طالبت منظمة الصحة العالمية، اليوم الثلاثاء بحماية المجال الذي تُقدّم فيه الرعاية الصحية والمساعدات الإنسانية في قطاع غزة.
وتأتي دعوة المنظمة في أعقاب التأخير عند نقاط التفتيش العسكرية واحتجاز الشركاء الصحيين خلال مهمة لنقل المرضى المصابين بأمراض خطيرة وتوصيل الإمدادات إلى مستشفى في شمال غزة بتاريخ 9 من الشهر الحالي، حيث ورد أن أحد المرضى توفي خلال المهمة، بحسب بيان صادر عن مكتب المنظمة الإقليمي لشرق المتوسط، اليوم.
وقالت المنظمة، إن عرقلة سيارات الإسعاف والهجمات على العاملين في المجال الإنساني والصحي أمر غير معقول، وإن الرعاية الصحية، بما في ذلك سيارات الإسعاف، محمية بموجب القانون الدولي، ويجب احترامهم وحمايتهم في جميع الظروف.
وأضافت أن الصعوبات التي واجهتها هذه البعثة، توضّح تقلّص المساحة المتاحة للجهات الفاعلة الإنسانية لتقديم المساعدات داخل غزة، على الرغم من أن هناك حاجة ماسة إلى الوصول للتخفيف من الوضع الإنساني الكارثي، على النحو الذي دعا إليه القرار الذي اعتمده أعضاء المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية في 10 كانون الأول الحالي.
وذكرت المنظمة، في بيانها، أنه في تاريخ 9 من الشهر الجاري، أكمل فريق تابع لها، بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وبدعم من إدارة الأمم المتحدة للسلامة، مهمة عالية الخطورة إلى المستشفى الأهلي في مدينة غزة لتوصيل الإمدادات الطبية وتقييم الوضع في المستشفى ونقل المرضى المصابين بإصابات خطيرة إلى مستشفى في جنوب القطاع.
وقامت البعثة بتسليم الإمدادات الجراحية ومستلزمات علاج الصدمات إلى المستشفى، والتي تكفي لعلاج 1500 مريض، كما نقلت 19 مريضًا في حالة حرجة مع 14 مرافقًا إلى مجمع ناصر الطبي في جنوب غزة، حيث يمكنهم الحصول على مستوى أعلى من الرعاية.
وروت المنظمة، أن قافلة البعثة تعرضت خلال تنفيذها مهمتها وهي في طريقها إلى الشمال، للتفتيش عند نقطة تفتيش وادي غزة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، واضطر أفراد طاقم الإسعاف إلى مغادرة المركبات للتعرف عليهم.
وخلال التفتيش، تم احتجاز اثنين من موظفي جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني لأكثر من ساعة؛ ما زاد من تأخير المهمة، كما ورأى موظفو منظمة الصحة العالمية أحدهم يُجبر على الركوع تحت تهديد السلاح ثم يُؤخذ بعيداً عن الأنظار، حيث ورد أنه تعرض للمضايقة والضرب والتجريد من ملابسه والتفتيش.
وعندما دخلت البعثة مدينة غزة، أُصيبت شاحنة المساعدات التي كانت تحمل الإمدادات الطبية وإحدى سيارات الإسعاف بالرصاص.
وفي طريق العودة للبعثة إلى جنوب غزة، توقفت القافلة التي كانت تنقل مرضى من المستشفى الأهلي، مرة أخرى، عند حاجز وادي غزة، حيث اضطر موظفو جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ومعظم المرضى إلى مغادرة سيارات الإسعاف لإجراء التفتيش الأمني، وقام جنود مسلحون بتفتيش المرضى ذوي الحالات الحرجة المتبقين في سيارات الإسعاف.
وأكّدت أنها ستظل وشركاؤها ملتزمين التزامًا راسخًا بالبقاء في غزة ومساعدة السكان، ولكن مع تزايد الأعمال العدائية في جميع أنحاء غزة، وعجز المساعدات عن تلبية الاحتياجات، أصبح نظام الدعم الإنساني على وشك الانهيار، بحسب البيان.
وبناء على ذلك، ترى المنظمة أن الحل الوحيد القابل للتطبيق هو وقف إطلاق النار المستمر، حتى تتمكن وشركاؤها من العمل بأمان ودون عوائق لتعزيز النظام الصحي المتدهور، وتجديد الإمدادات الحيوية من الوقود والأدوية وغيرها من المساعدات الأساسية، والوقاية من الأمراض والجوع والمزيد من المعاناة في غزة.