قال وزير الزراعة خالد الحنيفات، الأحد، الحديث عن الغابات والمراعي يزداد أهمية كلما شحت الموارد وتضاعفت التحديات، حيث بلغ إدراك العالم منذ عقود خطر التغيرات المناخية.
وأضاف في افتتاح الدورة السادسة والعشرين لهيئة الغابات والمراعي في الشرق الأدنى، مندوبا عن رئيس الوزراء بشر الخصاونة، أن انعقاد الدورة في عمّان يأتي استمرارا لجهود منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) في استدامة وتنمية القطاع، وادراكاً عميقاً من كافة الجهات أصحاب العلاقة بأهمية الموارد الطبيعية وواجب الأفراد والمؤسسات نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 وتحديدا الهدف الخامس عشر (الحياة في البر).
وأشار الحنيفات إلى أن رؤساء الدول اجتمعوا في أكثر من قمة لمواجهة أخطار لا تنحصر بالفيضانات والأعاصير وارتفاع درجات الحرارة والجفاف بحثاً في سبل تخفيف حدة التغيرات وآثارها الإقتصادية والاجتماعية والإنسانية على المدى القصير والطويل، وبما يترجم حاجات الحاضر ويراعي حق الأجيال القادمة في العيش على هذا الكوكب المترابط المترامي.
وأكد أنه من الواجب أن نستذكر معا بأنّ الغابات والمراعي بيئات بدأت حولها الحضارات منذ آلاف السنين، وهي أنظمة إيكولوجية حية وديناميكية تؤثر وتتأثر، وتوفر موئلاً للتنوع الحيوي، ومخزناً للطاقة والغذاء، وقاعدة للتوازن البيئي، ومتنفساً ومرعى ومصدراً لقوت البشر، وإن كانت البشرية ذاتها التهديد الأكبر لهذه الثروة الهائلة، ومصدراً للخطر المباشر وغير المباشر، تارة في قطع الأشجار وافتعال الحرائق والصيد الجائر، وتارة في تنفيذ أعمال التعدين، والزحف العمراني ومراكمة المخلفات الصناعية.
وأضاف الحنيفات أن هذا الأمر يدفع الجميع للدراسة والتحليل والإبداع والابتكار بشكل جماعي في كافة المجالات؛ رسماً للسياسات، ودعماً للمبادرات، وتنفيذاً للخطط والبرامج على المستوى الوطني والإقليمي على قاعدة تضمن الحماية والاستدامة والتنمية.
الحنيفات، بين أن الوزارة تعمل سنويا على المستوى الوطني بتنفيذ برامج ومشاريع للتحريج في عدة مواقع مختلفة التضاريس والمناخ، وسجلت شراكات متميزة مع مؤسسات المجتمع المدني وشركات القطاع الخاص، وتوسعت في إدخال التقنيات الحديثة (الحافظة المائية)، واستخدام المياه المعالجة والمستصلحة تكيفا مع تحديات شح المياه.
وأشار إلى أن الوزارة تعمل على إدامة المحميات الرعوية بالتعاون مع مختلف الهيئات الدولية، وتحرص رغم تحديات الجفاف وشح الأمطار على زيادة الغطاء الرعوي لخدمة مربي الماشية في المناطق الصحراوية والبادية، وإنشاء الحفائر والسدود الترابية لحصاد مياه الأمطار.
"يناط بهذا الاجتماع الخروج بتوصيات نوعية تراعي خصوصية وهشاشة وأهمية الإقليم، وتساهم في صياغة سياسات مبتكرة للحد من آثار التغير المناخي وتنمية الغابات والمراعي، وتقدم مبادرات رائدة يكون لها أثر مباشر وفاعل على الغابات والمراعي وعلى شعوب المنطقة"، وفق الحنيفات.
سمو الأميرة بسمة بنت علي، سفيرة منظمة الأغذية والزراعة للنوايا الحسنة لمنطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا، قالت إن هذه الدورة تعكس الالتزام المشترك بالمحافظة على البيئة والموارد الطبيعية، وتعزيز استدامتها للأجيال الحالية والمستقبلية.
وأضافت أن الغابات والمراعي تلعب دورا مهما وحاسما في تحسين نوعية الحياة والحفاظ على التنوع البيولوجي، حيث تعتبر موطنا للعديد من الأنواع النباتية والحيوانية النادرة والمهددة بالإنقراض، كما تعتبر مصدرا للموارد الطبيعية وعنصرا أساسيا لمكافحة التغيرالمناخي وتحسين جودة الهواء والماء.
وبينت الأميرة بسمة أن منطقة الشرق الأدنى تواجه تحديات بيئية كبيرة - من التصحر إلى نقص المياه وتدهور البيئات -، مما يتطلب تعاونا دوليا مكثفا وإجراءات عاجلة للتصدي لهذه التحديات.
وأوضحت أن الغابات والمراعي عناصر أساسية للبيئة والاقتصاد في منطقة الشرق الأدنى وتستدعي الحاجة المستمرة للحفاظ عليها وإدارتها بعناية للحفاظ على استدامة هذه الموارد الحيوية وتنميتها، داعية للعمل معًا من أجل تحقيق تنمية مستدامة للمحافظة على جمال وثروات الإقليم.