في الأردن.. حرية التعبير عن غزة لحمايـة الحقيـقــة

نقف أمام مأزق اللغة عندما نتحدث عن العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، وباقي الأراضي الفلسطينية، في التعبير وصياغة كلمات تحكي واقعا نراه عبر شاشات هواتفنا أو التلفزيونية، وربما المأزق الحقيقي اليوم ليس في صاغة الكلمات بقدر ما هو الاختيار الأمثل لما نكتب،

فكثيرا ما يقع البعض في مأزق لغوي نتيجة للتعبير عن ما يحدث بمفردات غير لائقة، كمن يُطلق على الشهداء على سبيل المثال «قتلى» أو من يتحدث عن المقاومة «قتال» ربما هنا يكون المأزق حقيقيا ويتعدى اللغة ليصل للمشاعر وحتى للحقائق.ولا نجافي الحقيقة عندما نقول إن هذه الأدبيات يتميّز بها الإعلام الأردني، الذي يمنح ما يحدث على الأراضي الفلسطينية وصفا حقيقيا ودقيقا، بمفردات وتعابير حقيقية بعيدة عن أي تشوّهات، بكل حرية بل بأعلى أسقفها، حيث يتحدث الإعلام وحتى الرأي العام بحرية مطلقة في نقل ما يحدث وفي التعبير عن المشاعر الأردنية التي تنطلق من القلب قبل العقل.ما أريده قوله في هذه الأسطر، إن الأردن يحمل رسالة واضحة أن غزة تتعرض لحرب ضد الأبرياء، وإن فلسطين تعاني من الاحتلال الذي يعمّق الظلم على أراضيها، ولن يتحقق سلامها إلا بحل الدولتين، إضافة لفتح باب الحرية المطلقة للتعبير عن المشاعر الوطنية وحتى عن الغضب حيال ما يحدث في غزة من حرب وعدوان وجرائم حرب، ما نحين الأوضاع وصفها الدقيق والحقيقي، دون تغير في الحقائق باستخدام مفردات وأوصاف تغير من الحقيقة بل وتشوهها، ففي اللغة دوما مفتاح الحقيقة، تحديدا تلك المستخدمة إعلاميا.الأردن بقيادة جلالة الملك يقوم بجهود جبّارة لوقف الحرب في غزة، وتحقيق العدالة في غزة وفلسطين، ونيل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، ما يجعل منه الأقوى دبلوماسيا على مستوى عالمي خلال المرحلة الحالية، وتحديدا خلال الحرب على غزة، وصوت الحكمة والعقل والأكثر حزما وحسما بهذا الجانب، برسالة وضاحة تسمي الأوضاع بأسمائها الحقيقية دون مداراة أو تغليف، إضافة لمنح الجميع حرية مطلقة للتعبير وللتظاهر وتنفيذ وقفات تضامنية، في أماكن محددة حفاظا على سلامتهم، ويقابل ذلك أيضا تسليط وسائل الإعلام على هذه الفعاليات كافة بكل شفافية تضامنا مع فلسطين وغزة.ليست كلمات لوصف واقع، إنما هي شهادة يجب أن نكتبها نحن العاملون في الصحافة والإعلام، ومساحات الحرية التي نتمتع بها في التغطيات الصحفية وفي المفردات المستخدمة وفي نقل الأحداث والفعاليات، فهي الحرية الحقيقية بحرفيّة المعنى، وبلغة حقيقية تنقل حقيقة ما يحدث في غزة وفلسطين، بروح الوطنية وأقلام وقلوب الأردن نشميّ السلوك والعطاء والموقف.الأردن الذي يحمل القضية الفلسطينية على كفّي المسؤولية الوطنية يحترم بل ويحمي الحرية في التعبير عن فلسطين وغزة، ويصون حقيقة ما يحدث في لغة تنقل الواقع كما هو دون تغيير أو تزييف، أو حتى تسمية الحقائق بما يخرجها عن طبيعتها، فهو الأردن الذي ينتصر دوما لفلسطين بكافة مدنها وقراها ومحافظاتها، ولقضاياها ولحقوقها، انتصارات حقيقية وعملية «قول وفعل.