أوبك: نريد ضمان مستقبلاً خالياً من الانبعاثات
أكد أمين عام منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، هيثم الغيص، أن المنظمة حريصة على استقرار السوق وخفض البصمة البيئية والتحرك نحو "انتقال مستدام وشامل للطاقة".
وقال إن مؤتمر أوبك الدولي الثامن يركز على "مستقبل صناعة النفط وكذلك مستقبل كوكبنا" وهو ما يجسده موضوع الدورة الحالية من المؤتمر "نحو انتقال مستدام وشامل للطاقة." مضيفا أن "الاستدامة" و "الشمولية" مصطلحان يتكرران كثيراً وهناك خطر في أن نفقد المعنى الأساسي لكل منهما.
وأضاف في كلمته الترحيبية للمؤتمر الذي انطلق اليوم في قصر هوفبورغ التاريخي بالعاصمة النمساوية فيينا إن مفهوم "الاستدامة" يدور بشكل أساسي حول التوازن ويتعلق بكيفية تلبية احتياجات الأجيال الحالية دون المساس باحتياجات الأجيال القادمة مع ضمان التوازن بين الركائز الثلاث للاستدامة: "الجدوى الاقتصادية وحماية البيئة والعدالة الاجتماعية".
وأضاف الغيص أن "الشمولية" تتعلق بضمان سماع جميع الآراء في المناقشات حول تحولات الطاقة، البلدان النامية والمتقدمة، والمنتجين والمستهلكين إذ تعني الشمولية التمسك بمبدأ المسؤوليات المشتركة والمتباينة. وهذا يعني أنه لا يوجد حل "يناسب الجميع" لتحديات المناخ. بدلاً من ذلك، وهناك مسارات متعددة للوصول إلى أهداف اتفاقية باريس.
وأشار أمين عام أوبك إلى أن موضوع المؤتمر يتطلع إلى المستقبل وبالنظر إلى هذا التوجه، فخورون بانضمام مهندسو مستقبل عالمنا "الشباب والطلاب من جميع أنحاء العالم" ، ونحن نشجعهم على تحقيق أقصى قدر من الفرص التي يقدمها هذا المؤتمر.
واستعرض الغيص أهمية النفط في مزيج الطاقة العالمي ودور الصناعة الأساسي في خفض الانبعاثات الكربونية إضافة إلى سعي منظمة "أوبك" إلى تحقيق استقرار السوق وخفض البصمة البيئية والتحرك نحو "انتقال مستدام وشامل للطاقة".
وقال : نريد أن نضمن مستقبلاً خالياً من الانبعاثات، سيكون تسخير التقنيات التي يمكنها تحقيق ذلك الهدف أحد الموضوعات السائدة في هذا المؤتمر.
وتابع قائلاً : موقعنا اليوم، في قصر هوفبورغ، يذكرنا بالعلاقة الفريدة بين "أوبك" والبلد المضيف، جمهورية النمسا، منذ أن أنشأت منظمة "أوبك" مقرها الرئيسي هنا قبل 58 عاماً، أصبحت تجمعنا علاقة خاصة مع مدينة فيينا وسكانها.
ومن جانبه قال أنطونيو أوبورو أوندو، وزير المعادن والهيدروكربونات في غينيا الاستوائية، رئيس المؤتمر في كلمته الافتتاحية إن مؤتمر "أوبك" الدولي في نسخته الثامنة يعد حدثاً مرموقاً حيث يشارك فيه الوزراء من كل من البلدان المنتجة والمستهلكة والمتحدثين البارزين رفيعي المستوى، وقادة الغد، ومئات المندوبين من جميع أنحاء العالم ، وبحضور نخبة من قادة الفكر في صناعة النفط والطاقة العالمية.
وأضاف أن مؤتمر أوبك الدولي هو جزء من جهود المنظمة المستمرة لتعزيز الحوار والتعاون مع جميع أصحاب المصلحة في الصناعة وان إقامة الحدث في قصر هوفبورغ يعكس الأهمية الكبيرة للمنظمة حيث انعقد في هذا القصر مؤتمر فيينا في عامي 1814 و1815، وهو اجتماع لسفراء الدول الأوروبية برئاسة الوزير النمساوي حينها كليمنس فون مترنيخ. وكان اجتماعاً يعتقد الكثيرون بأنه حقق استقراراً طويل الأمد في جميع أنحاء أوروبا.
وتابع : قبل أسابيع قليلة فقط في بغداد، احتفلنا بتاريخ منظمة أوبك الطويل والناجح، وأهمية تطوير النفط لدولنا الأعضاء والتقدم الاجتماعي والاقتصادي للعالم ، ويتابع مؤتمر أوبك ذلك النجاح ويناقش الفرص والتحديات الرئيسية التي تواجه صناعة النفط في يومنا الحالي بالإضافة إلى العقود القادمة مثل استقرار السوق، وأمن الطاقة، والاستدامة، والاستثمارات والتمويل، والتقنيات اللازمة لمستقبل منخفض الانبعاثات، والتحولات العادلة للطاقة، وفقر الطاقة والتنويع.
وأضاف أن ما يربط هذه الموضوعات، جنباً إلى جنب مع موضوع المؤتمر الرئيسي، "نحو انتقال مستدام وشامل للطاقة"، هو الحاجة إلى كل أنواع الطاقات، الآن وفي المستقبل مشيرا إلى أن واقع الطاقة يتطلب الانتقال الواقعي والمنطقي بمشاركة جميع الأطراف ، ونأمل أن يوفر لنا هذا المؤتمر منصة لبناء الجسور لمستقبل الطاقة المستدامة.