د. ذوقان عبيدات يكتب: في قلاية البندورة!!
يجدر الكتابة في الموضوعات المهمة والتي أهملناها فترة طويلة إلى أن جاء قانون الجرائم ونبهنا إلى أن تراثنا الثقافي المادي والفكري غني بما يجدر الكتابة عنه!
قال الجار: نعم أوافق، فالكتابة في القلّاية موضوع آمن لا يسمح لأي قناص من جماعة المقلوبة أو المنسف أن ينقضَّ عليك! كما أن القلاية منتج أردني مفضّل لدى جميع الأردنيين.
قلت للجار: لا أخشى الكتابة في أي موضوع!
فللقلاية مثلًا قوانين حاسمة تمامًا، وأي خروج على هذه القوانين يقودك إلى حرج خاصة إذا كانت القلاية هي الطبق الوحيد الذي تقدمه لضيوفك، ومن أخطر قوانين القلايّة
مثلًا:
قانون المحلي والعالمي؛ وينص هذا القانون على أن البندورة يجب أن تكون بلدية حتى تحقق النكهة المطلوبة! أمًا استخدام بندورة "غير محلية” فقد تسبب لك متاعب مع جهات عديدة مثل التجار والأطباء وأنصار الوطنية.
قانون التقديم البروتوكولي؛ وينص هذا القانون على اختيار
المكان المناسب والأدوات المناسبة ، والجلسة المناسبة وغير ذلك من البروتوكولات مثل أهداف الطبخ، ورواده والمنتفعين به.
قانون التوقيت، فالقلاية تقدم فطورًا للأغنياء وغداءً للفقراء، وعشاءً لذوي المِعَدِ السليمة
والجوعى والفقراء. فالتوقيت مهم جدًا في ضبط الإيقاع ، فمن أمثلة ذلك لا يجوز تقديمها في احتفالات وطنية مثل نتائج التوجيهي ، ولا يجوز أن تتحدى ذوي المناسف ولا حتى الحلويات! فالقانون قانون، وعليك أن تعرف الإجابة عن أسئلة
مثل متى وأين وكم ،ولا داعيَ لأن افكر الآن بلماذا؟ فاحترام التوقيت من احترام القانون نفسه!
٣- قانون الانسجام؛ وينص القانون على أن كل كلمة في القلاية عفوًا كل عنصر فيها
منسجم مع الإطار العام! فالثوم بمقدار، والزيت بمقدار، وكل شيء جعلنا له مقدارًا معيّنًا داخل الإطار فإذا زاد أو نفص تتعرض لنقد عاصف من عشاق القلّاية الحقيقيين أو أدعيائها.
قانون الحرارة؛ وينص القانون على أن الحرارة يجب أن تكون هادئة خلافًا لقوانين عديدة تتطلب الحرارة السريعة العالية.
فقانون القلاية هو نار هادئة وليست نارًا حامية تطّلع على الأفئدة والجيوب. ففي العجلة لا تطبخ القلاية!
هناك بطبيعة الحال قوانين أخرى لما بعد وجبة القلاية منها، التغذية الراجعة من آكلي القلاية وغير الآكلين، فقد تقودك القلاية إلى يوم هانئ أو قد تقودك إلى مكان آخر! لا تذهبوا بعيدًا، أقصد المستشفى فقط!
وقد يرفض المدعوون أن يأكلوا مما نطبخ، وقد يرفض كثيرون استلام ما ترسله لهم من أطباق حرصًا على سلامة صحتهم.
قال الجار؛ اليوم قلّاية فماذا في الغد؟
قلت المجال واسع من حبة الفلافل حتى زرتم المناسف.