تثمين عالمـي لجهـود الملـك بتوفير منصة «للأمن السيبراني»

قطع الأردن شوطا كبيرا في مجال الأمن السيبراني كونه بات قضية ملحة وضمن أبرز المخاطر التي تهدد الاقتصاد العالمي والأمن القومي للدول، والتي انتبه لها الأردن من خلال جهوده التي يبذلها المركز الوطني للأمن السيبراني ودوره البارز في تحقيق الأهداف المرجوة بتوفير بنية آمنة سيبرانية والتوعية للحكومة وللقطاع الخاص في هذا المجال في ضوء الخطة الاستراتيجية للأعوام 2022 – 2025، التي تهدف إلى تطوير البنية التحتية والتوعية وبناء القدرات وتوحيد الاستجابة الوطنية بين المؤسسات كافة للتعامل مع الحوادث السيبرانية, والتي تشتمل على خمسة محاور هي الحوكمة، والصمود، والأمن، والبناء، والتعاون، وبفضل نظرتهم إلى الأمام في تقييم الشركات في تقديم خدمات الأمن السيبراني ارتفعت مكانة الأردن عالميا في مجال الأمن السيبراني خاصة بقضية الحوكمة والقوانين والتشريعات في أمن المعلومات في القطاعات المختلفة، من أجل رفع سوية أمن المعلومات فيها.  

أنظار العالم تتجه نحو توصيات ونتائج قمة الأمن السيبراني بالأردن

القمة الأولى للأمن السيبراني التي استضافتها الأردن برعاية وحضور سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد، وبمشاركة واسعة عربيا ودوليا كانت محل اهتمام عالمي واتجهت الانظار نحو توصياتها المهمة بضرورة تبني الأمان السيبراني كأولوية استراتيجية، وتبادل الآراء والأفكار حول إيجاد التوازن المثالي بين الأمان والابتكار، كما تمخض عنها توقيع ثلاث اتفاقيات، الأولى مع المركز الوطني المصري، والثانية مع مجموعة مدينة العقبة الرقمية، والأخيرة مع المركز العربي الإقليمي للأمن السيبراني وفريق الاستجابة لحوادث الأمن السيبراني الوطني وكذلك، تم الإعلان عن إطلاق منصة «zero to hero» التعليمية من قبل شركة جرين سيركل.

وفي ضوء المشاركات العربية التي تولى اهتماما كبيرا بمجال الأمن السيبراني، أكد رئيس البرلمان العربي عادل بن عبد الرحمن العسومي، أن رعاية سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، لهذه القمة، تعكس حرص القيادة الرشيدة في الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني على توفير منصة عربية ودولية لتبادل المعرفة والخبرات الممارسات الأفضل لحماية الأنظمة السيبرانية وتعزيز قدرات الاستجابة المشتركة للتهديدات المرتبطة بها.
 ضرورة بلورة منظومة عربية متكاملة
كما دعا رئيس البرلمان العربي، إلى ضرورة بلورة منظومة عربية متكاملة ومتطورة في التعامل مع قضية الأمن السيبراني، وتطوير المواجهة الفاعلة للجرائم والتهديدات المرتبطة بها، مؤكدا أن حوكمة الأمن السيبراني في العالم العربي أصبحت ضرورة حتمية وضمانة رئيسية لتعزيز الثقة العامة في الاستخدامات المتعددة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وحماية الاقتصاد الرقمي، وتأمين البنى التحتية الحساسة ضد الهجمات الرقمية، مؤكداً أن مخاطر الجرائم السيبرانية لا تقتصر على الأفراد فقط، وإنما تشكل تهديداً حقيقياً على الأمن القومي والمجتمعي للدول، لقدرتها على استهداف وتعطيل البنية التحتية الحيوية، التي أصبحت تدار في الكثير من الدول إلكترونياً، فضلاً عن مخاطرها على أسواق الأوراق المالية وقواعد البيانات، وما يشكله ذلك من تهديد حقيقي للاقتصاد الرقمي.
 فضاء عربي سيبراني آمن في ظل هذه المتطلبات
وأكد رئيس البرلمان العربي خلال كلمه له أمام القمة، أن التعاون العربي يمثل أحد المتطلبات الرئيسية لتحقيق فضاء عربي سيبراني آمن ومستقر، مشيداً في هذا السياق بقرار المجلس الاقتصادي والاجتماعي بجامعة الدول العربية بإنشاء «مجلس وزراء الأمن السيبراني العرب»، بناءً على المقترح الذي تقدمت به المملكة العربية السعودية، مثمناً استضافتها الكريمة لهذا المجلس، ومؤكداً أنه سيمثل خطوة مهمة في تنسيق الجهود العربية في جميع الجوانب المتعلقة بالأمن السيبراني، للوصول إلى فضاء سيبراني عربي آمن.
ويولي جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، اهتماما كبيرا بموضوع الأمن السيبراني حيث أكد في وقت سابق خلال اجتماع مع المركز الوطني للأمن السيبراني برئاسة المهندس بسام المحارمة، أهمية تطوير منظومة الأمن السيبراني لتعزيز حماية المؤسسات الرسمية والخاصة في المملكة ومشددا على تعزيز الأمن السيبراني يساهم في توفير بيئة آمنة وجاذبة للاستثمار وداعمة للأعمال، وضرورة الاستفادة من التجارب العالمية والتعاون مع شركاء المملكة في هذا المجال، كما جرى بحث آفاق التعاون بين الأردن والولايات المتحدة في مجال الأمن السيبراني العام الماضي خلال اجتماع جمع بين جلالة الملك ووفد الكونجرس الأمريكي، برئاسة عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور مايك راوندز، الذي عقد في قصر الحسينية بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، ولبحث سبل توسيع التعاون بينهما في مختلف المجالات.