أكدت السفيرة الأميركيّة في بيروت دوروثي شيا، تعليقًا على مبادرة “لقاء مع فنان” (Meet the Artist)، الّتي أطلقتها السّفارة الأميركيّة مطلع عام 2022، أنّ “الفنّ والثّقافة هما وسائل نجاة، وليسا ترفًا”، موضحةً أنّ “المشروع المتواصل حتى الآن، بدأ اقتراحًا عرضَه عليها الفريق الثقافي في السّفارة: ماذا لو جمعنا هنا فنّانين ناشئين مع فنّان لبناني رائد في مجاله، ليتحاوروا معه ويستمعوا إليه ويشاركوه هواجسهم وتساؤلاتهم؟”.
وكشفت، في حديث إلى صحيفة “الشّرق الأوسط”، “أنّني سمعت هاجسًا مشتركًا من الفنّانين: ماذا يمكننا أن نفعل للمجتمع الفنّي اللّبناني، في هذه الأوقات الصّعبة حتّى نصنع فرقًا؟”، مشيرةً إلى أنّ “المبادرة نجحت في نقل الإلهام والطّموح إلى الأجيال الصّاعدة. كما أنّها ساهمت على طريقتها في التّخفيف من الظّروف الضّاغطة على المجتمع الفنّي اللّبناني. والأهمّ بالنّسبة إليّ، هي الرّسالة الّتي جسّدتها تلك اللّقاءات”.
ولفتت شيا إلى أنّ “من الأمور الّتي تبرع فيها الولايات المتحدة الأميركية، هي أنّها تجمع بين النّاس، وهذا ما حصل في “Meet the Artist”، مشدّدةً على أنّ “ميزانيّة الرّوزنامة الثّقافيّة المخصّصة للبنان والبالغة مليون دولار، “لا تُصرَف بشكلٍ عشوائي، بل من خلال مبادرات تلمس حياة النّاس. من بين تلك المشاريع الهادفة، تعاونٌ مع جمعيّات تُعنى بأطفالٍ غير مَحظيّين إلّا أنّهم مهتمّون بالموسيقى، فتُقدَّم لهم دروس يتولّاها موسيقيّون أميركيّون”.
وركّزت، تعليقًا على نشاط السّفارة بإعادة تأهيل مواقع أثريّة وترميمها، من بينها قصر بيت الدين وقلعة المسيلحة، ومساندتها جمعيّات معنيّة بتحصين مباني بيروت ضدّ الزلازل، على أنّ “كلّ هذا نابعٌ من اهتمام واشنطن بلبنان، ومن النّظرة الاستراتيجيّة الّتي توليها الإدارة الأميركية إلى البلد، ومن رغبتها بمساعدة الجمعيّات والبلديّات في الحفاظ على التّراث الثّقافي، من مواقع أثريّة إلى تقاليد وفنون”.
كما نوّهت إلى أنّ “مع اقتراب موعد رحيلي من لبنان، أتأكّد كم أنّ وقتي فيه ثمين. هذا يزيدني اندفاعًا ورغبةً باستكشاف المزيد”. وعن اختيارها في حال خُيّرتِ بين لقاء مع فنّان ولقاء مع سياسيّ، أشارت إلى أنّ “في الجلسات المنفردة مع السّياسييّن، ألمس لهفةً لمساعدة لبنان وأهله، لكنّ شيئًا ما يحصل عندما يجتمعون”. وأعربت عن استغرابها “هذا التّحوّل”، متمنّيّة “لو أنّ التّناغم الحاصل في اللّقاءات مع الفنّانين، ينتقل إلى السّياسيّين”.
وأعلنت شيا أنّها تحمل في حقيبتها الدّبلوماسيّة “إنجازًا تاريخيًّا تفتخر بأنّها شهدت على لحظاته المفصليّة، وهو اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل”.