أجرى الرئيسان التركي رجب طيب إردوغان والجزائري عبد المجيد تبون، اليوم السبت، مباحثات حول سبل تطوير العلاقات بين البلدين، والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك
واستقبل إردوغان الرئيس الجزائري بالمكتب الرئاسي في قصر دولمه بهشة في إسطنبول بمراسم استقبال رسمية، ثم عقدا جلسة مباحثات ثنائية مغلقة، أعقبتها جلسة موسعة لوفدي البلدين، شارك فيها وزراء الخارجية والدفاع والتجارة والمالية والطاقة والصناعة والتكنولوجيا والصحة والبيئة، والتعليم، وذلك لبحث تعزيز وتطوير العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات
ووصل تبون إلى إسطنبول، ليل الجمعة السبت، في زيارة عمل تستغرق يومين، تعد هي الثانية لتركيا منذ توليه منصبه عام 2019، بعد زيارته الرسمية لأنقرة في مايو (أيار) العام الماضي. زار قبلها كلا من قطر والصين
وبحسب مصادر تركية فقد احتلت التطورات في ليبيا وفلسطين ومالي جانبا مهما من المباحثات، كما ركزت المباحثات على سبل تعزيز العلاقات بين البلدين، لا سيما في المجال الاقتصادي، ورفع حجم التبادل التجاري إلى مستوى يليق بالعلاقات القوية بينهما
ويسعى البلدان إلى رفع حجم التبادل التجاري من 3.16 مليار دولار حاليا إلى 5 مليارات دولار. وشهدت علاقات التعاون الاقتصادي بين البلدين طفرة واضحة خلال فترة حكم إردوغان لتركيا، التي أصبحت تحتل المرتبة الأولى في الاستثمارات الخارجية في قطاع المحروقات بالجزائر
وبحسب بيانات رسمية، هناك أكثر من 1300 شركة تركية تنشط في الجزائر، ما ساهم في توفير أكثر عن 30 ألف وظيفة. فيما يبلغ حجم استثمارات الشركات التركية نحو 6 مليارات دولار
وتعمل تركيا على أن تفوز شركاتها بالنصيب الأكبر في خطط الجزائر لتعزيز بنيتها التحتية، بموازنة قد تصل إلى 150 مليار دولار
وتعد الجزائر ثالث أكبر مصدر للغاز الطبيعي لتركيا بعد روسيا وإيران. وجددت شركة «سوناطراك» الجزائرية الحكومية للمحروقات عقود توريد الغاز المسال إلى تركيا عام 2018، بكميات تصل إلى 5 مليارات متر مكعب سنويا. كما تقوم الشركة بتشييد مصنع للبتروكيماويات بشراكة مع شركة «رونيسانس هولدينغ» التركية في ولاية أضنة جنوب تركيا، لإنتاج مادة «البيلوبروبيلان» البلاستيكية، التي تدخل في صناعات عدة
كما تعمل تركيا والجزائر على تعزيز التعاون في المجال العسكري، بما يعزز القدرات الدفاعية للجزائر، لا سيما مع التطور الملحوظ في الصناعات العسكرية التركية، وخاصة في مجال الطائرات المسيرة
وفي 23 مايو (أيار) عام 2006، وقعت تركيا والجزائر معاهدة للتعاون والصداقة، أعطت دفعة قوية للتعاون بين البلدين في مختلف المجالات
ونصت المعاهدة، التي وقعها آنذاك الرئيس رجب طيب إردوغان عندما كان رئيسا لوزراء تركيا، والرئيس الجزائري الراحل عبد العزيز بوتفليقة، على تطوير الحوار في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، والتزام الطرفين بتعزيز التعاون الاقتصادي، وخاصة في مجال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وعقد اجتماع سنوي رفيع المستوى بين البلدين