لارا علي العتوم :الاختيارات

التساوي في الحقوق والواجبات يجب ان يُفهم بمعناه الواسع، فالتساوي في الحقوق والواجبات ليس معناه ان يتساوى الناس جميعاً في أداء الخدمة العسكرية على سبيل المثال أو الطلب منهم التساوي في التصويت في الانتخابات، فهناك نوع من المساواة لعله يكون الأهم وهو المساواة في القدرة على الاستمتاع بالحياة.

المساواة في القدرة على الاستمتاع بالنعم بأن ننعم جميعاً وألا ينظر بعضنا الى بعض بنظرة الخوف ، فهذه المساواة تأتي عندما يكون العدل الاجتماعي محققا بأدق ما يمكن ان يتحقق، بأن لا يجوع انسان ليشبع إنسان آخر، وهذا النوع من المساواة يتحقق حتى الديموقراطية التي تصب فيها كل المجتمعات لن تصل يوماً الى ما يمكن تحقيقه، فالمثل الاعلى في العيش في المثل الاعلى للحياة الاجتماعية الصالحة يقضي ان يتساوى الناس في هذا النوع من المساواة وألا يوجد بين الناس من ينعم على حين يشقى آخرون أو من يشقى على حين ينعم آخرون.فالديموقراطية ليست شيئا مجتمعياً إذا أوجدت فيها التصنيفات، وايجاد العدل من خلالها بالقول بأن هذا حسن او ردئ، ولم تكن يوماً كدعوة على العشاء او الغداء بأن اريدكم اليوم حزبيون على سبيل المثال بل الديموقراطية قبل اي شئ طموح الى المثل العليا يسعى الناس في سبيلها ما وسعهم السعي ليحققون منها ما يريدون، ولكنهم لا يصلون الى ان يحققوها كاملة إلا إذا كان قد قدر للانسان ان يحقق مثله العليا كاملة، فإذا تفاوتت الاوطان والامم في حظوظها من الديموقراطية فلن تكون النتائج كما تريد، وإذا تفاوتت الطبقات في أي بلد في شعورها بالعدل الاجتماعي ومن تصورها للديموقراطية وتحقيقها لهذه الديموقراطية فليس في ذلك شئ من الغرابة لان الديموقراطية من أخص ما تمتاز به انها شيء قابل للنمو قابل للتطور المستمر لا يمكن ان ينتهي .ولا ان يصل الى غاية لا تتعداها فإذا فرضنا ان بلد من البلاد وصل الى نوع من الرقي العظيم جدا في تحقيق العدل الاجتماعي فيجب ان نثق بأن هذا البلد لن يطمئن ولن يعتقد انه وصل الى غايته ولن يعتقد بأنه قد ارضى حاجته من العدل الاجتماعي ذلك لسبب بسيط هو ان حاجة من يعيش لا تقضي وان المثل العليا تسبقنا دائما وتجري امامنا ومهما نسرع في طلبها فلن نبلغها، فالأمم في سعي متصل لتحقيق الديموقراطية وفي سعي متصل في سبيل تحقيق العدل الاجتماعي وقد يتم تحقيق من العدل الاجتماعي الشئ الكثير ولكنا لا نبلغ منه طوراً إلا طمعنا في طور أرقى منه ولن نصل الى منزلة إلا طمعنا في منزلة أرقى منها، فليس علينا بأس من ان نلاحظ ان العديد من البلدان حققت الرقي لان الديموقراطية ملتصقة بحياتهم الاجتماعية التصاقا كاملا فأخذت تكبر وتنمو معهم وبتوضيح المسؤوليات والواجبات فأصبحت أسلوب حياة ونمط معيشة بدون أي دعوات.