرة سيناء بـ6 أنفاق بخلاف كوبري السلام وكوبري الفردان والعديد من الكباري العائمة حيث وصل عدد وسائل الاتصال إلى أكثر من 17 نقطة اتصال وتطوير شبكة طرق شرق وغرب القناة وربطها مع باقي أنحاء الجمهورية”.
وتقوم شركة الجسر العربي للملاحة المملوكة لمصر والأردن والعراق بتنفيذ مشروع خط التجارة العربي وهو ما يقوم بدعم الاقتصاد المصري وتعزيز من مكانة مصر الاستراتيجية اللوجستية والدفع بالاقتصاد المصري إلى الأمام وتوفير فرص العمل بالطرق المباشرة والغير المباشرة.
كما يساهم الخط الجديد في ربط منطقة الخليج العربي بالبحر المتوسط وخليج العقبة عن طريق مصر، مما يعمل على تحسين الترابط والتعاون على نطاق واسع يمتد عبر القارات حيث سيساعد في تسهيل عمليات نقل البضائع، وسيعمل خط التجارة العربي على نقل كل صادرات الأردن والعراق من خلال الموانئ المصرية لكل دول أوروبا، بما سيحافظ على انسيابية حركة التبادل التجارى، واستيعاب الحركة المتنامية للمبادلات التجارية على خط العقبة- نويبع الذى يربط آسيا العربية بافريقيا العربية، ويساعد فى عدم تكدس الشاحنات فى الموانئ خلال فترات الذروة. وتعمل مصر على إعادة فكرة مد خط سكك حديدية جديد يربط بين العريش وطابا وشرق بورسعيد، وسوف يساعد في تسهيل عمليات نقل البضائع.
وسيوجه هذا المشروع ضربة قوية لمشروع القطار الإسرائيلي السريع لربط البحرين الأحمر والمتوسط عبر ميناء إيلات. وقالت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية إن مشروع الحكومة الإسرائيلية الطموح، الذي تم تضمينه في الاتفاقات الائتلافية الحكومية سيكلف حوالي 25 مليار شيكل، تضمن ميزانية بناء الخط، الذي يفترض أن يتصل بالقطار الذي سيمر عبر بلدان أخرى، ستأتي من “الاتفاقيات الدولية”.
وقال محرر الصحيفة العبرية لشؤون النقل والمواصلات روي روبنشتاين، إن إنشاء خط من بيت شان إلى إيلات للقطارات بسرعة 250 كم / ساعة سيكون خطوة إيجابية للغاية للاقتصاد الإسرائيلي ومنافسا قويا لمشروعات الدول المجاورة