“الأزمات” يجري تمرينا يحاكي وقوع زلازل بمشاركة 50 جهة و3 آلاف متطوع

قال مدير وحدة الاستجابة الإعلامية في المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات الدكتور أحمد النعيمات إن المركز سيقوم بإجراء تمرين وطني ميداني في شهر أيلول الحالي للوقوف على مدى قدرة المؤسسات على التعامل مع كوارث الزلازل.

 
وبين النعيمات في حديثه لبرنامج "عوافي” الذي يقدمه الزميل سمير مصاروة عبر إذاعة جيش إف إم، أن التمرين لم يحدد موعده بعد، لكن سيشارك فيه ما يقارب 3 آلاف متطوع ونحو 50 شريكا من القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والوزارات والمؤسسات والمنظمات الدولية وغيرها.
التمرين محدّد منذ قرابة 6 أشهر
قال النعيمات إن التمرين يأتي في ضوء خطة المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات الوطنية الاعتيادية السنوية بإجراء تمارين على المستوى الوطني حيث جرى تحديد موعده منذ ما يقارب 6 أشهر حدد المركز ضرورة إجراء تمرين وطني في الثلث الأخير من العام الحالي يحاكي فرضية وقوع زلزال.
وأكد أن الأهمية تكمن في مثل هذه التمارين، أن هنالك خطة وطنية أطلقت في العام 2019 للتعامل مع الزلازل، مشيرا إلى أن حدوث عدة زلازل في دول عربية محيطة ودول في الإقليم جعلت هنالك ضرورة لتحديث الخطة بعد الاستفادة من التغذية الراجعة والدروس المستفادة.
وأشار النعيمات إلى أنه جرى تحديث الخطة الوطنية عام 2022 حتى تكون متفقة مع الدروس المستفادة خاصة بعد إفامة شراكات جديدة مع نقابتي المهندسين والمقاولات.
هل حُدد موعد التمرين؟
قال النعيمات إن المركز لم يحدد بعد يوم التمرين مبيناً "لا نحدد اليوم لعدة أسباب، أهمها أن التمرين لا يكون حيثياته واضحة للمؤسسات وهدفنا أن نختبر قدراتها”.
وتابع "أعتقد أن هذا أمر محمود بحكم أن الغاية والهدف الرئيس هي زيادة قدراتنا وفعاليتنا في مجابهة هذه المخاطر”.
اختبار لقدرات الوطنية والخطط التنفيذية الواردة في هذه الاستراتجية.
وبين النعيمات أن المركز حريص على التخطيط الدائم للسيناريو الأسوأ، مؤكداً أنه معروف "بأن أفضل كارثة للتدريب عليها هي الزلازل، بسبب وقوع أزمات فرعية نتيجة الزلازل مثل؛ أزمة المياه واختلاطها في المجاري الصحية وقدرة المستشفيات على العمل على الرغم من انقطاع الكهرباء وزيادة عدد المراجعات بسبب إخلاء الإصابات والوفيات وأزمة الطرق العامة بتكسرها وتحويل السير إلى طرق أخرى.
ولفت النعيمات إلى أن هذه التمرين يختبر قدرة الدولة على الاستمرارية في العمل بشكل طبيعي على الرغم من هذه الظروف.
التطبيق العملي
قال إن "شركاء التمرين على رأسهم القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والوزارات والمؤسسات الوطنية” مؤكدا أن العام الحالي سيشهد إدماجا كبيرا لدور المتطوعين وللنقابات المهنية والمنظمات الدولية، حيث إن قرابة 50 شريكا سيعلمون معا لمحاكاة السيناريوهات المفترضة.
ومن بين تلك السيناريوهات، وفق حديث النعيمات؛ "اختبار القدرة على إخلاء المدارس، وإخلاء المصانع والمنشآت التي تحتوي مواد خطرة وقابلة للانفجار”.
وأضاف كذلك أن التمرين سيختبر القدرة على التعامل مع تعطل أحد الموانىء واستخدام ميناء بديل أو تعطل الملاحة الجوية، وذلك في حال الاحتياج إلى مساعدات دولية وكيفية استقبالها وتخزينها وتوزيعها وتبويبها.
وبيّن أن عدد الأشخاص المتوقع مشاركتهم ميدانيا في التمرين قد يصل إلى 3 آلاف شخص، مضيفا "هو رقم كبير لأننا سنحاكي الأزمة عامة وشاملة تستجوب العمل في مختلف محافظات المملكة”.
هل سيؤثر التمرين على الحياة العامة؟
أكد النعيمات "سنحاول ألا نعطل الحياة العامة بالتأكيد لكننا سنستغل عودة الحياة للعمل، حيث إن المركز آثر على أن يقوم بعمل هذا التمرين في شهر أيلول بهدف استغلال عودة الطلاب إلى المدارس” منوها بأهمية ترسيخ وتكريس ثقافة الإخلاء عند الطلبة أثناء وقوع الأزمة، وانتقالها إلى مدرسيهم ومديريهم.
وأضاف "سنقوم بعمل إشارات في المناطق التي ستحدث بها محاكاة للتمرين محاولين ألا تؤثر على مظاهر الحياة العامة” مبيناً "حتى صافرات الانذار عند إطلاقها سيتم التنويه أنها لغايات التمرين لا غير.”
وزاد النعيمات "المهم أن نختبر الظروف الحقيقية في الميدان لزيادة الوعي والتدريب والصلابة والقدرة على الصمود في مواجهة هذه الكارثة إن حدثت لا سمح الله”.
هل ستؤثر تداعيات زلزال المغرب على المحاكاة؟
قال النعيمات "بتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني نضع كل الامكانات في المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات تحت تصرف الأشقاء في المغرب، وعلاقتنا مع مديرية الكوارث والطوارىء في المغرب علاقة وثيقة وطيدة”.
وأكد أن المركز مهيأ أن يدير أزمتين في وقت واحد دون أن يؤثر على واجباته الوطنية، مبيناً "حتى إن كان لدينا سيناريو التمرين وواجب يتطلب الدعم لإخوتنا في المغرب فإن ذلك لن يؤثر على واجبات المركز اليومية المعتادة. ”
التقييم والتغذية الراجعة
كشف النعيمات أن لدى المركز فريق تقييم مستمر العمل، وليس لجنة مؤقتة، لتقييم التغذية الراجعة والدروس المستفادة مشيرا إلى أن هذا الفريق ذهب إلى تركيا وسوريا ويتابع العاصفة الرملية بين مصر وليبيا أيضا، ولديه علاقات مع كافة المنظمات المعنية بإدارة الأزمات والكوارث.
وقال إن الفريق وجد بعد حدوث زلزال تركيا وخلال الـ48 ساعة الأولى توقف بعض المخابر عن العمل، مشيرا إلى أنه جرى أخذ هذا الدرس وتقديمه للجهات المعنية كتوصية للتعامل معها، حيث إن وزير الصناعة والتجارة عمم بعد ذلك بضرورة إيجاد مولدات احتياطية للمخابز للتعامل مع أي إحالة انقطاع للكهرباء.
وبين "غايتنا معرفة الفجوات ونقاط الضعف وتلافيها ونقاط القوة وتعظيمها، وحتى نكون شفافين هناك 3 فرق تقييم؛ الأول وطني، والثاني من داخل المركز، والثالث دولي. ”
وأضاف "الهدف من التقييم أن نعلم أين أصبنا وأين أخطأنا، لأنّ هذه الغاية الفضلى للتمرين، المركز مثلا في التمارين السابقة قام بالعديد من التوصيات التي تحول بعضها إلى قرارات وتعديلات تشريعية.
وأنهى النعيمات حديثه "بعد انتهاء التمرين سيكون لدينا جلسة تغذية راجعة ستحوّل إلى توصيات وإذا ما تبناها مجلس إدارة الأزمات ستتحول إلى قرارات بالنتيجة.”