محاضرة تناقش إشكاليات علم الكلام والفلسفة

ناقشت محاضرة ألقاها أستاذ الفلسفة في الجامعة الأردنية الدكتور حامد أحمد الدبابسة، موضوع "إشكاليات علم الكلام والفلسفة في التراث العربي"، مساء أمس الثلاثاء، في مقر الجمعية الفلسفية الأردنية بعمان.

وقال الدبابسة في المحاضرة التي قدمته بها عضو الهيئة الإدارية الدكتورة لينا الجزراوي، إن علم الكلام يعتبر من أهم الميادين الفكرية التي تعبر بصورة واضـحة عن أصالة المفكرين المسلمين الذين حاولوا عقلنة المفاهيم والطرائق والمنهجيات في معالجتهم لأهم المسائل التي تتواشج بين الدين والفلسفة: الله والإنسان والعالم، والتي نشأت بسبب التفاعل بين العديد من العوامل المحلية والإقليمية الفكرية والدينية والسياسية. وأكد أن علم الكلام علم إسلامي خالص في نشأته ومناهجه ووسائله وأهدافه، مبينا أنه انشغل بصورة جوهرية بفهم النص الديني وتعقله والدفاع عنه. وأسهمت العديد من العوامل في إطار علاقات المسلمين الداخلية وظروفهم الفكرية والسياسية، والخارجية التي تتعلق بالشعوب الأخرى التي انضوت تحت راية الإسلام سواء باعتناقه أو بالبقاء على النقيض منه والصراع معه. وبين أن علم الكلام، نشأ منذ اللحظة التي بدأت فيها التيارات الفكرية والسياسية الإسلامية في الخوض في المسائل حول علاقة الإنسان بالله ومدى حرية الإنسان ومسؤوليته، وكذلك فيما يتعلق بالملل والنحل غير الإسلامية في تشكيكها بعدد من المسائل الدينية الجوهرية في الإسلام. وأشار إلى أنه مع نهاية القرن الأول الهجري، بدأ تيار فكري تبنى الاتجاه العقلي في فهم ومناقشة المسائل الجوهرية المطروحة، وتطور هذا التيار مع نهاية الدولة الأموية وازدهر بقوة في الدولة العباسية نتيجة لحركة الترجمة الكبرى عن اللغات والثقافات الأخرى كاليونانية والهندية وغيرها. وأوضح أن العلاقة بين علم الكلام والفلسفة بمفهومها الفني قد تواشجت، فعلم الكلام هو الذي مهد للفلسفة في المجتمع الإسلامي، وفي الوقت نفسه تعزز بالفلسفة عندما نضجت، فقد تبنى العديد من طرائقها ومناهجها ومفاهيمها، خاصة بعد انتصار الخليفة المأمون وخلفائه للفلسفة وتبنيهم لعلم الكلام كعقيدة للدولة العباسية. وخلص إلى أن علم الكلام كان دافعاً لمناقشة مسائل جوهرية في الدين وتقريب مفاهيمه للفهم العقلي عبر تبنيه مسائل جوهرية كقدرة العقل على الوصول للحقيقة والقائم بصورة أساسية على حرية الإنسان.