حريق مستودع قرية العقبة اللوجستية عن قرب...

كتب رياض القطامين-في أجواء مرتفعة الحرارة كاجواء مدينة العقبة وفي موجة استثنائية حارة بل حارقة جدا زادت فيها درجات الحرارة عن ٥٠ درجة مئوية تتعطل لغة التكنولوجيا ووسائل التحرز والاحتياط فمن الطبيعي أن يقع حريقا كمثل الذي شب في احد مستودعات قرية العقبة اللوجستية وهذا ليس تبريرا بل تحليلا مبني على واقع فقد اشتغلت اجهز  الانذار المبكر على الفور ومنذ اندلاع الشرارة الأولى للحريق وفقا لكاميرات المراقبه المنتشرة في ارجاء المستودع .

 ما تم تداوله في بعض المنصات الاعلامية من ان الحريق لو امتد لطال ميناء الحاويات فهو ضرب من الخيال "  لان ميناء الحاويات يبعد عن موقع الحريق زهاء ٢ كيلم ويفصل بينهما جبال وتلال  .
ما اكتبه هنا ليس دفاعا عن شخص أو شركة إنما هو دفاع عن اقتصاد وطن وتباين لحقائق انا مطلع عليها بحكم خبرة صحفية مدتها ٢٥ عاما في المنطقة حتى لا ينزلق من يكتب عن بعد ٤٠٠ كيلم " وتضيع الحقيقة بسبب البعد الجغرافي وعدم الإطلاع  الحغرافي أيضا .
المستودع الذي حصل فيه الحريق هو مستودع تابع لشركة قرية العقبة اللوجستية وقد زرته مرات عديدة بمفردي وبمعية وفود واعلامية محلية وعالمية فهو مجهز مهنيا وامنيا واداريا بأعلى المواصفات والمقاييس وأجهزة إنذار مبكر ومتطلبات السلام العامة التي تحظى بأولوية قصوى لدى إدارة الشركة ، كما هي بقية مرافق الشركة وجُل الشركات الكبرى في العقبة  لكن الأجواء المناخية اذا كانت استثنائية تخرج عن ارادة البشر في مختلف أنحاء العالم بما في ذلك الدول الأكثر تقدما والا لماذا وقع حريق في البيت الأبيض سابقا وهو المرفق الأهم والاكثر  تحوطا وتقنية من جميع المجالات على وجه هذا الكوكب .
ليس المناخ هو العامل الوحيد بوقوع الحريق بل ان المواد المخزنة أيضا واغلبها رولات ورقية  وبضائع أخرى قابلة للاحتراق كانت وجبة هشة أمام النيران الأمر الذي لا ينفع معه أي تقنية باستثناء الإطفائية .
جاهزية الأجهزة المختصة على رأسها الدفاع المدني الذي حضر للموقع خلال ٧ دقائق بمشاركة إطفائيات شركة العقبة لإدارة وتشغيل الموانىء حالت دون تفاقم النتائج ومحاصرت النيران داخل نطاق المستودع وهذا يسجل لهم .
ويسجل لمسؤولي العقبة رئيس سلطة العقبة نايف الفايز ومحافظها خالد الحجاج ومدراء والأمن العام والأجهزة الأمنية والمنظومة المعنية كاملة بمختلف مسمياتها حضورها ومتابعته واشرافها ما عكس الحس العالي بالمسؤولية الوطنية.
الخسائر المادية مهما كانت كبيرة في هذا الحريق أو في غيره فإنها تتصاغر أمام سلامة الناس وعدم  وقوع اصابات بشرية فالانسان أغلى ما نملك.
رغم الحريق فإن شركة قرية العقبة اللوجستية تبقى انموذجا لشركات القطاع اللوجستي فقد استعادت تنظيمها سريعا لتواصل مهامها وتقديم خدماتها اللوجستية من تخزين ومناولة وتعامل مع البضائع عبر موقعها المتميز
 للمستوردين والمصدرين سواء للحاويات أو البضائع السائبة في الاردن وبلاد الشام والمناطق المحيطة بها .